الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات السابع من آب الواقع والطموح

زيد كامل الكوار

2015 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


انطلقت في يوم الجمعة الموافق للسابع من آب تظاهرات حاشدة حلم بها العراقيون كثيرا ، وقد شملت تلك التظاهرات مدنا ومحافظات كثيرة في وسط وجنوب العراق ، وقد كانت تلك التظاهرات عفوية لم تنظمها جهة سياسية أو دينية أو حزبية بل هي تظاهرات نسق لها الشباب الثائر الرافض للتهميش ونقص الخدمات ، وقد تم الحشد لها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي الذي زخر وحفل بعشرات آلاف الإشعارات المتبادلة بينهم يحث أحدهم الآخر على الصمود والالتزام بالسلمية صبغة وصفة للتظاهرات على امتداد مساحة المناطق التي جرت فيها التظاهرات ، وما أن حل العصر حتى أخذت حشود المتظاهرين بالتقاطر والتوافد إلى موقع ساحة التحرير التي ما أن حل المساء حتى غصت الساحة بمئات الآلاف من المحتجين الغاضبين الذين رفعوا الشعارات المطالبة بتوفير وتحسين الخدمات المقدمة من جانب الحكومة مع المطالبة بمحاسبة الفاسدين والمفسدين وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل عن ما اقترفوه بحق العراقيين من نهب أموال البلد والاستهانة بكرامة العراقيين الذين قضوا اثني عشر عاما مريرة افتقر البلد فيها لأبسط مقومات الخدمات الإنسانية والصحية والبلدية ، فالشارع العراقي ومنظر المزابل والنفايات التي تسد أرصفة الشوارع أحيانا بل الشوارع ذاتها في بعض الأحيان ، كما طالبت الحشود بإقالة بعض المسؤولين المقصرين واستبدالهم بآخرين من ذوي الكفاءة والنزاهة والاختصاص ، كما طالب المتظاهرون الحكومة الحالية بإجراء التعديلات والإصلاحات العاجلة والفورية وإلا فإنهم سيلجأ ون إلى الاعتصام كخيار بديل عن التظاهر، وقد ضمت الحشود الهادرة في حناياها جميع شرائح المجتمع العراقي في تلاحم وتلون جميل تجاوز الحزبية والطائفية والإثنية فكانت فعالية مدنية حرص المتظاهرون فيها على إعلاء المطلب الجماهيري المتمثل بتوفير الخدمات ومحاسبة المفسدين والمقصرين وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل ، كما وخلت التظاهرات من المظاهر المسلحة إلا من القوات الأمنية التي سدت فوهات بنادقها بأغصان الزيتون تعبيرا عن السلام الذي يريدون إحلاله في أجواء تلك الفعالية الرائعة التي قدر بعض المراقبين أعداد المشتركين فيها بنصف مليون متظاهر مثلوا مثقفي العراق وفنانيه و طبقاته العاملة والأكاديميين والطلبة والفلاحين وكل من حرص على تصحيح الواقع العراقي المزري ونقله إلى المنزلة والمكانة التي يستحقها بين شعوب العالم الحية التي تحلم بالمستقبل الوادع الزاهر المستقر بعيدا عن الحرمان والتخلف والحروب والنزاعات الداخلية التي تمزق البلدان وتقسمها .
وبالمجمل فإنه منظر تقشعر له الأبدان لعظم الأعداد التي أحيت هذه التظاهرة بالرغم من الحرارة العالية والأجواء الخانقة إلا أن تلك الظروف القاسية قد زادت سخونة الأداء فصدحت الحناجر هاتفة بوحدة الوطن والحرب على الإرهاب وأشادت بالبطولات التي يسطرها شباب العراق المقاتل في جبهات القتال في حربه مع داعش الإرهابي ودعت إلى وحدة الصف العراقي والالتفاف حول راية العراق الرفرافة وترك كل الرايات الفرعية الأخرى . كما ميز تلك التظاهرات أنها لم ترفع فيها شعارات تمجد أو تدعو إلى شخوص أو أحزاب أو مكونات طائفية أو دينية أو قومية فالهمُّ العراقي كان الشعار الطاغي على أجواء التظاهرة ما أضفى عليها حميمية عراقي تظهر مدى التلاحم والتكاتف بين مكونات الشعب العراقي التي تجاوزت كل الأطر والآفاق الضيقة التي أراد البعض لهذا الحراك الجماهيري العظيم أن ينحصر في حدود التقسيمات المقيتة طائفية كانت أو سياسية ، ومما يثلج الصدر ما دعت إليه المرجعية من الضرب بيد من حديد على يد الفاسدين والمفسدين ، وقد وضعت تلك الدعوة الصريحة من المرجعية والمتظاهرين الكرة في ملعب الحكومة لتبين موقفها وشجاعتها وإخلاصها لكي تكون أو لا تكون ، صالحة للقيادة وتقديم الحلول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا