الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقرير الفضيحة والتسييس .. معكوسا !!

المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية

2005 / 10 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


دمشق ،22 تشرين الأول / أكتوبر 2005
بيان صحفي
ميليس يتبنى تقريرنا حول " أبو عدس " ثم ينسبه لنصّاب دولي برتبة " خزمتشي " !
معلوماتنا عن قضية " أبو عدس " تكاد تكون الحلقة الوحيدة المتماسكة في التقرير !
ركاكة التقرير وضعف الكثير من براهينه فتحا الباب واسعا لكل من يريد أن يشكك بمصداقية التحقيق ، وجرّد المعارضة السورية من السلاح الذي عاشت على وعده !

أخيرا ، وبعد أربعة أشهر من التحقيق المسلح ( كما قيل ) بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا والمعارف العلمية من تقنيات الاتصالات والبيولوجيا ، مشفوعا بانتظار محلي ودولي لا سابق له ، و توتر سياسي يحزّ الأعصاب في سورية ولبنان والمنطقة ، أطلق ديتليف ميليس قنبلته . وهي في الواقع قنبلة حقيقية . لكنها للأسف لم تكن قنبلة الحقيقة التي انتظرها الناس طويلا ، بمقدار ما كانت قنبلة الفضيحة . الفضيحة التي تطل برأسها من نقاط عديدة في التقرير يخجل من كتابتها حتى محقق صغير برتبة شرطي أو حارس ليلي يطارد " الحرامية " في دولة صغيرة في المجاهل الإفريقية ؛ والفضيحة التي تطل بعنقها من وقائع عديدة في التقرير نعرف نحن ( قبل ميليس نفسه ، وقبل رب ميليس ! ) أنها مجرد أكاذيب يستحيل على أي مدع عام أو قاضي تحقيق أن يتقبلها أو يبني عليها اتهاما منطقيا متماسكا ، حتى وإن كان يعمل في محكمة يرأسها فايز النوري أو سليمان الخطيب! إنها أيضا ، قبل هذا وذاك ، الفضيحة التي أثبتت أن تخوف البعض من تسييس التحقيق لم يكن شيئا معلقا في الهواء ، أو إحساسا لا مبرر له . لكنه التسييس .. معكوسا !!
لقد كنا ولا زلنا وسنبقى نعتقد ، بغض النظر عن " تحفة " ديتليف ميليس ، أن النظام السوري ككل ( وفي الحد الأدنى أحد أجهزته الأمنية ) غاطس حتى عنقه في الجريمة . وكنا ـ كما يعرف الكثيرون داخل سورية وخارجها ـ الجهة السورية التي أولت اهتماما بجريمة الاغتيال يكاد لا يضارعه سوى اهتمام اللبنانيين أنفسهم . ولم يكن اهتمامنا اهتمام المتابعين وحسب ، بل اهتمام الباحثين عن الأدلة والمعلومات التي تخدم الكشف عن الحقيقة ومحاولة الإمساك بأي خيط يخدم العدالة . وليس سرا أننا " مرّرنا " بطريقة معينة معلوماتنا وتقاريرنا إلى لجنة التحقيق . وفي جميع الحالات ، ليس لدينا ما نخجل منه في هذا الجانب . ويتذكر الجميع أننا توصلنا في الرابع من آذار / مارس الماضي ، أي قبل مضي أقل من عشرين يوما على الجريمة ، وقبل أن يتوصل إليها ميليس بسبعة أشهر ، إلى معرفة القصة شبه الكاملة لمسرحية " أبو عدس " وشريطه من ألفها إلى يائها . وقد جاء تحقيق ميليس ليثبت كل ما قلناه حول هذه القضية ( انظر تقريرنا عنها على الرابط رقم 1 أدناه ) . وربما كان ما قاله التقرير حول هذه القضية هو الحلقة الوحيدة المتماسكة فيه ! كما أننا كنا أول من أعطى بعدا " جنائيا " لجريمة اغتيال الحريري يتصل بتبييض الأموال والفساد أكثر مما يتصل بالسياسة. وقد جاء تقريره أيضا ليثبت ما قلنا حين أشار حرفيا إلى " الاحتيال والغش والفساد وتبييض الاموال ( التي) شكلت أيضا اسبابا لبعض الاشخاص للمشاركة في الجريمة " . ( للاطلاع على تقريرنا حول الدافع الجنائي ـ المافيوي للجريمة في آب / أغسطس الماضي ، انظر تقريرنا المنشور أدناه على الرابط رقم 2) .

قد يتساءل البعض مستغربا : إذا كان ما قلناه بهذا الصدد تم إثباته في تحقيقات ميليس ، لماذا هذا الموقف الغاضب إذا ؟ وما المشكلة ؟
يعرف الجميع أن هذا التقرير يمكن أن يكون له دور حاسم ، ليس في تحديد مستقبل ومصير بضعة أشخاص من مجرمي أجهزة المخابرات السورية ومافياتها وحسب ، ولا في تحديد مستقبل النظام السوري فقط ( وهؤلاء جميعا لن نكون من الآسفين عليهم حتى لو ذهبوا إلى الجحيم ) ، ولكن ـ وهنا مكمن الخطورة ـ في تحديد مستقبل ومصير وطن بكامله على الطريقة التي حدد بها مصير العراق ! وليس أدل على ذلك من السرعة التي خرجت بها أفاعي واشنطن من أوكارها تجيّش العالم وتحضه على اتخاذ إجراءات عاجلة ضد النظام السوري ، في الوقت الذي لزمت فيه كل هذه " الأفاعي الجمهورية " ، ومعها " العقارب الديمقراطية " ، وعلى مدى ثلاثة عقود ، صمتها المخزي الوضيع إزاء جرائم القتل والإبادة التي ارتكبها هذا النظام ضد شعبنا .. وفي أحيان كثيرة بمباركتها . تماما كما كانت تبارك النظام العراقي وتتستر على جرائمه ، قبل أن تجعل منه شيطانا رجيما ، وهو في الواقع كذلك ! والأغرب من هذا كله أن هذه الأفاعي بدأت منذ الدقيقة الأولى التي تلت صدور التقرير محاولة البناء السياسي عليه فيما يخدم أجندتها الخاصة ، رغم أن ديتليف ميليس نفسه كان حريصا على التأكيد مرات عديدة في تقريره على أنه غير نهائي ويحتاج إلى المزيد من التحقيق والمزيد من الأدلة التي تثبت هذه النقطة أو تلك ! وهذا ما يؤكد للمرة الألف أن من تلقفوا هذا التقرير في واشنطن وباريس ، وغيرهما من الأماكن ، غير معنيين بالوصول إلى الحقيقة بمقدار ما هم معنيون بوضع اليد على مفاتيح تفتح الأبواب لأجنداتهم ومشاريعهم الخاصة ! وليس أدل على ذلك من الفضيحة التي فجرتها قصة " النسخ المتعددة " من التقرير : النسخة البريطانية ، ونسخة الأمين العام للأمم المتحدة ، والنسخة التي سربت للصحافة !؟؟
ليس هذا البيان المكان المناسب لتفنيد الأكاذيب والخرافات التي جاءت في التقرير ، والتي تشبه في كثير من جوانبها حكايا الجدات والعجائز الشمطاوات عن علي الزيبق ! إذ إننا سنكرس عددا خاصا من " الحقيقة " لهذا الموضوع . ولذلك نكتفي بالإشارة إلى أن ميليس قرر إسقاط شهادة المحتال " الجنبلاطي " زهير صديق بعد افتضاح قضيته ، ثم عاد إلى تبنيها في تقريره بضغط فرنسي ( وهذا ما سنكشف عنه بالتفضيل في العدد الخاص من " الحقيقة " ) ! ولأن زهير صديق مجرد نصّاب أزعر شبه أمي لا يعرف شيئا إلا ما لقّنه إياه " زغلول المختارة " ومحاسيبه، فقد أسندوا له المعلومات المتعلقة بقضية " أبو عدس " . وهي محتوى التقرير الذي نشرناه في 5 آذار / مارس الماضي وأرسلناه إلى لجنة التحقيق ، وقام ميليس بنسخه على نحو شبه حرفي وإسناده إلى هذا المحتال المأجور ! ( انظر الهامش رقم 1 ، وقارنه بما جاء في التقرير ).
لقد خرج تقرير ميليس بصيغة تنطوي تسعة أعشارها على روايات وقصص واستنتاجات لا يستطيع أي شخص فيه ذرة واحدة من العقل أن يدافع عنها . ولأنها كذلك ، فقد جرّد المعارضة السورية من سلاح جاءها من " القدر" بعد أن أفلست جعبتها من الأسلحة ، ووضع ـ في الوقت نفسه ـ هذا السلاح بيد النظام السوري . ولا يغير من هذه الحقيقة شيئا أن هذا النظام ـ وبسبب طبيعته المافيوية والجرائم التي غطس في وحولها ـ أكثر غباء وعجزا من أن يستخدمه !
من أجل ذلك ، على المعارضة السورية وكافة القوى الحية في سورية أن تكون حذرة إلى أبعد الحدود في التعاطي مع هذا التقرير كيلا تعيد إنتاج تجربة العراق التي كانت قضيته شعبه من أعدل القضايا في التاريخ ، ثم ما لبثت أن استحالت إلى قضية خاسرة بسبب نوعية المحامين الذين تبنوها والقرائن التي استخدموها و " المحاكم " التي قبلوا المقاصصة أمامها ! وقبل أن يتم البرهان بالقرائن والأدلة الدامغة على كل استنتاج توصل إليه التقرير ، على كل من يحترم نفسه التعاطي مع هذا التقرير كما لو أنه تقرير من إعداد أي فرع مخابرات سوري ضد معارض ساسي يمثل أمام محكمة فايز النوري أو محكمة سليمان الخطيب !
ــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ للاطلاع على تقريرنا عن قضية أبو عدس ومقارنته بما جاء في تقرير ميليس ، راجع الرابط التالي : http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=32836
2ـ وللاطلاع على ما كشفناه بشأن البعد الجنائي ـ المافيوي لاغتيال الحريري ومقارنته بما ذكره ميليس ، راجع الرابط التالي : http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=44337








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوكرانيا: حسابات روسيا في خاركيف؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بوتين يُبعد شويغو من وزارة الدفاع.. تأكيد للفتور بين الحليفي




.. كيف باتت رفح عقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأمريكية؟


.. النازحون من رفح يشكون من انعدام المواصلات أو الارتفاع الكبير




.. معلومات استخباراتية أميركية وإسرائيلية ترجح أن يحيى السنوار