الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى التهاون

جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)

2015 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



حين تتكرر المعاناة ويعيش الناس دوامة اللاحقيقة ولايتضح من الاحداث والتصريحات شيء، تصبح الامور برمتها مجرد وهم والحقائق تصبح افتراءات والارقام والاحصائيات كلها لا تصب الا في مصلحة السلطة وحدها لكونها هي من تتحكم بزمام الامور، وبهذا تتغير الاحوال كلياً وتصبح كل التصريحات والاعمال والافعال مجرد حلقة تواصل غير مرغوبة بين السلطة والشارع، لاسيما حين يعيش الشارع حالة تيه لانهاية لها جراء صدمات تنوعت والحقت اضراراً مادية ونفسية واجتماعية وحتى سياسية بهم.
ان الحقائق قد لاترصد فقط بالعين المجردة، او تعلن وتنشر على الشارع، لكنها في مضامينها تتاح وتصبح تداولية بين الاوساط غير السلطوية فتتحول من مجرد اقاويل واخبار ولقاءات الى محفزات للتمرد، وللخروج على المنطق وعلى المكتسبات المرحيلة التي تنادي وتتغطى الاحزاب والاطراف السياسية والسلطوية بها، بالاخص حين تتحول الصراعات على الصعيدين الداخلي والخارجي الى مجرد تغريدات اعلامية الغرض منها منها اطفاء شرارة التمرد والخروج عليهم.
ولعل موضوع الصراعات الداخلية هي الاكثر تأثيرا في هذه المرحلة على الحالة النفسية للشارع لكونه غير منطقي بنظرهم، فالبيشمركة في حرب مستمرة مع احد اشرس الاعداء واكثرهم دموية – الخليفة الداعشي النكاحي-، والاحزاب السلطوية في تنافس غير محمود على امور يمكن الوصول الى حلول منطقية لها عبر التداول والتناوب والتوافق والحوار لكونها امور تتعلق في مضمونها بالكيفية الادارية للوضع وليس بجوهر الوضع نفسه، فكل امور السيادة يمكن تدويرها وتحليلها ووضع منطق لها عبر الحوار البرلماني والشعبي اذا لم يستطع البرلمان الوصول الى حل جذري دائم لها، ولكن ان تصبح هذه الامور مسلسل درامي ديناميكي مستمر ومتحرك ظاهرياً ومتراوح ضمنياً وجوهرياً فانه بلاشك امر يضعف العزيمة ويبعث التمرد ويطلق الاقاويل ويعرض التجربة الى مطبات وعوائق حقيقية بعيدة عن المخيال السلطوي التنفيذي.
وعلى هذا لايمكن ان يعيش الشارع خارج المحركات والمؤثرات على جميع الاصعدة، ولعل اكثر ما يتسفز الشارع هو الامور المالية التي اصبح الكل يؤمن بانها ليست امور تقنية ادارية تجارية اقتصادية دولية، انما هي نتيجة لصراعات داخلية حزبية شخصانية غيرت مسار الوضع والاحوال الداخلية من سوء الى اسوأ، فجعلت الشارع يعيش حالة فقر وترقب غير مسبوقة، حتى اصبح البعض يتهم السلطات كلها الحكومية والحزبية بكونها تتآمر على الشارع وتحالو فقط الحفاظ على مشروعية كراسيها والبقاء في مناصبها دون الاخذ بالاعتبار الاحوال التي وصل اليها الشارع العام.
شكلت مسألة الرواتب الوظيفية احد اهم المرتكزات التي استند عليها الشارع في رفضها للوضع الحالي، فالتضارب في التصريحات بين الوزراء من جهة والحكومة من جهة اخرى تجعل من كل الامور موضع شك ووهم.. وهذا ما جعل الحقائق مجرد اوهام اعلامية والارقام مجرد اكاذيب وزارية والتصريحات مجرد مهدئات حكومية، لاتصب في مصلحة الشارع في كل ظروفها، انما فقط تخدم السلطة وتساهم في بقائها، على حساب تواصلها وتقاربها من الشارع.
وبالتالي اصبح لسان حال الشارع هو الى متى التهاون في تحقيق مصالحنا وتوفير متطلباتنا، والابقاء على وجودنا كمرتكزات ضرورية للتجربة، والابتعاد عن استغلالنا وجعلنا مجرد وسائل تحقق غاياتهم السلطوية والحزبية، وكذلك الكف عن الصعود على جماجم الشهداء والبيشمركة الذين مازالوا هم وحدهم من يوحد الشارع بعدما فشلت الاحزاب السلطوية من توحيد وجهات نظرها حول مسائل هي بنظر الشعب ليست اهم من البيشمركة وليست اقدس من دماء الشهداء الذين راحوا ضحية الحرب مع الخليفة الداعشي النكاحي الدموي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهر ذي القعدة تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع التدريجي


.. ضحية حادثة دمياط تروي التفاصيل للعربية: -زوجي رماني من السيا




.. مادة جاهزة للنشر : عادات وشعوب..احتفال -هانامي- موسم تفتح أ


.. بيدرسون: لا يجب التعامل مع سوريا مثلا فلسطين




.. إسرائيل: الاعتراف بدولة فلسطينية يسمح بتكرار الـ 7 من أكتوبر