الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرائة سريعة في خطاب السيد

احمد عبد مراد

2015 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



دأب المسؤولون السياسيون العراقيون في استغلال المناسبات الوطنية والدينية في طرح وتعريف مواقفهم السياسية سواء في الشأن العراقي او في مجالات اخرى مختلفة .. واحيانا يختلقون لهم مناسبات خاصة لهذا الغرض .
وقد كان حلول عيد الاضحى مناسبة لا يمكن ان تمر دون ان يستغلها سياسيونا لتبيان مواقفهم بالشأن العراقي خاصة وما يدور في الساحة الاقليمية والدولية عموما.
لقد طل علينا السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى في خطبته في عيد الاضحى تناول فيها اهم الاحداث السياسية على الساحة العراقية ، وبما ان السيد عمار الحكيم يرأس احدى اهم الكتل السياسية المؤثرة والفاعلة على المستويين السياسي والاجتماعي في الدولة العراقية فكان لابد من ان يستوقف خطابه ، المواطن العراقي بشكل عام والمتتبع للشأن العراقي بصورة خاصة ..لقد اثار الخطاب اكثر من تسائل ..ربما لان الخطاب عبر عن الحنكة والدهاء السياسي في طريقة تناوله الشأن العراقي اوانه انطلق ووظف المقولة الشهيرة ان السياسة فن الممكن ، او انه عبر عن فراغ وسذاجة سياسية مقرونة بعدم تقدير الامور حق قدرها .
لقد دعا السيد عمار الحكيم رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يكون اكثر صبرا على اخوته السياسيين !!!؟ ولا ندري كيف ولماذا وعلى أي اساس اسس طلبه هذا ؟
هل انطلق من مقولة عفى الله عما سلف..او أراد
اعطاء السياسيين الذين تتسببوا في الكارثة التي المت بالشعب العراقي، الوقت المناسب لاعلان التوبة .. او لاعادة ترتيب وتكييف اوضاعهم وفق مستجدات الامور.. او من اجل اعادة الاموال التي سرقوها .. ام من اجل تهريب اموال الشعب التي نهبوها.. ام من اجل هروبهم بمعية عوائلهم الى الخارج بعد ما افرغوا خزينة الدولة وافقروا الشعب .
ان الكتل السياسية الاساسية المؤثرة والفاعلة في الحكومات العراقية المتعاقبة على قيادة دفة الحكم منذ تشكيل مجلس الحكم عام 2003 ولحد ( ما وقع الفاس بالرأس) أي لحد هذا اليوم 2015 مسؤولة وبشكل مباشر عما حصل ويحصل من انتهاكات وتعديات ومحرمات وجرائم ونهب وسلب في بلادنا الجريحة والتي يئن شعبنا من شدة وضراوة الهجمة الشرسة الغير مسبوقة من قبل حكامه الذين اقل ما يمكن ان يقال عنهم انهم ظالمين وفاشلين في آن.. وان قادة الكتل متهمين ان لم يكن مشاركين معهم ، متهمون بالدفاع عن سارقي المال العام والتستر عليهم.
وفي معرض اشارة السيد الحكيم الى تحمل المسؤوليات يقول ( اننا.. ويقصد الاحزاب الاسلامية هم من يتحملون المسؤولية في عدم تقديمهم نماذج كافية من شخصيات قيادية متمكنة في ادارة الدولة ...وعدم اتفاقهم على مشروع موحد لبناء الدولة الخ) وفات السيد عمار الحكيم نقطتين اساسيتين في فشلهم الذي يحول دون بناء الدولة الحقيقية وسيظل يلاحقهم ذلك الفشل المتمثل في مسألتين اساسيتين وهما 1 – ان بناء الاحزاب السياسية على الاسس الطائفية لا يمكن ان يؤدي الاّ الى التخندق والاحتراب الطائفي.
2 – ان الاتفاق سيئ الصيت الذي وقعت عليه الاحزاب الطائفية وهو تقسيم البلاد عموديا على الاساس الطائفي والعرقي والاثني والجهوي لايصلح ولا يمكن ان تقوم على اساسه دولة عصرية مدنية تستطيع ان ترفع قامتها بين الامم.
ان دعوة السيد عمار الحكيم لرئيس الوزراء لأن يكون اكثر صبرا على اخوته السياسيين انما تعني ضمنا العودة الى سياسة التفاهمات القائمة على المحاصصة الطائفية وتسوية الخلافات بالتراضي، وبالمعنى الشعبي( طمطملي واطمطملك) وهذا يعني كذلك ايقاف عجلة الاصلاحات ، هذا اذا افترضنا ان هناك عجلة اصلاحات لا زالت تدور.. ان الموضوع اعمق واكبر من ذلك يا مولانا ،حيث ان ذلك مرتبط بالمواقف الاخلاقية والامانة التاريخية والمسؤولية المجتمعية .. ولا يمكن تجاهل ثوار الاصلاحات في ساحة التحرير وساحات العراق الثائرة الاخرى والتي ارعبت الفاسدين وناهبي قوت الشعب الجائع ،الثوار الذين شقت هتافاتهم عنان السماء و الذين يواجهون شتى اعمال الغدر والاغتيال بخيرة المناضلين الذين فارقوا الحياة قتلا وتعذيبا على اياد مجهولة كما يدعون ، ولكن الشعب يعلم تماما من هي تلك الايادي ومن يقف ورائها ومن يحركها.
واخيرا احترموا ارادة الشعب واطلقوا سراح جلال الشحماني وبقية المعتقلين المسالمين.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن