الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أودري هيبورن في معرض فوتوغرافي شامل

فيء ناصر

2015 / 9 / 24
الادب والفن


يتيح الناشنول بورتريت كالري في لندن لموسم معارضه الصيفية، فرصة جميلة لزواره، في إستعادته لإحدى أشهر إيقونات هيوليوود الفنية، الممثلة البريطانية أودري هيبورن، مستعرضاً حياتها الشخصية والفنية عبر الصور الفوتغرافية منذ طفولتها المبكرة في مدرسة للرقص والباليه في كنت جنوب بريطانيا مروراً بأول ظهور لها قبل 65 عاماً في ملهى سايروس اللندني كراقصة كورس إستعراضية، الملهى الذي هو الان جزء من بناية الناشنول بورتريت كالري، وحتى أشهر قليلة قبل وفاتها عام 1993.
كأنها مصادفة مقصودة من قبل إداراة الكالري التي إرتأت إستعراض وإستذكار المشوار الفني والإنساني للنجمة العالمية التي بدأته من نفس المكان. يشتمل المعرض على صور حميمية ونادرة أستعيرتْ من عائلتها، كما يشتمل المعرض أيضا على صورها الكلاسيكية وبورتريهات شهيرة بعدسة أشهر مصوري القرن الماضي مثل (ريشارد افيدون/ Richard Avedon) و(سيسيل بيتون/ Cecil Beaton )و(نورمان باركنسون/ Norman Parkinson)، وصورها كأغلفة لأبرز المجلات العالمية.
تُظهر الصور الفوتوغرافية العديدة غريزتها الفطرية في كيفية صناعة وتسويق صورتها كنجمة سينمائية وتقديمها للجمهور، عبر إستخدامها للأزياء والأماكن والإكسسوارات، وعبر تعاونها مع المصمم الفرنسي الشهير جيفنشي الذي كانت أودري هيبورن أشهر ملهماته وعارضاته، حيث قالت عنه مرة "عندما أرتدي أزياء من تصميمه أشعر إنني في تطابق مع نفسي".
برقبتها الإسطوانية وعينيها الواسعتين المعبرتين وشعرها القصير الداكن كانت خلطة مثالية لموجة مغايرة للإندماج بين الأزياء وفن التصوير. أودري هيبورن تمثل فكرتنا عن الجمال خارج نطاق الزمن، وهي من أكثر النساء اللواتي تم تصويرهن في القرن الماضي، ما هو مثير ومدهش في هذا الكم الهائل من الصور هو قدرتها على التحكم في عدسة الكاميرا وفي صورتها العامة بذات الوقت، كأنها خططت وأخرجت كل بورتريت أو صورة أُخذت لها، لم تكن نجمة سينمائية تخضع لجلسات التصوير بشكل سلبي، واضح جداً إن علاقة إنسانية بينها وبين مصوريها مثل سيسيل بيتون لذلك تبدو صورها خليط من شخصيتها المتواضعة وجمالها الطبيعي الصافي وبراعة عدسة المصور الفوتغرافي.
أودري هيبورن المولدة في بروكسل 1929 من أم هولندية وأب (إنجلو – إيرلندي) قضت طفولتها المبكرة بين لندن وأمستردام، وإنتقلت للعيش في عاصمة الضباب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهي بعمر التاسعة عشر لكي تتعلم رقص الباليه في مدرسة رامبرت في ضاحية نتونغ هيل غيت، ظهرت كممثلة وراقصة في مسرح سايروس الذي هو جزء من الناشنول بورتريت كالري الحالي وسرعان ما جذبت إليها أنظار المخرجين الذين يبحثون عن وجوه جديدة وكذلك المصورين مثل (أنتوني بوشامب/ Antony Beauchamp).
تبدو سنواتها التي قضتها في لندن غير معروفة مثل سنواتها في هوليوود وقد أفلحتْ إدراة الكالري في تسليط الضوء على هذه السنوات المنسية تحديداً، حيث أودري هيبورن شابة يافعة متواضعة، عملت راقصة وفتاة كورس في ملهى سايروس، وعُرضتْ عليها أدواراً صغيرة في بعض الأفلام البريطانية كما في دور بائعة السكائر في فلم (ضحك في الجنة/1951) وموظفة الاستقبال في فلم (الشوفان البري/1951) وهي السنة التي لعبت دور بها دور البطولة في مسرحية جيجي ونُشرت صورها التي أُلتقطتْ لها في كواليس المسرح وفي غرفة تبديل الملابس بعدسة المصور لاري فريد. من مرحلتها اللندنية أيضاً، صورة لها بعدسة المصور بيرت هاردي في حديقة كيو كاردن في لندن يبدو تركيز المصور موزع بالتساو على أودري وعلى ظلال الأشجار في ممشى الحديقة الذي تقف فيه والذي يتناغم مع الأزياء التي ترتديها، وعلى الناس العاديين في خلفية الصورة.
هناك صور سوريالية لها بعدسة المصور أنجوس ماكبين كما في صورة لنصفها العلوي بنصف إبتسامة صافية، يطل من بين عمودين من أعمدة المسارح اليونانية.
صور لها وهي تعرض الأزياء للمصور بوشامب وتعرض موضة قبعات الريش وصور أخرى عام 1950 في دعاية لكريم واق من أشعة الشمس للوجه ومستحضرات تجميل أخرى.
هناك صور نادرة مثل صورها خلف الكواليس أثناء تصوير فلمها الشهير سابرينا عام 1953 بعدسة المصور مارك شو.
صور من أرشيف ولديها (شون هيبورن فيرير ولوكا دوتي ) لحياتها العادية البسيطة ألتقطت لها في منزلها في روما أثناء تأدية دورها في فلم (الحرب والسلام 1955 ) بعدسة هاسمان وجورج دانيال. صور الإعلان لفلمها (وجه مضحك/1957) .وصور أخرى أثناء تصوير فلم (كيف تسرق مليونير/1966).
يعرض الكالري أيضا البوسترات الأصلية لأفلامها والمجلات التي ظهرت على غلافها مثل غلاف مجلة لايف عام 1961 الشهير الذي ظهرت فيه وهي ترتدي ثوب من تصميم جفنشي لدورها في فلم (فطور في تيفاني).
القاعة الأخيرة خصصتْ لصور أودري هيبورن في مرحلة متقدمة من حياتها حينما شرعت في العمل الطوعي في السودان والصومال وباقي الدول الأفريقية التي تعرضت لمجاعات وأزمات حروب، بعد تعيينها سفيرة في اليونيسيف من عام 1988 حتى مماتها عام 1993، صورها المتأخرة تظهرها حيوية وهادئة لكنها لا تحاول أن تبدو أصغر من عمرها. صورتها الأخيرة قبل أشهر من موتها بالسرطان عن عمر 63 ، تظهرها تتمشى مبتسمة مع الأولاد في مخيم اللاجئين الصوماليين عام 1992، لكن عينيها تنظران الى مكان آخر بعيد ومبهم.
نالت جائزة الأوسكار والبافتا والكلودن كلوب عن دروها في فلم (عطلة رومانية 1953 ) كما ترشحت للاوسكار ونالت جائزة البافتا للمرة الثانية عن فلمها (قصة راهبة 1957 ).وأبرز افلامها الذي ترشحت عنه للأوسكار أيضاً (إفطار في تيفاني/ 1961). نالت أودري هيبورن الوسام الرئاسي للحرية عام 1992 وهو من أرفع الأوسمة المدنية في الولايات المتحدة تقديراً لدروها الفني ودروها في العمل الإنساني الخيري.
أودري هيبورن كانت فتنة أنثوية خالصة تختلف عن فكرة الجمال الأخاذ المقترن بالإغراء الذي كانت تمثله غيرها من نجمات هوليوود مثل مارلين مونرو وغريس كيلي، أودري هيبورن فتنة هادئة محاطة بهالة من تواضع وتفرد.
يستمر المعرض في الناشنول بورتريت كالري حتى منتصف شهر اكتوبر من العام الحالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??