الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأخر حسم معركة الفلوجة خطأ أستراتيجي

طاهر مسلم البكاء

2015 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بعد تحرير صلاح الدين أصبحت القوات العراقية وقواتها الساندة من الحشد الشعبي ، في أوج القوة المعنوية والأندفاع ،كما كانت لدى قادتها الرغبة العارمة في تحرير الفلوجة قبل عيد الفطر وقد صرح أغلبهم بذلك ،وفعلا ً تقدمت قطعات مهمة الى مشارف الفلوجة واصبحت قاب قوسين اوأدنى من المعركة الفاصلة للتحرير ،وبدت دلائل انتكاسة كبيرة في الدول الداعمة للأرهاب والتي أخذت تنظر الى نهاية مأساوية لمخططاتها المشبوهة في العراق ،وسط تصاعد الروح المعنوية للعراقيين وشعورهم بالنصر والثقة في وحدة الوطن أكثر من اي وقت مضى .
غير ان الذي حصل حتى الآن ، ونحن على ابواب عيد الأضحى هو بقاء القوات تحيط بالفلوجة دون الأيذان بأنطلاق ساعة الصفر مما ولد :
- حالة من طول الأنتظار لدى المقاتل العراقي وقتل للروح المعنوية التي كان عليها وقت بدء حملة تحرير الفلوجة .
- كما ان الحال سمح لقوات داعش بألتقاط الأنفاس والرد في بعض الهجمات التعرضية كرد اعتبار .
- ادى الى استنزاف ذخيرة القوات العراقية في ردود غير مركزة فيما لو كانت بأتجاه التحرير .
- بروز الأنتفاضة الشعبية الداخلية ضد قيادات البلاد التي اصبحت غير أهل للثقة، والمطالبة بالأصلاح قد ادى الى التأثير على الوضع العسكري وبدت الوحدة الداخلية وقد شابها التصدع ،فقادة أغلب الكتل والأحزاب المشاركة بقوات الحشد تعرضوا الى انتقادات وتهم بالفساد الذي يطرق البلاد والذي ادى الى حالة شديدة من التقشف ،وبدى المواطن العراقي يسمع أخبار غير مطمئنة أفقدته ثقته بقادة البلاد من الساسة كمثل دخول قوات أمريكية الى الأنبار وتدخل الأمريكان في القرار العراقي وغيرها .
وفي الأيام القليلة الماضية عادت التفجيرات تضرب بغداد كأسوء مما كان بعد ان انخفضت نسبتها ابان ايام تحرير المدن العراقية وخاصة صلاح الدين وقد وصل الحال يوم امس الى اطلاق خمسة صواريخ على مطار بغداد الدولي في سابقة سيئة لاتخدم استقرار العاصمة واستمرارية اتصالها بالعالم ، وهيبة العراق الدولية .
وكان الشباب العراقي وكرد يائس من اي امل باصلاح أحوال البلاد ،قد بدأ هجرة واسعة بأتجاه الدول الأوربية كألمانيا والنمسا وفلندا والسويد وغيرها ،وقد مات الكثير في البحر بسبب الطرق الغير نظامية التي تتبع في مثل هكذا هجرة غير شرعية .
ووسط كل هذه الفوضى حملت الأنباء انتشار وباء الكوليرا في المدن العراقية وخاصة في العاصمة بغداد والتي لايعرف على وجه اليقين ان كان السبب سوء الخدمات وتردي الأوضاع الصحية أم انها بفعل فاعل، ولم تكن اجراءات الدولة كافية لطمئنة المواطن العراقي .
ومع ان المرجعية كمحاولة للأصلاح شجعت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على التعكز على المطالب الجماهيرية واستغلال تظاهراتها الصاخبة لأجراء اصلاحات واسعة ومنطقية لأجتثاث بؤر الفساد ،غير ان اصلاحات العبادي لم تكن بمستوى الحدث وقد شجعت اركان الفساد الكبرى في البلاد على التهيؤ للرد بقوة وقد بدأ بعضها يصرح علنا ً بضرورة استبدال العبادي لعدم جدارته بالمرحلة الحالية التي يمر بها العراق .
نعتقد ان حسم المعركة مع داعش سيفضي الى انهاء الكثير من مشاكل العراق ومنها المشكلة الأقتصادية التي أخذت تطغى على عموم الوضع العراقي ،والمطلوب تعدد المواجهات وشنها في آن واحد واهمها الحرب مع الإرهاب وتحرير المدن المحتلة ،وأخرى مع القوى السياسية الفاسدة والتي تشترك في إدارة الدولة،وحرب أخرى لكم الأفواه الناعقة لتقسيم وتقزيم العراق ،واخرى للبحوث والتقييم وابداء الرأي ،واخرى للأعمار والبناء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-