الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء على الدستور -- انتصار للعملية الديمقراطية

عبدالله مشختى احمد

2005 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ان ممارسة العملية الديمقراطية تعتبر شيئا جديدا فى قاموس الشعب العراقى لانه لم يمارس هذا الحق الطبيعى منذ عقود كثيرة من الزمن، وحرم منه فى ظل الانظمة الدكتاتورية التى حكمت العراق والتى لم تكن تؤمن بحق الشعب فى اختيار ممثليه ونوع النظام الذى كان يريده. بعد انهيار النظام الدكتاتورى فى 2003 ذاق العراقيون لاول مرة طعم الحرية ، وبدأت بممارسة العملية الديمقراطية مع ما رافقتها من سلبيات ونواقص بسبب سوء الاوضاع الامنية ومصارعة القوى السياسية لبعضها البعض للحصول على المواقع والامتيازات والصراعات المذهبية التى رافقت هذه العملية لفترة من الزمن ، وفشل الحكومات المؤقتة والانتقالية للسيطرة على الاوضاع وتردى الاوضاع المعيشية والصحية والتربوية ، ورغم كل هذه السلبيات فان الشعب العراقى قد استجاب للعملية الديمقراطية متحديا كل الظروف والمعوقات التى وقفت فى طريقها .

بعد انتخابات كانون الثانى الماضى بدأت كل القوى فى الاعداد للعملية الدستورية التى رافقتها الكثير من المشاكل والتوترات والمعوقات بين القوى والاحزاب السياسية والدينية والمذهبية كون هذه القوى كانت فى حالة شد وجذب من اجل صياغة دستور تتماشى وتوجهاتهم واهدافهم ، اضافة الى مقاطعة الجماعات السنية فى العملية الدستورية ومن ثم موافقتها بعد ان شعرت بان مقاطعتها سيؤدى الى صياغة دستور لا تتماشى وتوجهاتهم والى تجريدهم من حقوقهم الدستورية فاضطروا اخيرا الى المشاركة وبشروطهم التى اخرت كثيرا انهاء مسودة الدستور .

واخيرا والتزاما بالموعد المحدد لاجراء الاستفتاء احيل المشروع الى الجمعية الوطنية وتم التصويت عليه وطرح اخيرا على الشعب للادلاء برأيه ب - نعم او -- لا ، بالرغم من نتاءج الاستفتاء او نسبة مشاركة الشعب فى العملية الى انها اكدت شيئا مهما هو ان الشعب العراقى مصمم على الاستمرار فى العملية الديمقراطية بل وانجاحها مهما كانت المعوقات ، ان القوى الارهابية ومعها قسم من الجماعات السنية حاولت بكل قواها ان تفشل عملية الاستفتاء كما عملت من قبل على افشال العملية الانتخابية . ولكنها حصدت الفشل كما فى السابق رغم ان 40 % من العراقيين لم يشاركوا فى عملية الاستفتاء الى ان امرار الدستور وبهذه العملية الديمقراطية والحرة تعتبر بحد ذاته انتصار لارادة الشعب العراقى الذى يمجد مبادئ الحرية والديمقراطية.

لقد نجحت عملية الاستفتاء على الدستور الذى لا يلبى طموحات كل المكونات العراقية ولكنه يؤكد على تلاحم العراقيين من اجل بناء بلدهم ، ويؤكد على حماية حقوق العراقيين وحريتهم ويحافظ على وحدة العراق ارضا وشعبا ، عكس ما روجه المعارضين للدستور والذين لم يألوا جهدا من اجل دفع 3 محافظات سنية للتصويت ضد الدستور وافشاله ، والعودة بالوضع العراقى الى نقطة الصفر من جديد كى تثار المشاكل ويزداد نزيف الدم العراقى الذى بات رخيصا عند من باعوا الضمائر والمواطنة المقدسة باسم الدين وغيرها من المبررات التى لاتساهم الا فى تعميق الجرح العراقى والذى لا يتألم له غير الغيارى والمخلصين من ابناء العراق . والان وبعد الانتهاء من هذه العملية والتى رسخت اسس وبناء الحكم الديمقراطى فى العراق الجديد ان الاوان كى تبدأ القوى الديمقراطية والليبرالية بالتخطيط والتهيئة للمرحلة المقبلة اى مرحلة الانتخابات القادمة لان تشتت هذه القوى وتبعثرها سيؤدى الى سحب البساط من تحت قدميها وستأتى الى الحكم قوى اصولية ومتخلفة قد تقوض ما تم بنائه خلال السنوات الثلاث المنصرمة والتى بذلت من اجل انجازها الكثير من الجهود وقدمت المزيد من الدم والتضحيات لان القوى الظلامية والمتخلفة لازالت متأهبة فى الساحة وتنتظر بفارغ الصبر انتهاز الفرص المناسبة للانقضاض على العملية الديمقراطية وبدعم مباشر وغير مباشر من بعض القوى الاقليمية والعربية التى لا تروق لها سير الاحداث بهذا المنحى فى العراق الجديد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل تعذر إقرار ميزانية 2025.. فرنسا تلجأ إلى -قانون خاص- •


.. هل تنجح المعارضة بطمأنة المجتمع الدولي لقيادة مرحلة إنتقالية




.. غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع غزة تقتل عشرات الفلسطينيين


.. سكاي نيوز عربية ترصد تقدم دبابات إسرائيلية في الجولان




.. لماذا تحركت إسرائيل في سوريا بعد سقوط الأسد؟