الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمعات العربية: أزمة ثقافية أم أزمة هيمنة؟

علي مقدّم

2015 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تنفجر البلاد العربية منذ ما يقارب الخمس سنوات بما يسمى "بالربيع العربي" في ظل نظام إقتصادي عالمي يبحث عن موارد جديدة لسد العجز الناتج عن أزمته الإقتصادية، في الوقت الذي نشهد فيه صعود قوى جديدة (كروسيا والصين) ودخولها في طور التوسع وبالتالي المنافسة على موارد الدول التابعة. هذا الواقع يعيد طرح اسئلة حيوية عن واقعنا وأسباب أزمتنا كمجتمعات عربية، أسئلة حول الديمقراطية وتوافقها مع بنية هذه المجتمعات مثلاً أوحول أسباب الأزمة وأصولها هل هي أسباب ثقافية دينية أم لها أسباب أخرى؟

المسألة ليست أن مجتمعاتنا العربية لا تستحق الديمقراطية كما تروج الأنظمة العربية الغابرة أو ما تبقى منها ، كما أن المسألة ليست أن الشعوب تريد الديمقراطية بأي ثمن وكأن هذا قرار ذاتي لا جذور مادية وموضوعية له. المسألة هي أن إسقاط الديقراطية بمعناها البرجوازي الكلاسيكي، أي حكم الأكثرية، على مجتمعات تتميز ببنيتها القائمة على العصبيات الدينية والإثنية سيفرض منطق حكم الأكثرية بالمعنى العصبي الديني على كافة مكونات المجتمع مما سيؤدي لإنفجار حتمي. من هذا المنطلق يجب التعاطي مع سلعة الديمقراطية كآداة فعالة لتفتيت نسيجنا الإجتماعي ولمحاربة القوى الصاعدة التي تريد أن تستقل من الهيمنة الإمبريالية وأدواتها. ومن هذا المنظار يجب التعاطي مع منظمات متطرفة كداعش وفهم دورها الوظيفي المرتبط بالمشروع "الديمقراطي" الأميركي لمنطقتنا.

على صعيد أخر، المشكلة الأساس للمجتمعات العربية هي أزمة تبعيتها للخارج، هنا جوهر الأزمة قبل أن تكون أزمة ثقافية أو دينية. طبعاً العامل الثقافي والديني مؤثران ومتداخلان مع العامل الإقتصادي، فلسنا هنا بصدد أن نقوم بتحليل اقتصادوي لكن يجب التنويه أن لا يمكن تفسير الظواهر الإجتماعية من دون أخذ العامل الإقتصادي بالحسبان وإن كانت هذه الظواهر لا تُفَسَر بالإقتصاد وحده، فكيف إن كنا نتحدث عن أزمة تبعية كشكل من أشكال الإستعمار الجديد. إذن هي أزمة تبعية تحكمها علاقة سيطرة إقتصادية وعملية نهب موارد بشرية وطبيعية. هذه نقطة إنطلاق أي تحليل مادي سليم ومن بعدها لابأس من كتابة مجلدات عن الثقافة السائدة وتخلفنا على الصعيد الإجتماعي مقارنة بالمعايير الإنسانية الكونية وليس بالضرورة المعايير الليبيرالية (ولهذه النقطة إستفاضة لن أقوم بها هنا).
الإنطلاق من واقع الهيمنة إذن لتفسير جزء كبير من التخلف الثقافي وليس الإنطلاق من تخلفنا الثقافي والديني لتبرير الهيمنة. هنا يكمن جوهر المسألة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ