الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات في حيثية الإصلاحات

زيد كامل الكوار

2015 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


للجمعة الثامنة على التوالي يخرج أحرار وحرائر العراق في تظاهرات احتجاجية مطالبين بإصلاحات محددة اعترفت الحكومة بمشروعيتها ووعدت بإجراء تلك الإصلاحات التي يبدو أنها تتطلب جراءة وشجاعة تفتقر إليها الحكومة الحالية المتمثلة برئيسها الذي يبدو مترددا حتى الساعة ، كيف لا وقد حصل رئيس الوزراء الحالي على ما لم يحصل عليه أحد قبله من رؤساء العراق على طول تأريخه السياسي والمجتمعي من دعم جماهيري توجه دعم المرجعية الدينية الشريفة ومباركتها حزمته الإصلاحية وتفويضها إياه بالإقدام على كل قرار جريء يتمثل بالضرب بيد من حديد على أيدي المفسدين وهم كثر معروفون من جانب الشعب قبل السياسيين ، ولكن الأمر على ما يبدو من إمارات وعلامات كثيرة لمسها العراقيون ينم عن مؤامرة كبيرة معقدة يتشارك فيها كل السياسيين من رئيس الوزراء إلى رئيس الجمهورية إلى الحكومة السابقة بقضها وقضيضها ، فالجميع متفقون ومشتركون في الضحك على ذقون العراقيين لغرض تمييع ثورتهم الشريفة عن طريق تسويف الأمور بالوعود الكاذبة التي افتضح أمرها منذ اللحظة التي صادق فيها مجلس النواب على الحزمة الإصلاحية من دون تردد وبأريحية مريبة أخبرت من انتبه إليها بأن لسان حال المسؤولين يقول ( إننا نسمع لما تقولون وأنتم أحرار في تظاهركم ومطالبكم ، كما أننا أحرار في ما نفعل ولن تلزمنا مطالبكم ولا تظاهراتكم بشيء فأنتم في أماكنكم باقون ونحن في أماكننا ولن تؤثروا علينا بشيء مهما صمدتم فقد تم تأمين أمورنا بحيث نصمد حتى آخر لحظة من استحقاقنا الانتخابي الذي منحتمونا إياه ) .
فالأيقونة والأقنومة الأساسية لهذا الكيان الهزيل تتمثل برئيس مجلس القضاء الأعلى الذي اكتسب بدهائه حصانة عصية على كل السلطات الحكومية في العراق ، تلك الشخصية الأسطورية التي حصنت نفسها بمتاهة من الضوابط واللوائح التي تضيع جهد كل من يريد إزاحته عن منصبه لأنه عند كل خطوة إجرائية في مسيرة إقالته سيصطدم بجدار قانوني يرجعه إلى المربع الأول في شبكة عنكبوتية حيكت بكل مكر ودهاء وخبث . ومما يبدو أن الجميع متورط في ملفات الفساد الكبيرة ابتداء من رئيس الوزراء الذي لا يعدوا أن يكون أحد الذين تورطوا في ملفات الفساد تلك فهو كما نعلم أحد شخوص الحكومة منذ اللحظة الأولى وشريك فاعل أساسي الأمر الذي يمنعه من فضح تلك الملفات لأن أغلب أعضاء حزبه ومن ائتلف معهم يمثلون رؤوس الفساد المالي والإداري عن طريق المحاصصة الحزبية أو الطائفية أو القومية ، أيا كان نوعها ومسماها تلك المحاصصة التي أسست لفساد طال هيكل الدولة العراقية والحضاري ابتداء من سرقة الآثار وتهريبها بعد سرقة خزينة الدولة وتقاسمها فيما بينهم بل تعداها إلى تدمير إرث البلد الثقافية والفنية من التضييق على الكفاءات العلمية حتى اضطروها إلى مغادرة البلد والهجرة إلى حيث تحترم مهنيتهم وشهاداتهم . ولم يفتنا أن نسأل رئيس الوزراء عن إصلاحاته المزعومة في شأن نواب الرؤساء الذين ألغيت مناصبهم من جهة ومن جهة أخرى يصدر قرار بتحديد رواتبهم فما الغاية إذن من إلغاء تلك المناصب إن لم تكن في سبيل القضاء على الترهل في ملاكات الدولة و تخفيف العبء عن الميزانية ، بل ما الداعي إلى تلك المئات من السيارات الحديثة التي تملأ ساحة السيارات في مينا أم قصر التي شاهدها العراقيون جميعهم من على شاشات التلفزيون ، هل مل المسؤولون والنواب سياراتهم الحديثة التي مر عام واحد فقط على استلامهم إياها ؟ أم هل أن التقشف يطول الصحفيين والأدباء والفنانين فتحجب الوزارة عنهم منحة المليون البائسة ولا تحجب عن نخبة الفاسدين سيارات بعشرات الملايين لهم ولحمايتهم ؟ اتقوا الله وأصلحوا بقصد الإصلاح فعلا لا ضحكا على الذقون فقد انكشفت اللعبة وبان المستور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين