الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعايش الديني

جهاد علاونه

2015 / 9 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


في هذا الزمن زمن التعصب الأعمى للدين, نريد أناسا يكونوا أصحاء عقليا لا يتعصبون لدينهم أو قبيلتهم أو عشيرتهم, نريد مسلمين يبكون على آلام المسيحيين ومسيحيين يبكون على آلام اليهود والمسلمين, نريد شعبا إسرائيليا يفتح بيته للمسلم ونريد مسلمين يقبلوا بأن يتقاسموا لقمة الخبز مع اليهود, فطالما أنك تقبل بأن نتقاسم أنا وأنت لقمة الخبز فهذا معناه أنك تقبل بأن نتقاسم أنا وأنت المسجد الأقصى, بأن يكون نصفه لك ونصفه الآخر لي, كحبة القمح المفصومة إلى حزين وهذا معناه أن نصفها لك ونصفها الآخر لأخيك في الإنسانية سواء أكان شرقيا أم غربيا مسلما أم يهوديا.

في هذا الزمن الذي يقود فيه الرجل الأعمى رجل أعمى آخر, أعمى منه بصرا وبصيرة, في هذا الزمن زمن التصادم مع الآخر والسعي لقتله لكي يحظى القاتل بالجنة ولكي يدخل المقتول في النار في هذا الزمن ندعو إلى احترام بعضنا البعض مسلمين ومسيحيين ويهود وأن نقبل بالتعايش مع كل الأديان والمذاهب والمعتقدات وأن تزخر بلداننا بظاهرة التعددية من شتى الأصول والمنابت والأديان والمعتقدات, ندعو بأن تزخر بلداننا بظاهرة التنوع لننهض من نومنا لنجد في حارتنا المسلم والمسيحي واليهودي يعيشون جيران متحابون في الله متفقون على خدمة بيوت الله التي يأوي إليها المعذبون في هذه الحياة, إننا نسعى لإقامة مجتمع متجانس ومتعدد الثقافات بدل لغة الانجماد والانغلاق والتقوقع.

حين أكتب عن المسيحية وأنا مسلم فهذا لا يعني أنني لا أحترم الاسلام أو أزدري الأديان كما يعتقد الغالبية وهم يرسلون لي برسائلهم عن المسنجر معتقدين أنني أسيء للاسلام, وحين أقرئ لمسيحي وهو يكتب كلاما علميا عن الاسلام سواء أحبه أو كرهه فهذا لا يعني أن المسيحي أصبح مسلما, بل أخلاقه جعلته يقبل بمفهوم التعايش الديني المسيحي الاسلامي اليهودي, نحن كلنا على وجه الكرة الأرضية أحباب متحابون في الله همنا واحد وهو خدمة الإنسانية والبشرية, نسعى لأن يخدم المسيحي المسلم وبأن يخدم المسلم المسيحي, كان في قريتنا كنيسة ما زالت أطلالها قائمة إلى اليوم صلى فيها المسلمون كثيرا وتوضئوا فيها للصلاة وتناولوا فيها وجبات الافطار في رمضان, وحين كان أهل حارتنا في رمضان يذبحون الأضحيات كان يأكل منها المسيحي في عيد الأضحى قبل المسلم, وكان المسيحيون يطبخوا في بيوتهم وجبات افطار للمسلمين الصائمين, لم يكن جدي كما كانت تقول جدتي يشعر بالفرق أو بالفارق الكبير بينه وبين المسيحي وكانوا أيضا يجصدوا هم ونساءهم مع بعضهن البعض وينام المسيحيون مع العائلات المسلمة في فناء الدار..وهذا لا يعني أن الكنيسة أصبحت مسجدا بل أن الكنيسة تقبلت وجود الآخر بفنائها تدافع عن حق مليار مسلم بأن يقيموا شعائرهم الدينية في كل الأمكنة, إنها سياسة الإحتواء, إحتواء الآخر والأخذ بيده والسماح له بممارسة حرية العبادة لكي يسمح هو لي بأن أمارس أنا أيضا حرية العبادة, أنا أسمح للمسلم بأن يمارس حرية العبادة وبأن يبشر بدينه لكي يسمح هو لي بأن أمارس حرية العبادة وأبشر بديني حتى لو كان هندوسيا يهدف إلى عبادة البقر.

أنا احترم كل الأديان وكل المعتقدات وكل المذاهب وأكتب عن المسيحية وأنا مسلم لأثبت للجميع بأنني محب للتعايش الديني مع كافة الأديان والمعتقدات, أعيش لحظات التجلي مع يسوع تماما وكأنني أحد الرهبان أو القساوسة,وهنالك ايضا مسيحيون يكتبون أشياء جميلة عن الاسلام وهم متمسكون بديانتهم المسيحية, أدعو الجميع للتعلم من سلوك المسيح ومحبته وتعاطفه مع المعذبين في الأرض, لقد كان المسيح يشعر مع عذاب وآلام أهل السامرة وأهل يهوذى والناصرة, كان أيضا يشعر مع الجنود الرومان, كان محبا للفقراء وللمعذبين في الأرض بكى على آلام الملايين ولم يبكِ أحد عليه, هدر دمه على الصليب وهو يحاول أن ينقذ ما تبقى من رماد البشرية, أيقظ في الناس الحس الإنساني والوجداني دافع عن المعذبين والمهمشين في الأرض, دافع عن المظلومين والمغفلين الذين لا يوفر لهم القانون أي نوع من أنواع الحماية, كان يمشي جافيا ورآه الكثيرون يبكي ولم يره أحدٌ يضحك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امنيتك هذه يوم ان يكون الانسان ملاكا
الدرة العمرية ( 2015 / 9 / 23 - 03:23 )

جميل كلامك استاذ جهاد ولكن تعرف متى يتحقق يوم ان يصبح الانسان ملاكا.عمر ابن الخطاب عندما جاء لأستلام مفاتيح القدس رفض الصلاة في الكنيسةز ولكنه اليوم يتم سبه وشتمه لأنه كان مستعمراز وممن من بعض الاخوة المسيحيين ويشتمون وينتقدون العهدة العمرية. الغريب ان بعض الكتاب (المتنورين) يظنون انفسهم متنورين ينظرون الى الماضي السحيق الى اربعة عشر قرنا مضت بمنظار القرن الواحد والعشرين.يا سيد علاونة المسجد الاقصى لن يقسم ولن يسمح فيه بالصلاة لليهودي لسبب بسيط انه غاز ومحتل ومجرم......الكتاب المتنورون يقولون ان العرب المسلمين جاؤوا مستعمرين لمصر والشام. واليهود هل جاؤوا مستعمرين ام جاؤوا فاتحين ام عادوا الى ارض اجدادهم.


2 - ليت ترجع هذه الايام التي قلت عنها
مروان سعيد ( 2015 / 9 / 27 - 10:14 )
تحية كبيرة للاخ جهاد علاونة ذو القلب الكبير
نعم هذا ما نتمناه ان تصفى القلوب وان ترجع المحبة بين الجميع كبارا وصغارا ونكون متعاطفين ومتسامحين ليعم السلام مجددا
ان هذا التسونامي الذي مر على اراضينا اشعل فينا الطائفية البغيضة وجعلنا نخاف من بعضنا البعض وبدانا نفضح انفسنا قبل فضح غيرنا لقد وضعنا المحبة على الرف ونسيناها لاان بيوتنا سرقت منا ونسائنا بيعت بالمزاد العلني ومصانعنا نهبت الى تركيا واصبحنا لاجئين مكسورين نفضل قطع البحر والموت به افضل من تذكر ما جرى لنا
ولكن يجب ان يعتزر كل من اخطئ ويعترف بخطيئته لكي تصفى القلوب وترجع المياه لمجاريها والا الامور ستسير اسواء مما كانت وسيزداد الكره والقتل ومن قتل سيقتل وحسب زرعك سيكون الحصاد من يزرع المحبة سيحصد محبة ومن زرع الموت سيحصد غضب الله
طوبى لك ياجهاد لاانك تزرع الحب والسلام واياه ستحصد
وليتني اكون مثلك اقدر ان انسى ماجرى واعود مثل الاطفال نقي القلب ومتسامح
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل