الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذهاب الى المكير

داود سلمان الشويلي
روائي، قصصي، باحث فلكلوري، ناقد،

(Dawood Salman Al Shewely)

2015 / 9 / 22
الادب والفن


الذهاب الى المكير
داود سلمان الشويلي
المكير – بتشديد الياء - معناها بالفصحى " المقير " اي المزفت ،من الزفت اي القير ، وهي معروفة باسم " ذي قار " – أي ذات القير -0 وكانت ذي قار معروفة في العراق قبل الاسلام كآبار ماء في بطائح جنوب الكوفة ، في منتصف المسافة بين الكوفة واثار اور.
وزقورة اور والمباني الاثرية المجاورة لها قد بنيت بالطوب ، اي الطابوق العريض ، وكان الطوب يرصف ويوضع بين صفوفه القير والبواري " اعواد القصب المضفور" بدلا من الاسمنت، ولهذا - كما ارى – سميت بهذا الاسم ، واخذت ابار الماء هذا الاسم التي تقع في المنطقة.
وعندما بنيت سكة الحديد المتري ( القديمة ) في العراق بين بغداد والبصرة ،كانت منطقة " اور " تقع في خط السكة ، حيث كانت محطة تحويل للقطارين النازل من بغداد الى البصرة ، او الصاعد من البصرة الى بغداد ، إذ ينتقل الركاب القادمين الى مدينة الناصرية الى قطار اخر ينقلهم الى الناصرية ، وبالعكس الى بغداد او البصرة، و تبعد منطقة اور عن الناصرية بـ 15 كيلومتر.
بعد ان تم نصب الخط القياسي – في نهاية الستينات وبداية السبعينات - للسكك الحديد تم الغاء محطة اور، اذ اصبحت مدينة الناصرية على طريق السكة.
في ستينات القرن الماضي كان اهل مصرفية الناصرية – محافظة ذي قار بعد ذلك – المسافرين بالقطار يركبون القطار الذي يقلهم من محطة الناصرية الى محطة اور ، وهناك ياخذون القطار الذي يوصلهم الى وجهتهم.
محطة الناصرية للخط المتري تقع في المكان الذي تشغله دائرة طابو ذي قار حاليا ، ومعامل المحطة في المكان الذي تشغله رئاسة جامعة ذي قار .
الشاعر زامل سعيد فتاح نقل لنا معاناة حبيب يودع حبيبته في محطة اور ، فيقول :
مشيت ويا للمكير اودعنه
مشيت وكل كتر مني انهدم بالحسرة والونه

فمعانات العاشق تبدء من لحظة ذهابه مع حبيبته الى محطة " المكير " أي اور لتوديعها في القطارالصاعد او النازل .
الذي يصل الى محطة اور اما ان يكون مسافرا ، او مودعا ، او للنزهة والفرجة ، حيث يكون موعد وصول القطار الصاعد الى بغداد بعد الساعة العاشرة ليلا .
جو منطقة اور لطيف منعش في الصيف ، وارضها رملية ، لذا يقول الشاعر :
وعلى الرملة
بضوه الكمره
يناشدني وانشدنه
ان الشاعر زامل سعيد فتاح نقل لنا مشاعر واحاسيس محب يودع حبيبته الذاهبة عنه ، والراكبة في القطار ، في وقت كانت محطة اور " المكير " شاخصة كعلامة يعرفها اهالي الناصرية ، لان اغلب الشباب يزورون هذه المنطقة كل ليلة ليستأنسوا لمرآى الناس الواصلين الى مدينة الناصرية ، او الذاهبين منها ، وفي الجو اللطيف و المنعش الرائع للمحطة .
هكذا ولدت هذه القصيدة ، وهكذا تغنى الفنان المطرب ياس خضر بكلماتها بعد ان صب لحنها الملحن المبدع المرحوم الفنان كمال السيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة