الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو صناعة عراقية استهلاكية

جاسم محمد كاظم

2015 / 9 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


نحو صناعة عراقية استهلاكية

يفتقر السوق العراقي اليوم إلى الصناعة وبالخصوص الصناعة الاستهلاكية البسيطة التي تسد حاجة الأسرة .
وربما يكون عراق اليوم البلد الوحيد الذي لا توجد بة صناعة منتجة ضمن كل دول المنطقة ..
نرى من خلال محلات التجزئة صناعة غذائية كويتية تتمثل بالزبدة والقيمر ونتساءل هل من المعقول أن توجد زبده كويتية في بلد يفتقر إلى المزارع والماء بينما لا ينتج العراق شيئا وهو الذي يمر فية اكبر انهار المنطقة ويمتلك سهلا رسوبيا كبيرا اخضر اللون سمي بسببه في قديم الزمان ميزوبوتاميا .. إي بلاد مابين النهرين .
رأت الصناعة العراقية النور بعد انتصار تموز الظافر بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم وأرست المعاهدة العراقية السوفيتية حجر الزاوية لهذه الصناعة الوليدة .
واستطاعت الصناعة الاستهلاكية العراقية من سد حاجة الأسرة العراقية من كل المتطلبات في منتصف السبعينات التي اعتبرت الفترة الذهبية للصناعة العراقية من حيث التخطيط والجودة .
استطاعت الصناعة العراقية في تلك الفترة الذهبية من سد الحاجة لأكثر المتطلبات الحياتية من خلال تصنيع الزراعة وتوفير معظم الاحتياجات للصناعة الغذائية وظهرت ماركات غذائية عراقية شهيرة مثل شربت يافا الرائع وزبده وقيمر أبو غريب .وألبان السماوي ..ودبس بغداد .وأنواع كثيرة من مربى المشمش والرقي والتين .
وبدأت الصناعة الكهربائية أيضا على طريق التصنيع التجميعي أولا لإنتاج المراوح السقفية والمنضدية وكافة متطلبات البيت العراقي من الاحتياج الكهربائي للمصابيح والأسلاك .
واستطاعت الصناعة النفطية سد احتياج السوق من البنزين وزيت الغاز والدهون بأنواعها وظهرت إلى السوق الماركة العراقية الشهيرة زيوت بابل التي تفوقت على نظيراتها من الزيوت الألمانية في وقتها .
وسارت الصناعة الدوائية العراقية على نفس الخطى وملئت رفوف الصيدليات بكافة أنواع الأودية العراقية المميزة بالجودة .
وفرت الصناعة الاستهلاكية العرقية عملة كبيرة وحدت من تهريب ونزف الدينار إلى الخارج وخلقت طبقة عمالية كبيرة في العراق من العامل البسيط إلى العامل الماهر فالمهني وطبقة الفنيين والمهندسين والمهندسين الاختصاص وربط التعليم بالصناعة عبر إنشاء المعاهد الفنية والكليات التقنية لسد الاحتياج في المصانع .
وبسبب سياسة عدم الاستيراد والاكتفاء الذاتي من المواد الاستهلاكية نمت وفورات نقدية كبيرة في الخزينة العراقية من بيع النفط وعدم خروج العملة العراقية إلى الخارج أصبحت مصدر قوة كبيرة للدينار العراقي الذي تخطى في فترة ال1977-1978 الدينار الكويتي في سوق الصرف وأصبح يعادل دينار ونصف كويتي وثلاث دولارات أميركية.
شهدت هذه الفترة انعدام البطالة في الشارع العراقي بسياسة التوظيف للكل الخريجين وظهور قانون العمل للمعوقين وكبار السن كحراس ومستخدمين في الدوائر العراقية الصناعية والخدمية .
وبسبب تأسيس المعامل الكبيرة استوردت الحكومة العراقية الفنيين من الباكستان ودول شرق أسيا لملى الفراغ في هذه المصانع في بادئ الأمر .
تلاشت الصناعة العرقية بعد انقلاب البعث الصدامي الثاني على الرئيس احمد حسن البكر واندلاع الحرب العراقية الإيرانية وتجنيد العمال كاحتياط في الجيش أو في قواطع الجيش الشعبي وشهدت السنوات اللاحقة لانتهاء الحرب إفلاس الميزانية العراقية وبيع المصانع بالمزادات العلنية وتأجيرها للقطاع الخاص وتسريح العمال وما أن حل عهد الحصار بعد غزو الكويت حتى انتهت الصناعة العراقية وتلاشت من الوجود تماما .
عراق ما بعد 2003 عراق يخلو من الصناعة نهائيا ويعتمد على توفير كل الاحتياج من مردودات بيع النفط التي أصبحت موارده النقدية لا تكفي لدفع رواتب السلطة ومؤسساتها الخدمية وربما يأتي يوم لا يستطيع الدفق النفطي من توفير العملة الكافية للرواتب .
وهنا لابد من تأسيس بوادر صناعة أولية بسيطة استهلاكية في طابعها لتوفير الاحتياجات البسيطة للأسرة العراقية وملى محلات التجزئة بهذه البضاعة للحد من نزف العملة الحاد وتهريبه للخارج وكذلك فإنها تسعى إلى تخفيف حالة البطالة الهائلة وربط حالة التعليم بالصناعة ومؤسساتها وبالتالي دوران العجلة العراقية بصورة صحيحة تستطيع معها تصحيح مسار التاريخ الذي عاد إلى الوراء ..

/////////////////////////////////م
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القيمر الكويتي !!!
جاسم الزيرجاوي( عبد الحسين سلمان) ( 2015 / 9 / 26 - 12:23 )
تحياتي أخي ابو آليانور

هذه الدعوة النبيلة لا تمشي مع لصوص العراق
هؤلاء اللصوص ليسوا على استعداد لبناء مصانع, هذه مكلفة لهم
شعارهم
اسرق و اهرب

مثل هذا النداء يكون واقعياً عندما تكون هنا دولة وليس عصابات مافوية حولت العراق الى ان يستورد القيمر من الكويت !!!!!


2 - الاخ العزيز جاسم الزيرجاوي الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2015 / 9 / 26 - 16:43 )
ربما تكون هذة الدعوة ذكرى ..فذكرت ان نفعت الذكرى ..كارثة الكوارث ان نجد قيمرا كويتيا وحليب من سلطنة عمان ..وببسي كولا سعودية .. ومربى ولبن ايراني .. يملى محلات التجزئة ولانجد اي منتوج عراقي في هذة المحلات... ويمتلى العراق بالجامعات التقنية والخريجين وشهادات الدكتوراة
ولانجد في المقابل سلعة عراقية .. اسمى تحية للاخ جاسم الزيرجاوي


3 - العراق تحكمه برجوازية كومبرادورية وبروليتاريا رثة
طلال الربيعي ( 2015 / 9 / 26 - 20:01 )
الزميل العزيز جاسم محمد كاظم
حتى انتاج الصناعات الاستهلاكية يحتاج الى جملة امور مثل توفر الطاقة الكهربائية والماء الجاري والامن وقوانين لحماية الصناعة المحلية كمركيا. كما ان الدولة تريد ان تبقي على طابعها الريعي لتشديد اعتماد الناس عليها وتخوفهم من الاحتجاج بسبب فقدان وظائفهم معها اوعدم الحصول علىها, وذلك لخدمة الدول الراسمالية المٌصِنعة للمواد. واللا ما الذي يمنع اتحاد الصناعات العراقي او وزارة الصناعة او الزراعة والحكومة عموما من تقديم قروض يمكن تسديدها عبر سنوات عديدة وبشروط مسهلة من اجل انشاء مشروع صناعي او زراعي او تاسيس بحيرة اسماك, مثلا؟
ان حكام العراق هم اللصوص والطفيليبن والغشاشين وحتى المجرمين والسماسرة ومن هم بشاكلتهم. انهم ليسوا برجوازية وضيعة وانما خيلط من برجوازية كومبرادورية وبروليتاريا رثة.
ان مأساة القوى الشيوعية في العملية السياسية هي انها تغط في نوم عميق واحلامها هي فقط احلام العصافير. فبدون تغيير طبقي لن تبقى حتىى للعراق قائمة, والسلطة ستبيع العراق في سوق النخاسة وبابخس الاسعار, وهذا هو ما تفعله هي الآن على مراحل.
يتبع


4 - العراق تحكمه برجوازية كومبرادورية وبروليتاريا رثة
طلال الربيعي ( 2015 / 9 / 26 - 20:07 )
كما نعلم ان -البروليتريا الرثة هي الشحاذين والمومسات والعصابات الإجرامية وأهل الخاوات والمبتزين والمحتالين والمجرمين والمتسكعين والعاطلين المزمنين عن العمل وكل الفئات المهمشة والمتفسخة في المجتمع والتي لم تنخرط في الكيان الإجتماعي للمنتجين-.
الا تنطبق كل هذه المواصفات على رجالات ونساء السلطة في العراق؟
العراق يُحكم الآن من قبل برجوازية كومبرادورية وبروليتاريا رثة. ان التعويل على هاتين الطبقتيين في بناء العراق او حتى بقاءه كدولة موحدة هو مخالفة صريحة لاي تحليل طبقي علمي نزيه, سواء اكان ماركسيا او لا.
ان مشروع الاحتلال كان يهدف ولا يزال الى الابقاء على العراق كدولة ريعية فاشلة, والا لما قام المحتل واعوانه باتلاف او اغلاق الآلاف من المصانع الحكومية والاهلية.
مع وافر تحياتي


5 - الدكتور طلال الربيعي الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2015 / 9 / 27 - 04:42 )
لكن لابد من الايقاظ والكتابة والتذكير وفضح هؤلاء اللصوص القذرين ... المسالة ليست صعبة ابدا لو كانت هناك حكومة تمتلك 30 % من الوطنية وحب الشعب ... الماضي يقول بالامكان والمستقبل يامل بهذا الامكان .. انها عملنا الشاق وومسيرة الململيار ميل تبدا بخطوة واحدة اسمى تحية

اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ