الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين مكة وكربلاء

ضياء رحيم محسن

2015 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يقول عز من قال في كتابه المحكم، ما معناه، بأنه سبحانه وتعالى جعل البيت الحرام مثابة للناس وأمنا، ما يعني بأن من يدخل البيت الحرام فلا خوف عليه، وهو آمن من كل شر وسوء، لكن حقيقة ما جرى هذا العام في موسم الحج؛ لا ينبئ بوجود أمن للداخلين الى هذا المكان الشريف، حيث حصلت حوادث راح ضحيتها المئات من الحجاج، من جنسيات مختلفة؛ ما دعا الحكومة السعودية الى تبرير هذه الحوادث، بعدم إلتزام الحجاج بالتعليمات التي تصدرها الهيئات المكلفة بتنظيم شؤون الحجيج.
إن البيت الحرام هو مكان لكل المسلمين، بغض النظر عن طوائفهم وإنتماءاتهم العرقية، وما تقوم به السلطات السعودية؛ إن هو إلا إستغلال لتلك المقدسة لدى المسلمين، إستغلال مادي من خلال فرض مبالغ على الحجاج، وإستغلال سياسي لجعل صورة حكام السعودية بيضاء، أزاء ما يقومون به من دمار في بلاد المسلمين.
سوء إدارة ولا مبالاة من قبل المشرفين على تنظيم شؤون الحجيج، أدى الى تكرار الحوادث هذا العام، حيث وصلت الحوادث الى أربع، كان أبشعها حادث التدافع في منى؛ التي راح ضحيتها حوالي 1300 حاج، وما لا يقل عن 3000 حاج أصيبوا بإصابات مختلفة، كل هذا والسلطات السعودية تتبجح بحسن التنظيم وسهولة الإجراءات المتبعة في تفويج حجاج البيت الحرام، بملاحظة أن عدد الحجاج لا يتجاوز المليونين حاج، فكيف إذا كان الزوار يزيد عددهم على عشرة ملايين زائر.
في كربلاء الحسين (عليه السلام) تجد أن زيارة العاشوراء والأربعينية، يتجاوز عدد الزوار العشرة ملايين زائر، من مختلف الجنسيات، ومع هذا فإن الجهات المسؤولة عن تنظيم هذه الزيارة المليونية، لا تستهدف الربح المادي من هذه الزيارة، ولا حتى إستثمار هذه الزيارة للترويج الإعلامي للحكومة، بالإضافة لما يشهده البلد من إرهاب يعصف بالبلاد، على عكس الحالة الأمنية في السعودية، والتي نرى الأمن فيها مستتب.
في كربلاء الحسين (عليه السلام) لا نجد زائر لا يهتدي الى طريقه، مع قلة الإمكانات الحكومية، فتجد العلامات الدالة الى أي مكان تريد الوصول إليه متوفرة، أما بقية الخدمات تجدها متيسرة بطرق متعددة؛ فتدبير المأكل والشرب للزائرين يأتي من المتطوعين والمواكب، التي يتبرع لها ميسوري الحال ومتوسطي الدخل، إبتغاء مرضاة الخالق سبحانه وتعالى، أما المنام فإنك تجد سكان المناطق القريبة من ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) يفتحون قلوبهم قبل بيوتهم لخدمة زوار إمامهم.
في كربلاء الحسين (عليه السلام) تجد أن مساحة الأرض التي تحتوي جسد الإمام مع صغرها، فهي تظم الملايين من الزوار، من دون أن يشعر الزائر بأنه متضايق، أو أنه غير مرتاح في زيارته.
من هنا فإنه من حقا أن نقول بأن كربلاء أصبحت بحق كعبة الزائرين، مع القدسية التي نكنها للبيت الحرام في مكة المكرمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكبتاغون والكوكايين: سوريا -تهدد- الخليج وأمريكا اللاتينية


.. جانتي شعبان.. لقاء حصري لا يخلو من الطرافة والمعلومات المهمة




.. روسيا تعرض غنائم الحرب الغربية من أوكرانيا تزامنا مع احتفالا


.. غزة.. هل تستطيع إسرائيل الاستمرار في الحرب دون الأسلحة الأمر




.. احتجاجات في مالمو السويدية على مشاركة إسرائيل في مسابقة (يور