الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آذن القلعة, ينادي!

خالد قنوت

2015 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


سمعنا من آبائنا, أن آذن سجن قلعة دمشق و قف على أحد الأسوار المطلة على مظاهرة ضد الاستعمار الفرنسي كان يردد المتظاهرون فيها (ديغول, خبر دولتك..باريس مربط خيلنا).
آذن القلعة صرخ بالمتظاهرين: (شباب, انتو و رايحين تربطوا خيلكم بباريس لا تنسوا ترجعوا بطانيات المساجين اللي سرقتوها من يومين لما هجمتوا على القلعة. البطانيات للمساجين المعترين و بدونها رح يموتوا من البرد بالليل).

ربما مايزال الكثيرين يضحكون لهذه الحادثة و يتندرون بها و لكنها حقيقية وجعنا اليوم و ألمنا على سوريين يقتلون سوريين بلا شفقة و بمنتهى الوحشية بتهمة الخيانة المتبادلة و على سوريين يغادرون وطنهم قسراً فتجد آخرين يصفونهم بالدواعش و على سوريين تحولوا بقدرة قادر إلى تجار سلاح و مواد غذائية و تجار عقارات بينما هناك سوريون لا سقف يحميهم و لا عمل يؤمن لهم قوت يومهم, إنه الغياب الكامل لقيم وطنية و أخلاقية و إنسانية قضمها حكم الاستبداد البعثي العسكري ثم الأسدي المجرم عل مدى عقود سوداء.
هي صرخة بوجه من يعتبر العمل الوطني ضد الاحتلال أو ضد نظام له جوهر الاحتلال كنظام الأسد, فرصة ثمينة للثراء أو للتفريغ عن الكبت و الازمات النفسية المرضية فركوب العمل الوطني و الثوري تحديداً اسهل من الخوض فيه و بالنضال الحقيقي و بتقديم التضحيات في حين أن هناك ثوار حقيقيين لا يبخلون بالدم و يعانون ويلات الحرب و الفقر و الحاجة و الأقسى الخيانة.
هي صرخة لكل من يشرعون التدمير العام في سورية, كرد فعل على نظام يتسلى بتدمير بلدنا الجميل, حجتهم أن وقف التدمير عبث أو أن تبادل التدمير يجلب النصر على مقولة العين بالعين, أو خربانة خربانة, و لكنهم ينسون أن الثورات الوطنية اساسها هدف بناء الوطن من جديد بدون الاستبداد و بدون الظلم.
هي صرخة لكل من يسلب الآخرين حقوقهم بحكم الفوضى العامة و أن سلب قوت الناس كسلب بطانيات المساجين فهي غنائم حرب يستحقها و لو على حساب الآخرين و شركائه بالوجع.
هي صرخة أن هناك من المعترين في سورية و في كل المناطق ما لا يمكن قياسهم بأنهم موالون للنظام أو مرتدون عن اسلام بعضهم أو اناس ليس لهم القدرة على وقف الظلم و الاستبداد لا أكثر و لا أقل و ليس لديهم الامكانيات للرحيل, فتستباح ارواحهم و ممتلكاتهم فقط لأنهم ليسوا مع الثورة أو ليسوا مع فكر ذاك التنظيم أو ذاك.
آذن القلعة يصرخ بأن المساجين بشر معترين و لهم حقوق و على كل حر أن يحافظ عليها و لا يسلبهم أياها بأي حجة كانت.
آذن القلعة يعيد من يزاود على الحكاية الأولى للثورة ضد الاستبداد, إلى حدود الوطن و ليس لباريس و الاندلس و لعصور الخلافة و حدود الصين و لا حتى حدود لبنان فالصراع الوطني يجب أن نعمل جميعاً كسوريين على وقف تدويله و تهجيره للعالم لنعرف كيف نصل لحلوله الوطنية بحدوده الدنى, اليوم.
آذن القلعة ينادي وطناً يتداعى, لكن صرخاته لا أحد يسمعها لأن الكثيرين من السوريين يركضون بلا خيول إلى أوهامهم, فلم يصلوا لباريس و لن يصلوا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان