الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي سالم. . رحل الرجل وعاشت القضية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2015 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


وداعاً علي سالم المفكر والإنسان. . وداعاً الرجل الجميل الشجاع. . وداعاً للرجل الفرد الذي واجه منفرداً الغوغاء والكراهية وثقافة الموت. . وداعاً علي سالم الجسد، والخلود علي سالم الفكر والفكرة. . المجد والنصر لعالم الحب والسلام والحضارة، الذي كرس علي سالم حياته لدفعنا باتجاهه.
عرفت حتى الآن عن قرب رجلين يستحقان عن جدارة لقب "إنسان". أولهما د. فرج فودة، والثاني العظيم علي سالم. . وداعاً يا صديقي ويا رائد الإنسانية، التي أرجو أن أنفق ما تبقى لي من العمر متمسحاً في أهدابها. . وداعاً يا خالد الفكر ومشعل النور. . وداعاً علي سالم!!
لا أنسى يوم أصدر ما يسمى "اتحاد كتاب مصر" قراراً، يعلن فيه للعالم أنه "اتحاد مواش" أو "شِلَّة غوغاء"، واستثنى فيه منارة النور والسلام "علي سالم"، بأن فصله من الاتحاد. عاد "علي سالم" بحكم قضائي، لا لكي يكون ضمن حظيرة الذين يصرون على العيش وسط روث الشعارات البائدة والنفاق والكراهية الأبدية، ولكن ليثبت أن بمصر رجلاً يستطيع أن يواجهة قطعاناً من الدواب ذات الحوافر الغليطة، وهو ثابت في مواقفه كطود شامخ. . وداعاً للرجل الذي يُشَرِّف أمة أن ينتسب إليها، ويشرف الإنسانية أن يكون ابناً باراً لها.
علي سالم لم يكن مجرد شخص. كان إنساناً بمعنى الكلمة، كما كان قضية حب وسلام وتنوير. لابأس بمن يصطنعون الإنسانية اليوم، ويترحمون على الرجل، ملمحين إلى أنهم هكذا "يتسامحون" مع "خطيئته" بالدعوة للسلام، وإن كان الأجدر بهم أن يترحموا على أنفسهم، فهم الموتى بمظهر الأحياء. هم الجامدون والمتيبسون المستكينون لهيمنة الظلمة على عقولهم، التي فقدت القدرة على أداء وظيفتها. يمكن أيضاً لهؤلاء أن يوفروا على أنفسهم عناء "التسامح" والترحم على الراحل العظيم، فإن كان "علي سالم" الشخص قدر رحل، فإن "على سالم" الفكر والفكرة والقضية باقية، لتشير إلى نور لابد وأن ينبثق هناك عند خط الأفق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلاما على روح فرج فودة وعلي سالم العظيمين
ليندا كبرييل ( 2015 / 9 / 23 - 12:35 )
شكرا أستاذنا على لفتة الوفاء
أنتم حاملو المشاعل التي أضاءها العظيمان .
علمان رفرفا في سماء مصر في وقت تمر فيه بأشدّ الأزمات ، فيا للشجاعة التي تحلّوا بها وإخلاصهما للفكر الذي حملاه، فربّى أجيالا ستكون الصوت الهادر في وجه الظلام



2 - غريب
Awni Zidani ( 2015 / 9 / 24 - 04:54 )
على سالم كان مثالا للمثقف والفنان المنزوع عن الواقع ....كان يعيش فنتازيا السلام ليس من باب الخيانه المقصوده بل السذاجة وجهل تام بطبيعة العدو ....وقد استغلته ماكنه الاعلام الصهيونيه خير استخدام كونه فنانا ..وانا اتسائل كيف يمكن ان تكون

فنانا بدون وعي..؟
كيف لم يستطع ان يعي بان الصهيونية ليست بحركة تحرر بل حركه كولونياليه لا تستهدف فلسطين بل بل الامة العربيه ومصادر ثرواتها ووحدتها..؟

رايته مرة واحده في حياتي (وانا اسكن بمدينه القدس) في احد فنادق القدس (التابع لجمعية الشبان المسيحيه برفقة مجموعة من رجال -السلام- الصهاينه ...ويا .ليتني ما رايته.......

ولا اغفر لاي كان بمن فيهم الفلسطينيون -الحالمون- بجنة من السلام لان احداث ...
الايام الاخيره ح ان لا سلام بدون عدل ولا سلام بدون حق

ولا تجوز على الفقيد الا الرحمه..


3 - خطأ
جميل السلحوت ( 2015 / 9 / 24 - 17:52 )
هناك فروق كبيرة بين د. فرج فودة وعلي سالم واقتران الدكتورة فودة بعلي سالم ظلم لفودة. فعلي سالم كان متصهينا، تصوروا انه انحاز الى المشروع الصهيوني بشكل فاضح وأنكر وجود الشعب الفلسطيني بشكل فاضح، ومما قاله أنّه لا يوجد للفلسطينيين أيّة حضارة سوى طبخة-المجدّرة- وهي مسروقة عن -الكوشري- المصرية.


4 - خسارة كبيرة
سيلوس العراقي ( 2015 / 9 / 24 - 19:03 )
مصر والعالم العربي بحاجة الى رجال كثر كالراحل علي سالم
فقط رجال ينزعون عنهم الكراهية والعدوانية والعداء كالراحل علي سالم
يمكنهم أن يكونوا رجال سلام لبناء حضارة انسانية
أما غيرهم فلاقيمة لهم لانهم اشرار ودعاة كراهية ودماء وموت
ولا يدركوا معنى الحياة والسلام


5 - على سالم - مقاله الاخير فى الشرق الاوسط
على عجيل منهل ( 2015 / 9 / 24 - 21:02 )
قال الشاعر الإنجليزي رديارد كبلنغ، إن «الغرب غرب والشرق شرق ولن يلتقيا». الواقع أننا التقينا هذه الأيام، اتضح أن الغرب أيضًا ينتج نفس الوحوش التي ننتجها نحن. اتضح أن حضارته التي يحلم الكثيرون منا بالوصول إليها، فيها مغارات صالحة لتربية الوحوش الباحثة عن ميادين تثبت فيها وحشيتها. هي ليست مشكلتنا وحدنا إذن بوصفنا سكان هذا الجزء من العالم، إنها مشكلة سكان الأرض في هذه المرحلة من التاريخ.


6 - على سالم
على عجيل منهل ( 2015 / 9 / 24 - 21:06 )
تقول الحدوتة القديمة إن عقربًا قالت لضفدعة: أنا أريد الانتقال إلى الشط الآخر من هذا المجرى المائي، وأنا عاجزة عن السباحة كما تعرفين، فهل أطمع في كرمك بأن أركب على ظهرك وتسبحين بي إلى هناك؟
قالت الضفدعة: بصراحة.. أنا أخشى أن تلدغيني..
فقالت العقرب: ماذا؟ هل أنا مجنونة؟ إذا لدغتك فستموتين وأغرق أنا وأموت معك.
فكرت الضفدعة في أن منطق العقرب كان سليمًا تمامًا. من المستحيل أن تلحق بها ضررًا. فقالت لها: اتفضلي.. تعالي اركبي.
ركبت العقرب على ظهر الضفدعة التي أخذت تسبح في هدوء في اتجاه الشاطئ الآخر. وفي منتصف المجرى المائي بالضبط، لدغتها العقرب. صرخت الضفدعة من فرط الألم والصدمة وصاحت: يا مجنونة.. كلانا سيموت غرقًا.. لماذا فعلت ذلك؟
فأجابت العقرب: وهل نسيت أني عقرب؟
يا لعبقرية الجدود وهم يرسلون لنا من وراء الزمن هذه الحدوتة لكي نتعلم منها المنطق الصوري بخديعتنا


7 - علي سالم كان حكيما يفهم الدنيا
عبد المذل محمد أبو صفارة ( 2015 / 9 / 24 - 23:55 )
على سالم العاقل الذكي الذي قرأ الواقع حاول تنوير العقول وحثها على القبول بما يستحيل تغييره وعدم الاستسلام للتوكلية والكسل والمظلومية والسعي نحو التقدم والنظر إلى المستقبل بعقل ففضح الهائجين الزاعقين الحنجوريين ونال احترام العقلاء
بقى الزاعقون في الحضيض ينتظرون سنينا وسنين حتى يفنون ويحل محلهم جيل جديد من نفس العينة الباكية يستلذ بالحياة في الحضيض والحلم بالمستحيل

اخر الافلام

.. المستشفى العائم الإماراتي يستقبل مزيدا من الجرحى والمرضى من


.. إدارة الخدمات الصحية في وزارة الدفاع السعودية نشرت 27 مرفقا




.. الموفد الأمريكي هوكستين يزور بيروت لبحث سبل خفض التصعيد العس


.. 17 شهيدا بغارات إسرائيلية على وسط وجنوبي قطاع غزة




.. إخلاء سكان مدينة أمريكية بسبب حرائق في الغابات