الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يعتزل القلم

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تنتهي الثقافة حين تتحول الى اداة بيد السلطة ,وينتهي دور المثقف حين يتحول الى موظف ينتظر استلام راتبه عند نهاية الشهر ,وقد استغلت السلطة السياسية فقر المثقف وحرمانه وعملت على تمرير ما تريده عبر الادوات الابداعية التي يمتلكها,وحين ينخرط مثقفوا بلد ما في مجال السياسة او غيرها من المجالات التي تعد ثانوية اما مسؤولية المثقف الكبرى فأن خلالآ ما يحصل وهو حاصل فعلآ في منظومة المعرفة والوعي لدى المجتمع العربي ,وانتاج الافكار ومراقبة مستوى وعي المجتمع من اولويات الحراك الثقافي الذي ينشط بوجود عوامل مؤثرة فيه بشكل جوهري ومنها روح الحركة والانفعال الايجابي والتحرك الدؤوب لبناء الذات الناضجة حيث تجعل المثقف حريص على رؤية الامور تسير وفق المسار السليم ,لذلك نلاحظ ان حركة التاريخ لايؤثر بها اولئك المثقفين الذين يغرقون في تفاصيل هامشية ويتركون محور مسؤوليتهم وهذا يجعلهم يفقدون (القدرة )التي تنتجها المعرفة ولكنهم قد يمتلكون القدرة التي تأتي من خلال النفوذ السياسي وهي مؤقتة وغير ثابتة او مؤثرة ,ولايجب ان يعطل المثقف دوره الى ان يحصل على شهادة اكاديمية كبيرة او الى ان يجد له موقعآ يستطيع من خلاله ان يخاطب الاخرين , ان وعيآ من النوع الهاديء والعميق يحمله مثقف مستنير يستطيع ان يحدث تغييرآ في بنية المجتمع ,ولنأخذ مثالا شخصية تاريخية مهمة مثل شخصية ابي ذر الغفاري ذلك الرجل الذي استطاع من خلال تجربته الاصلاحية ان يحدد مكامن الخلل في جسد الدولة والمجتمع وان يطالب النظام السياسي الحاكم بألعمل على معالجة الاخطاء حتى لو تطلب الامر هدم النظام برمته والبدء بمرحلة جديدة يكون العدل هو اساسها وهذا نقد تأسيسي فعال ولم يكن الرجل فيلسوفآ او ماشابه انما كان ثوريا من طراز خاص, ومن الطبيعي ان يواجه مثل هكذا حراك فعال بهجمة شرسة من قبل المتنفذين والمستفيدين من التخلف ومن وجود انظمة ظالمة وهنا لابد ان يعلم المثقف انه يقف في الخط الاول للمواجهة, وان الرؤى الثقافية والتوجه نحو التجديد وهدم القوالب الجامدة وتحريك المياه الراكدة في المجتمعات هي جوهر وجوده في هذا المجتمع فما قيمة حراك يطلق عليه ثقافي يهتم بألشكليات فقط ,ولاننسى ان واقعآ فرنسيآ صعبآ غيرته افكار فلاسفة ومفكرين استطاعت الخوض في تفاصيل مهمة وايجاد وعي جديد وقد عجل هذا الامر بنهاية طغيان الملوك الفرنسيين وبداية عهد الجمهورية الفرنسية ليعرف العالم معنى (المواطنة والمواطن وحقوق الانسان وغيرها من المفاهيم ) ,وفي واقعنا فأن الكثير من المثقفين تحولوا الى شريحة مرددة للأفكارغير قادرة على انتاج الافكار وهذه واحدة من العلامات الواضحة لتوقف الحركة الفكرية الفاعلة والتي جعلت المجتمع يكون فريسة سهلة للمؤامرات التي تريد تقسيمه مذهبيآ اوقوميآ, وقد دخل الاختلاف الفكري لعبة الصراعات الدولية وكانت النتائج مؤلمة فعلآ, ومع زيادة التحدي واختلاط الاوراق وانتشار الجهل والتخلف والافكار الرجعية اصيبت شريحة المثقفين بوهن ادى الى انزواءها الواضح وهي التي كانت تصدح بما يزيد وعي الجماهير ويؤدي الى نهضة شاملة ,وهذا اليأس جعل المثقف يقف متفرجآ امام مختلف التحولات التي يشهدها الواقع ,لذلك فأن صراعآ يحدث بين الذات الفاعلة والذات الخاملة جعل الكثير من مثقفينا يستغرقون في تأملات وحديث نفس طويل ضاعت معه فسحة الوقت الثمينة التي بحوزتهم دون ان يشعروا بذلك ,وهكذا تختفي هوية الثقافة الحقيقية ويعطل دور المثقف المسؤول ليذوب في تفاصيل الاشياء والمتغيرات ويصبح دون علم منه خاضع لهذه التفاصيل والمتغيرات غير مؤثر فيها وضحية من ضحاياها...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو