الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات والذاكرة العراقية

جمال الهاشمي

2005 / 10 / 23
الصحافة والاعلام


أثناء محاكمة الدكتاتور المخلوع عادت وعلى عادتها بعض الفضائيات إضفاء صفة البطولة عليه مع انه دخل المحكمة مرتبك وقلق وخائف . ألا أن الجو الديمقراطي العام والسير وفق قوانين العدالة للمحكمة لما تشجع الديكتاتور أن يرد بطريقة أعطت الفرصة للصحافة والأعلام والفضائيات بشكل خاص إضفاء صفة الرجولة والشجاعة عليه ، علما" أن أغلب الصحف والوكالات التي نقلت وقائع المحكمة مؤكدة أن القاضي لو تحلى بالصرامة أكثر لما منحت هذه الفرصة لصدام وأعوانه ليمتلكوا الجرأة بالرد على الطريقة التي عوملوا بها من خلال القاضي
وأنا أضم رأي مع السيد القاضي بأنه عند إدخال صدام ومعاونيه قاعة المحكمة شعرت بانهم ضعفاء ولا تقاس صرامة القاضي او التعامل وفق القانون ووفق العدالة والسير بالمحاكمة بروح المساواة ووفق اجراءات المحاكمة والتي كشفتهم وعرتهم اكثر كونهم اصبحوا ضعفاء اكثر بعد أن أدلى السيد المدعي العام بالأدلة بثبوت تورطهم بجرائم ضد شعبنا في منطقة الدجيل .
اللافت للمحاكمة انها استذكار لكل المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا ولكل شهداء شعبنا العراقي في كردستان العراق وجريمة حلبجة والانفال وفي الوسط والفرات والجنوب ، في اقبية وزنازين النظام او في المقابر الجماعية في طول البلاد وعرضها ، او شهداء انتفاضة اذار 1991 بل كل شهدائنا في اقبية المخابرات وقصر النهاية عام 69 و70 ومن تم تصفيتهم بالاغتيال من قيادات الحركة الوطنية وبعد كل هذا نعود للفضائيات المسمومة كقناة الجزيرة التي استضافت بعد المحاكمة المحلل السياسي ( الهمام ) ( الدكتور ) لقاء مكي ... والغريب إن مثل هذه القنوات تنسى او بادق تتناسى إن للشعب العراقي ذاكرة لاتنسى ثورة العشرين ووثبة كانون وذكرى استشهاد قادة الحركة الوطنية وانتفاضة تشرين و( بعثيون قوميون استنطقوا التاريخ بقطار الموت ) * . كيف لهذا الشعب إن ينسى من هو ( الدكتور ) الذي كسيده الكسيح المقبور رئيس اللجنة الاولمبية وابن طاغية العراق . اكمل وبالطريقة نفسها واخذ هذا اللقب
( الاكاديمي ) جراء خدماته واعماله الخسيسة والدنيئة كمخبر وشرطي فكر والتي طالت أغلب الصحفيين والادباء والفنانين وهو غير قادر على الاجابة على الاسئلة المفبركة متلعثما" بين مفردة ومفردة بمفردة ( ربما ) وبين ربما وربما ( ربما ) ، تذكرت في حينها وثائق محادثات الوحدة العربية عام 1964 والتي تحدث فيها ميشيل عفلق بين مفردة ومفردة ب( يعني ) وبين يعني ويعني ( يعني ) حتى بعد انتهاء المحادثات ووصولها لطريق مسدود كتب هيكل بعموده في الأهرام ( فقدت يعني معناها من يعني ) تهكما" على عفلق وعفالقة العراق ، أعود للفضائيات العربية وأقول الى متى تبقى هذه الفضائيات إن تتعامل مع القضية العراقية بعيدا" عن الحيادية وروح الاعلام المهنية بالابتعاد عن تضليل الرأي العام وأهانة الشعب العراقي ، أقولها مرة أخرى مازالت الذاكرة العراقية بخير وهي التي حفرت للاجيال تاريخ للأسى وستحفر بالذاكرة تاريخ لمستقبلها القادم .
* مقطع للشاعر العراقي سعدي يوسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية