الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات 4 شتنبر,الأغلبية المعارضة و المعارضة الحاكمة

حميد المصباحي

2015 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من آليات الحكم الديمقراطية,وجود تيارين أو حزبين أو حتى قطبين,يتناوبان على الحكم,بما هو تملك مؤقت للسلطة السياسية,تشريعا و تنفيذا,مما يضمن خلق توازن بين الفئات المتصارعة اجتماعيا و سياسيا و إيديولوجيا,حتى لا تختنق بنى المواجهة و تؤدي إلى بروز العنف و كل مظاهر العدوان الغريزية,و المتنافية مع الأبعاد الحضارية للممارسة السياسية,لكن هناك اختلالات تعرفها الديمقراطية في العالم المتخلف سياسيا مهما كانت آلياتها دقيقة و مراقبة,و من هذه التشوهات,ـحول الأغلبية إلى معارضة,و وصول المعارضة للحكم في الجهات و الجماعات و عمدات المدن و رئاسات الجهات,فكيف يمكن توصيف هذه الحالات,و هل هي طبيعية في مسار البناء الديمقراطي أم أنها تشوهات ضرورية للبناء؟؟؟؟
1انقلاب الأغلبية على نفسها
استطاع حزب العدالة و التنمية حصد أصوات الناخبين بأغلبية مريحة,بدون الحديث عن تحالفه الحكومي,و بذلك كانت وضعيته تؤهله لانتزاع أغلب جهات المملكة,لكنه لم يربح إلا جهتين,و جهتين أخريتين لحليفه,بما يدفع للقول أن الأغلبية انقلبت على نفسها لتصير أقلية أي معارضة,و هو ما يعني أمرين,
أولهما_أن التحالفات الحكومية لم تحترم ميثاقاتها الأخلاقية و السياسية,إذ ظهر أن لاعبيها أكبر من تتحكم فيهم الأحزاب السياسية,من قبيل الأعيان الذين يشكلون في نظر البعض عصب الدولة الخفي في الولاءات الخفية و الظاهرة.ثانيها_أن حزب العدالة و التنمية زاهد في تلك الجهات لأته غير مؤهل للتميز فيها,بفعل افتقاده للأطر ذات التجارب العميقة في تسيير الجهات و المدن العملاقة,و على الحزب انتظار ما سوف تقدمه التجارب الجديدة في النظام الجهوي الجديد الذي يعرفه المغرب.
2سطوة المعارضة على الحكم الأغلبي
عرف حزب الأصالة و المعاصرة كيف يحرك آليات التحالف,الجهوي و السياسي و الثقافي و حتى العرقي أحيانا,ليضرب عميقا في قوة تماسك الأغلبية,ردا على حملاتها,, تجسيدا لدوره الفعال في العمليات الإنتخابية,التي اعتقد المنافسون من العدالة و التنمية و حتى حزب الإستقلال,بقدرتهم على وأد المولود الجديد,بدوافع تختلف بين الخصمين الدوافع إليها,فالعدالة و التنمية,يركز على جرأة مناضلي الأصالة في طرحهم لعمليات استغلال الإسلام في خطابات إبن كيران,بينما يستفز الإستقلال عندما يتحدث يساريو الأصالة و المعاصرة عن ضرورة تجديد النخب السياسية,التي شاخت و لم تعد لها القدرة على التحكم في المشهد السياسي و الإستجاباة لحاجاته الثقافية و المعرفية,التي تحرك عواطف الشباب و تحفزهم على الإنخراط الفعلي في السياسة,بهذا الشكل كان الأصالة و المعاصرة أكثر قدرة على قلب قواعد اللعب,ليحذر مبكرا التحالف الحكومي من قوته و قدرته على خلق المفاجآت.
خلاصات
هناك تشوهات تصيب الممارسة السياسية الديمقراطية,قد تشوش مرحليا على الفعل الديمقراطي,لكنها لا تنال منه,بل تخلق آليات تفكير جديدة,تنبه لما قد يعتبر مقاومات للجديد الديمقراطي,سرعان ما سوف تمتثل لقواعد الديمقراطية,التي سوف تفرض تراجع المستويات الدنيا مثلا في التعليم,, كبار التجار المراهنين على المنافع اللحظية و الصفقاتعندما تشتد الرقابة و تضيق الخناق حول الأعناق التي تسعى لتحويل السياسة إلى ريع و ربح.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم


.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في




.. نائبة بريطانية تدعو حكومة بلادها إلى الضغط على إسرائيل لوقف


.. أخبار الساعة | عمالقة النفط يدعمون حملة ترمب بمليار دولار




.. أخبار الساعة | -بوينغ- تسجل 3 حوادث جديدة خلال 48 ساعة