الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كبة باردة من فم ليث كبة

مالوم ابو رغيف

2005 / 10 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حقد البعض على ثورة 14 تموز وعلى رجالاتها يكاد لا ينتهي،ففي كل مرة تجد احدا ما ،شخصا ما،مؤرخا قوميا ما،سياسيا ما يحاول ان ينشب مخالبه في جسد الثورة العراقية الحقيقة التي عبرت عن روح وطنية عراقية اصيلة.
يحتج البعض على كلمة ثورة ،يصفونها بالانقلاب الدموي تقليلا من اهميتها ،وانتقاصا منها ،وتجريحا لرموزها .اما على اي تعريف او قاعدة سياسية او فلسفية يستند هؤلاء في تعريف الثورة بالانقلاب ،فهو مرتبط باتجاهاتهم المصلحية ،وعداوتهم الفكرية للعدالة الاجتماعية،وميولهم القومية العنصرية ،وربط الفكر بمنهج المصالح الفردية الانتهازية والدينية الظلامية.
الجمع يكاد يكون غريبا ،فهو مزيج من ملكيين وبعثيين واسلاميين ،شيعة وسنة،وقوميين ،وطائفيين.وشيوخ عشائر متخلفين ،واقطاعيين ودول عربية واخرى اجنبية .جمع متناقض يعادي بعضه البعض الاخر،يختلف في الاتجاهات الفكرية ويتحد في موقف سياسي معادي للتغير الرائع الذي حصل في العراق بعد الاطاحة بالملكية المستوردة.
فهل يمكن لانقلاب فوقي ان يُولد كل هذا التحالف الكبيرغير النزيه ضده.؟
وهل يمكن لانقلاب فوقي ان يستقطب الملايين من الناس وان يحدث تغييرا كاملا في البنية التحتية والاجتماعية والفكرية للبلد.؟
لقد حاول البعث وبكل اجهزته وخبراته الاعلامية الاساءة الى قادة ثورة الرابع عشر من تموز الباسلة ،وجند ابواقا ،واشترى ضمائرا واقلاما للنيل من رجال الثورة ومن قواها الطليعية،كان الفشل الذريع والخييبةالتامة هي النهاية البديهية لهذه المحاولات اللئيمة لسبب بسيط ،هوان الثورة العراقية والتي اعقبت الاطاحة بنظام الملكية المستورد،كانت حدثا جماهيرايا كبيرا شاركت فيه جميع قطاعات الشعب العراقي وعلى كافة الاصعدة فمن المستحيل عندها محوها من الذاكرة الوطنية.
لقد انبرى رجال ومرجعيات الدين ،ومنذ المراحل المبكرة للتغير،في شن حملة ظالمة على الثورة وعلى رجالها واحزابها بسيل من الفتاوى المعادية ،خدمة للاقطاع وللاثرياء الذين تضرروا نتيجة بعض من انصاف صب لصالح الطبقات المظلومة.فتاوى كفرت الناس وحاولت ابطال القوانيين التقدمية والاجرائات الاصلاحية مثل قانون الاصلاح الزراعي وقانون الاحوال الشخصية..لقد مهدت هذه الفتاوى التي وصلت الى حد تكفير الناس، الى انقلاب 63 الاسود واعطت غطائا دينيا للمجازر التي طالت الشيوعيين والتقدميين وكل من كان يهدف الى بناء عراق خالي من الظلم ومن الاستبداد الديني والقومي.
وليس بدون دلالة ،ان تحاول القوى الدينية الظلامية تغيير اسم مدينة الثورة الى مدينة الصدر ،او ان ترفض ان يكون علم ثورة 14 تموز هو العلم البديل بعد الاطاحة بنظام الهمج العبثيين والاحتفاظ بالعلم البعثي ،ولا المساعي المتكررة بالغاء قانون الاحوال الشخصية او الاشادة ببعض الشخصيات التي حاربت التيار اليساري كحفصة العمري ،ولا بتجاهل شهداء الشعب والحركة الوطنية العراقية الحقيقين.وياتي تصريح ليث كبة بالاساءة الى اسم شهيد الشعب المهداوي في اطار نفس الحملة الظلامية التي يكرسها رجال الدين للاساءة الى الرموز الوطنية. ليث كبة يقرن محاكمة الشعب للمجرميين بمحاكمة الثورة البعثية للعراقيين الوطنيين ،ويحاول ان يلمح ان الاحكام التي صدرت بحق من ظلموا الشعب العراقي لسنوات طويلة في عهد الملكية المتخلف كانت احكاما ظالمة غيرعادلة ،وان لباقة المهداوي وسيطرته وسرعة بديهيته محسوبة عليه وليس له ،وان فهاوة القاضي رزكار محمد امين وفهاوة ليث كبة وبرودتهما هي مقياس لعدالة المحكمة ونزاهتها.على ليث كبة ان يعرف،ان اول الحاقدين على المهداوي وعلى الشيوعيين هم من يجلسون في القفص الان.وان ليث كبة في المحصلة النهائية يجد نفسه محشورا بنفس التيار البعثي ويردد نفس ما يردده البعث ويردده المتهمون عند تذكر محكمة المهداوي ،فالظلام الديني والظلام القومي هو نتاج متشابه عند غروب شمس الحرية.
لا ليث كبة ولا الجعفري باسلوبهما المنمق ،ولا ببرودتهما الخائبة اواختيارهم بعض المصطلحات البائسة ،التي من خلالها يحالون الظهور بمظهر السياسي الهادئ المقتدر ،قدتمكنا من الحصول على رضا الناس ،ولا استطاعا استغفالهما ،وبقت بضاعتهما بائرة وتجارتهما كاسدة واوشكا على الافلاس السياسي بعد ان افلسا فكريا مثلهما مثل كل تجارة دينية...
يا ليث كبة ان كان هناك من يشترى الان ، فغدا ستهدا العواطف الدينية وسيرفض كبتك ان كانت حارة او باردة اومحشوة بالحمد لله او بثقافة ديمقراطية مصطنعة...ولا بد للناس تكتشف ماهية الحشو ولن تجد نفسك الا مجبرا على غلق دكانك والجلوس على الرصيف في انتظار عصر اخر للتزييف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها