الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الأنصارية ودور تنظيم محلية الديوانية للحزب الشيوعي العراقي فيها

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2015 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الحركة الأنصارية ودور تنظيم محلية الديوانية للحزب الشيوعي العراقي فيها
في الثاني من آذار عام 1978م وبعد تدهور علاقات التحالف مع الحزب الحاكم (حزب البعث), وعلى ضوء انهيار أطرّ التحالف, عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي اجتماعاً استثنائياً درست فيه الأوضاع وتداعياتها وتأثيرها على عمل الحزب ومستقبله والذي نشر في طريق الشعب , وتطرقت لدور صحيفة الراصد المأجورة التي دعت النظام للرد على الحزب مستخدمة مصطلحات التهديد والوعيد وذلك في الخامس من آيار 1978.
كما اجتمعت اللجنة المركزية في حزيران 1978م وتدارست تداعيات الموقف وأصدرت في وقتها بيان بتقليل اللقاءات والاجتماعات وإتلاف الوثائق الحزبية لصيانة التنظيم, ولذلك استعمل النظام البعثي شتى الوسائل والأساليب الهمجية من تعذيب وتصفية راح ضحيتها 70 ألف بين عضو بالحزب وصديق للحزب , وبين من ترك الحزب أو تم إجباره على التوقيع على تعهد بعدم ممارسة العمل السياسي وفق المادة 200 السيئ الصيت, وأغلقت جريدة طريق الشعب في الخامس من نيسان 1979م الناطقة بإسم الحزب, بعد أن نشرت أسماء شهداء الحزب ومنهم سهيل شرهان وللاعب المنتخب بشار رشيد ( 1) .
في تموز 1979م وعلى ضوء اجتماع اللجنة المركزية اتخذ الحزب الشيوعي العراقي يومها قراراً يقضي بانتقال الحزب ومنظماته إلى موقع المجابهة والتوجه إلى كردستان العراق لإيجاد موطئ قدم هناك. وفي هذه الظروف برزت فكرة اللجوء إلى العمل الأنصاري المسلح في كردستان من أجل حماية الكوادر والأعضاء وأبعادهم عن غدر الأجهزة الأمنية التابعة لنظام بغداد.
أول دورة تدريبية للحركة الأنصارية كانت في الأول من كانون الثاني من عام 1979 في منطقتي الداموك والناعمة في لبنان , وكانت تلك الدورات بإشراف الحزب الشيوعي العراقي وتخرج المقاتلين يوم السادس عشر من آيار عام 1979 ( 2) . تم العبور إلى منطقة كردستان العراق عبرَّ الحدود السورية التركية ,وتم بناء أول قاعدة أنصارية في منطقة بهدنان وكوستا, ثمَّ تَمّ بناء العيادة الطبية وهي قاعة صغيرة تكفي لستة عشر شخصاً, كان موقعها بجانب السرية الأولى على الخابور ( 3) .
في الربع الأول من عام 1980م تدفق السلاح على القواطع العسكرية للأنصار وكان اغلبه سلاح الماو الصيني وسلاح الكلاشنكوف الروسي والسلاح المتوسط العفاروف والدكتريوف, ومع تطور وصول كمية كبيرة من الأسلحة والأعتدة والقنابل تمَّ بناء مشجب للأسلحة في مكان خلف فصيل المقر في بداية عام 1981م, ثم في حزيران عام 1980 تم بناء قاعدة أنصارية في هيركي التي يقع فيها مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني, وفي خريف 1980م تم بناء مقر متقدم هو مقر (يك ماله) بجانب مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني (محلية دهوك), وهو مقر لاستقبال الضيوف القادمين من الخارج جهة سوريا , وقد أصبح فيما بعد مقر السرية السابعة والأربعين ( 4) , وبسبب إرسال النظام للعملاء إلى مقرات الأنصار قررت القيادة بناء السجن في كانون الثاني من عام 1981م(5 ) لغرض ايداع السجناء من العملاء والخونة فيه , كما تم تشكيل مجموعة لمتابعة الأخبار العالمية اليومية من خلال الإذاعات (صوت أمريكا, لندن, مونت كارلو, وبغداد وحتى إيران , وكان يطلق عليه مقر الإعلام.
أمّا تأسيس اللاسلكي فكان في آذار عام 1981م, وهو جهاز مهم يختصر المسافات لإيصال الأخبار والمعلومات للحزب وقيادته وبالعكس, وقد نصب الجهاز من قبل أحد أعضاء الحزب وهو (أبو سلام) خريج الكلية البحرية من الاتحاد السوفيتي في منطقة كوستا وسوران, ثمَّ تم بناء مقر آخر للأنصار في زيوة , وبدأت عمليات نصب الكمائن والقتال والصدام العسكري مع مخابرات وجيش النظام وبعض المتعاونين معهم في المنطقة مما يسمى بالجحوش, وقد قدمت الحركة الأصارية الكثير من الشهداء في هذه العمليات العسكرية.
في نهاية عام 1986م بدأ النظام بالهجوم على مناطق الفوج الأول مقر (مه راني) شمال منطقة فايدة وجميع القرى المحيطة بالمنطقة حتى مناطق (برزان وبيرموس وسوراه توكه) وبمساعدة الجحوش التابعين للسلطة في المنطقة ( 6). لكن في الساعة السابعة وعشر دقائق في يوم الخامس من حزيران من عام 1987م, أي في ذكرى نكبة حزيران قصفت طائرات النظام البعثي مقرات الأنصار ,شملَّ القصف فصيل المكتب السياسي ومقر سرية القاطع بالأسلحة الكيمياوية وقد تجاوز عدد المصابين أكثر من (100) مقاتل ( 7) كان من ضمنهم المقاتل الأنصاري سلام إبراهيم من أبناء مدينة الديوانية , في ظل تلك الأوضاع قررت القيادة في فصيل المكتب السياسي الانتقال إلى موقع آخر وتم اختيار الموقع في منطقة نبرة القريبة من الحدود التركية, وفي آيار من عام 1988م قررت اللجنة المركزية إلحاق حركة الأنصار بمنظمة الإقليم .
بعد أن توقفت الحرب العراقية الإيرانية في إعلان من الطرفين وبمساعدة الأمم المتحدة وبشكل رسمي, لقد انتهت الحرب يوم 8/8/1988م , فقد توجهت أنظار النظام إلى تصفية الحركات العسكرية المعارضة له في كردستان العراق, فكانت أول عملية للنظام بالقصف لمقرات الأنصار من خلال سلاح راجمات الصواريخ , فكان قرار الانسحاب من المنطقة في مساء يوم 25/8/1988م, وبهذا انتهت أيام الحركة , وتوجه المقاتلين عبرَّ الحدود إلى الدول المجاورة , فمنذ بداية الحركة الأنصارية في بهدينان في 5 تشرين الأول 1979 وحتى 25 آب 1988م كانت تجربة نضالية يعتز بها المقاتلين, وقد مرَّ بها الشيوعيون كتجربة اثبتوا تواجدهم على الساحة العراقية . وفيما يلي أسماء بعض من شاركوا في هذه التجربة الأنصارية من أبناء مدينة الديوانية "فلاح إسماعيل حاجم (أبو فرات), الشهيد عمار وأخيه الشهيد أبو سرمد ( من الدغارة), قيس (أبو وليد), شاكر الدعمي, فايق جابر, كريم الحلاق, حبيب مظاهر, عدنان عباس (أبو تانيا), نجاح علي (سلام دو وهو أبن عم ناصر عواد), نصير عواد ,الشهيد ناصر عواد (أبو سحر) , نصيرة عواد , الشهيد اقبال عواد, سلام إبراهيم ,ناهدة جابر جاسم ,علي عبد العال ,جبار الشباني ,مشرق الغانم , مؤيد كريم (فرهاد), عماد كريم (ملازم آزاد) وهو شقيق مؤيد ,(سامان) إداري مقر قاطع بهدينان اجهل اسمه الحقيقي) ,علي عبد العال ,الشهيد قصي عبد الكاظم ,عبد الرضا (من الشامية), يوسف محمد طه .
بعد كل عملية قتالية يقدم الحزب مجموعة من الشهداء فكانت تكاد تكون مقابر شهداء الحزب في كل أرض من كردستان العراق, فقد احتضنت جبال ووديان وسهول كردستان أبطالاً ميامين شيوعيين محط أعجاب واحترام المجتمع العراقي.


المصادر
1 تقرير اللجنة المركزية إلى المؤتمر الوطني الرابع في تشرين الثاني عام 1985م.
2 الفؤادي. فيصل عبد السادة. مسيرة الجمال والنضال..ط1. بدون سنة الطبع ودار النشرص17.
3 المصدر السابق. ص52
4 المصدر السابق. ص81
5المصدر السابق.ص107
6المصدر السابق.ص226
7 المصدر السابق. ص228








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة