الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيلُ الأستاذ موطي كيرشنباوم ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 9 / 26
الصحافة والاعلام


"الضيف" في الأستوديو ، هو القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية السيد سيلفان شالوم ، ولكن من يُحاوره ، هما "ختيارية " الإعلام الإسرائيلي ، يارون لوندون الصحافي ، الكاتب والشاعر والغني عن التعريف ، وزميله ورفيق دربه ،موطي كيرشنباوم ، استاذ الأجيال في العمل التلفزيوني .. وموضوع الحديث عن "مساعي السلام " لحكومة نتانياهو السابقة ..
-أنا من أجل السلام ...!! يقول القائم بأعمال رئيس الحكومة ..
-لكن هناك ثمنٌ معروفٌ للسلام مع سوريا ، إعادة هضبة الجولان ..!! يقول موطي
- نستطيع الاحتفاظ بالجولان بأيدينا ، ونبني سلاماً مع سوريا .. يقول القائم
- أنتَ تخدع الجمهور ... وتكذب عليه ..!!
غضبَ القائم وعلا صوته ، مطالبا محاوره "بإلتزام" الحيادية .. لكن موطي يُعلنُ بأن واجبه المهني هو الكشف عن الخداع والتزوير والبحث عن الحقيقة ، وليس الحياد القاتل ..!! وهو لا يرى في مُحاوره ضيفاً ، بل شخصاً يحمل فكرا معينا ، وهو لا يتقيد بآداب الضيافة في مثل هذه الحالات..
هكذا كان أسلوبه ، مع النقد الشديد والساخر ، و"محاكمة" السلطة على أخطائها بل وجرائمها ..وكشف خداعها وكذبها..
موطي كان مِن بين طاقم إنشاء التلفزيون الإسرائيلي ، بل كان من أوائل من درسوا فن السينما والتلفزيون في الولايات المتحدة حين لم يكن تلفزيون اسرائيلي رسمي أو تجاري.
وكان أول برنامج ساخر يقوم على تحريره والكتابة له ، وذلك في فترة "نشوة النصر" ، أي بعد حرب العام 1967 ، وقبل حرب العام 1973 ، كان برنامجا سياسياً ساخراَ بعنوان " ليس كل شيء يمر" ، وفيه وجّهّ نقدا ساخرا ، من خلال "تمثيليات تلفزيونية قصيرة" ، بحيث وصل الأمر بالحكومة وفي بداية جلستها الأُسبوعية صبيحة أيام الأحد إلى مناقشة البرنامج ..!!
وقامت السيدة غولدة مئير ، بالإستعلام عن موطي من السفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة والذي أخبرها بأنه يساري ليبرالي ... وقد هاجمتْهُ في مؤتمر صحفي لأنه يساري وليبرالي ..
بعد حرب العام 73 ، قدّم وطاقم العمل برنامجا ناقداً ساخراً بعنوان "تنظيف الدماغ" ، وكان يحظى بنسبة مشاهدة عالية ، بل يُقال بأن هذا البرنامج النقدي الساخر ، كان من بين أسباب خسارة "حزب العمل" لسلطته المُطلقة ..!!
قبل موطي ، لم يكن أحدٌ يجرؤ على نقد سياسات الحكومة ، بل كان الراديو والصحافة الورقية ، مجرد بوق لدى السلطة .... ويصف البعض سلطة حزب مباي (العمل ) بأنها كانت سلطة بلشفية ، لا مساحة فيها للرأي الآخر .إلى أن جاء موطي وطاقم اقامة محطة التلفزيون ،ليبدؤوا مرحلة جديدة في الصحافة الاسرائيلية .. مع التأكيد بأن الصحافة الحزبية حينها ، كانت تقوم بدورها النقدي .
وعنّي شخصيا ، فقد كُنتُ من المواظبين على متابعة البرنامج اليومي الذي قدّمهُ موطي ويارون لوندون ، في الساعة السادسة مساءً يوميا ، ما عدا الجمعة والسبت ..
لقد شكّلا ثنائيا مُميزا ، كانا عجوزين مُشاكسين ، لم يشفع لأحد من "ضيوفهم" منصبه ولا مقامه .. فلقد وجّها أسهم النقد لسياسات الحكومة دائما في السياسة ، الإقتصاد والمجتمع ..!!
قدما البرنامج على مدار 14 عاما متواصلة ، "استضافا" الآلاف ، من اليمين واليسار ، من الأدباء والفنانين، لكنهما لم يحيدا عن موقفهما بإنهاء الإحتلال والعودة الى حدود الرابع من حزيران 1967 ..
كما ، وأنهما استعملا دائما ، ودونما نفاق وتلون ، مصطلح الأراضي المحتلة ، بدلا من المناطق ، المناطق المُدارة ، المناطق المحررة ، يهودا والسامرة ، اورشليم الموحدة ، وما الى ذلك من تسميات تُشرعن الاحتلال ..!!
هناك مجموعة كبيرة من رجالات الصحافة والإعلام ، يعتبرونه استاذهم في العمل الصحافي والتلفزيوني ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كم انت عظيمه يا........
صلاح البغدادي ( 2015 / 9 / 26 - 11:23 )
الاستاذ قاسم.....تحية
مقالكم هذا ومقال السفير الى البرازيل،اوضحت فيها مشكورا بان هناك من ينتقد،ويرفع صوته بوجه الحكومه الاسرائيليه،لابل يدين اعمالها،ويقول للقائم بالاعمال انك مخادع.
(1200)،انتحاري فلسطيني،فجروا انفسهم في اسواق بغداد والمدارس وعلى الجيش والشرطه العراقيه...وهو اكبر عدد من الانتحاريين تجود به دولة(لنسمها دولة)،يآتي بعدهم السعوديون واليمنيون والليبيون،كل ساهم في نصيبه في ديمومة نهر الدم العراقي.
هل يوجد فلسطيني واحد ادان او انتقد هذه الهمجيه،هل يو جد فلسطيني واحد ظهر بوسائل الاعلام وادان هذا الارهاب الاسود وقال للانتحاريين ان الطريق الى القدس لايمر عبر منطقة(كسره وعطش) في بغداد...طبعا لايوجد
الان عرفت لماذا اسرائيل دولة عظيمه....وشكرا


2 - العزيز صلاح البغدادي المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 26 - 12:30 )
تحية وخالص الشكر
في الحقيقة انا شخصيا لم اسمع عن فلسطينيين فجروا انفسهم في العراق !!
واستنكر كل هذه الأفعال .
عزيزي ، إسرائيل دولة ديموقراطية في حدود الخط الأخضر ، وحرية التعبير مكفولة ،
ورغم أجواء التحريض على اليسار والفلسطينيين، فما زال هناك اشخاص جريئون شغلوا في السابق مناصب هامة
لك تحياتي ،


3 - كمن يؤذن في مالطة
ماجدة منصور ( 2015 / 9 / 26 - 12:49 )
لو كان لدى حكامنا العرب رجالا أو نساءا يشبهون موطي...لما آل حالنا الى كل هذا البؤس و الدم و العذاب!!!!0
في أمة العرب مجموعة لا تطيق كلمة الحق لا بل ان كلمة الحق قد توصلنا الى حبال المشانق0
نحن كنا و ما زلنا ضد كل أشكال الطغيان والفساد و طالما حذرنا منه سواء من خلال الصحافة الورقية أو عن طريق الشبكة العنكبوتية0
حذرنا من تفشي الجهل و من رجال الدين الموتورين ف اتهمنا تهما باطلة ما زالت تلتصق على ظهورنا و جباهنا00و تلاحقنا أينما اتجهنا00
الإرهاب الفكري ما زال يتفشى بيننا لا بل لقد تحول هذا الإرهاب الفكري الى واقع عملي نعيشه و نراه بأم أعيننا00
هاهي أجسادنا تتطاير أشلاء و قد أضعنا البوصلة و أصبحنا كمن يؤذن في مالطة0
حين يؤذن الأذان في مالطا...يكون الشعب المالطي مشغولا يتفجير المفرقعات الملونة لأن هذا الشعب يعشق المفرقعات الملونة و الموسيقى و الحياة بكل أشكالها فلا يسمع صوت الأذان..هذه حقيقة و ليس خرافة
احترامي سيدي قاسم حسن محاجنة0


4 - خذوا العلم ولو من مالطا
سيلوس العراقي ( 2015 / 9 / 26 - 16:10 )
تحية اولا للسيد قاسم
على موضوعيته في أغلب مقالاته حتى لو كان هناك
اختلاف في وجهات النظر في بعض المواضيع
لكن الحق يجب أن يُقال بموضوعيتك غالبا
وتحية ثانية لشعب مالطا الذي يعرف يوجه بوصلته الى حيث تأتيه البهجة
وليس الى وجع الراس ، ليت شعوبنا تتعلم من شعب مالطا فهي أقرب علينا من الصين البعيدة

خذوا العلم ولو من مالطا

وتحية للسيدة ماجدة منصور على المعلومة الجديدة
أخي قاسم ليس المطلوب من اسرائيل (أو أي دولة ديمقراطية أخرى) أن تكون ديمقراطية مع جيرانها ومع دول أخرى
لان الديمقراطية ميزة ثقافة مجتمع الدولة بغض النظر عما يحيط بها من دول
فاميريكا ديمقراطية داخل ولاياتها اما مع الخارج فعلاقاتها تحكمها المصالح فتتعامل بحسب المصالح
تقبل تقديري


5 - العزيزة الغالية ماجدة منصور
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 27 - 04:47 )
صباح الخير
شكرا جزيلا على الإضافة
وهناك مثل فلسطيني يقول - شو بدك تقيم الدين بمالطة- !!!؟؟
كناية عن استحالة الامر
مودتي واحترامي


6 - الاستاذ سايلوس المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 9 / 27 - 04:51 )
تحياتي الحارة
شكرا
وانا أحاول ان انقل صورة موضوعية .
لكن اسمح لي ان اختلف معك
فالاحتلال يؤثر بشكل كبير على الحياة الديموقراطية داخل إسرائيل نفسها ..
فلا يمكن ان تكون ديموقراطيا وتحتل ، تقمع وتتحكم بحياة شعب اخر .
وهذا ما حذر منه بروفسور لايبوفيتش مباشرة بعد احتلال العام 67 . وغيره طبعا الكثير من المفكرين والسياسيين .
لك خالص مودتي

اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما