الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدنيا حظوظ

امين يونس

2015 / 9 / 24
كتابات ساخرة


لم أكُن اُصّدِق ان " الدنيا حظوظ " .. لكن المصاب الجَلَل ، الذي أصابَ عائلة أحد جيراننا ، جعلني اُغّير رأيي . فجاري المسكين ، كان يشكو دائماً ، من شظف العيش ، لاسيما وأن حَماتهُ ، تعيش معهُ .. وتُنّكِد عليهِ أيامهُ ولياليه ! . حماتهُ أرملة ، وليس عندها أولاد او بنات ، غير التي هي زوجة جيراني .. فليسَ هنالك مَفَر ، من إقامتها عندهم .
حماتهُ .. كانت تزنُ في إذنهِ ، منذ سنوات ، عن رغبتها المُلِحة في الحج .. وكانتْ تمتلك مبلغاً بسيطاً لايكفي . فإضطَر إلى الإستدانة ، بعد أن ظهرَ إسمها في القُرعة هذه السنة . وبالفعل غادرتْ مع جموع المؤمنين والمؤمنات ، لأداء الفريضة ، التي طالما حلمتْ بها .
ومن سوء حظ الحجية .. شاءت الأقدار أن تتواجد في المكان الخطأ ، في اللحظة الخاطئة .. حيث كانتْ من ضمن الذين سقطت عليهم رافعة عائلة بن لادن ، فماتتْ على الفَور ! .
رأيتُ جيراني .. وكانتْ السعادة بادية عليهِ ، والحبورُ ينزُ منهُ . وقبلَ أن أواسيهِ ، قالَ : يا ما أنتَ كريم يارَب .. كنتُ قلقاً ، من أينَ أحصل على بعض النقود ، حتى اُغطي نفقات عَودة حماتي من الحَج ، وإكمال مراسم زيارات الأقرباء والمعارِف .. لكن حكمتهُ شاءتْ أن تموت هناك ، وتُدفَن هناك . الحمد لله ، إرتاحتْ هي وأراحَتْنا ! .
وبعد أيام .. وبعد إعلان الحكومة السعودية ، أنها ستُعّوِض عائلة كُل ضحية ، بمليون ريال سعودي ، أي أكثر من ( 250 ) ألف دولار أمريكي .. فأن زوجة جيراني ، أي إبنة الحجية الشهيدة .. أقامتْ مايُمكن أن نُسميهِ : نصف عزاء ونصف إحتفال ، بهذه المناسبة المُركبة ، من الحُزن والفَرَح ! .
لا أدري .. كَمْ عصفوراً ضُرِبَ ، بِحَجَر " رافعة مكة ، المُبارَكة " :
* أولا ً .. أن الحجية ، ستذهب حتماً إلى الجنةِ مُباشرة .
* ثانياً .. تخلَصَ جيراني من عبأ حماتهِ ، بسهولة وبطريقةٍ غير متوقعة .
* ثالثاً .. حُلّتْ جميع المشاكِل المادية ، لجيراني ، حيث سيشتري قريباً ، داراً مُناسبة ، ويتخلص من دفع الإيجار ، وكذلك سيدفع ديونهُ ، ويعيش مثل الأوادِم ! .
..................
عجزتُ عن إقناع حماتي ، في الذهاب لأداء فريضة الحَج للسنة القادمة ... وذهبتْ كُل شروحي ، حول أهمية الحَج وضرورته الدينية وعدم إكتمال الإيمان ، بدونهِ .. فأجابَتْني بإختصار : إذهب أنتَ للحَج ! .
................
حقاً أن الدنيا حظوظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا استاذ امين
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 24 - 16:22 )
والله لقد اضحكتني
وحدثتُ زوجتي !!
تعيش معي حماتي ، لكنني لا اريد ارسالها للحج ابدا!!
تحياتي


2 - اذهب انت للحج
آكو كركوكي ( 2015 / 9 / 24 - 19:51 )

ههههه.... مقال طريف وجواب حاسم من حماتك ...فعلا أذهب أنت للحج هههه


3 - المقال يوضح دور الصدفة .......في تشكيل الضرورة.
سامي البطناوي ( 2015 / 9 / 24 - 21:49 )
..انا خائف بس زوجة جيرانك تطلقه.........خصوصا والامر مرتبط ب 250 الف دولار كنتيجة لسبب هههههههههههههههه


4 - من اجمـــل ماقراءت اليوم
كنعان شـــماس ( 2015 / 9 / 24 - 22:19 )
تســــلم ايها الامين هذا من اجمل ماقراءت اليوم ... ما عكر الطرافة قباحة ما حصل اليوم مقتل اكثر من 700 وجرح اكثر من 800 في طقس رجم الشـــــــــــيطان في مكه ... ب21 حصوة ؟؟؟ خسارة السعودية من السياحة الدينية هذا العام لاتقل عن خسارة شركة السيارات الالمانية فولس فاكن ورافعات ابن لادن غير مباركــــة تحيــــة


5 - ماذا لو ؟!
الرصافي ( 2015 / 9 / 24 - 22:46 )
لو حصلت هكذا ضحايا اثر تدافع بين المتفرجين في ملعب رياضي فماذا كان سيقوله شيوخ الدين والمتأسلمين وماذا يقولون الان ؟!

اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ