الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية الأشكال التنظيمية للإنتاج الزراعي في تطوير العلاقات الزراعية الرأسمالية ( 1 - 4 )

كريم شكاكي

2015 / 9 / 28
الصناعة والزراعة


يعتبر الإنتاج الزراعي أقدم نشاط إنتاجي مارسه الإنسان وجرى فيه التقسيم المجتمعي للعمل . بخلاف الأنشطة الإنتاجية الأخرى ، يتميز الإنتاج الزراعي بخصائص وظروف وشروط معينة ومحددة لكل تحديث أو تغير أو تطوير للشكل التنظيمي السائد. وهذه التوصيفات ناجمة موضوعيا من خصوصية طبيعة العمليات الزراعية والظروف الإجتماعية والإنتاجية للقطاع الزراعي . كما سنوضحها في سياق البحث . ومن البديهي إن العملية الإنتاجية في الزراعة عملية مركبة من التفاعل المتبادل بين العناصر الثلاثة الأساسية التالية :- 
-;---;--أولاً - قوة العمل الحي للإنسان نفسه .
-;---;--ثانياً - مواد العمل غالبا من الطبيعة . 
-;---;--ثالثاً - أدوات العمل التى إبتكرها وإستخدمها الإنسان للتأثير على مواد العمل ومعالجتها وتحويلها الى مواد قابلة للإستهلاك مباشرة أو الى منتجات أخرى ضرورية لإستمرار عملية إنتاجية أخرى . إن أدوات وسائل العمل التى يستعملها الإنسان هي في تغير ديناميكي ، بحكم ما توصل اليه العقل البشرى من الإبداع والإختراع والتطوير إبتداءً من أبسط أنواعها البدائية الى أن بلغت فى الوقت الراهن أرقى منظومات تقنية مركبة من مكائن ومعدات متنوعة الوظائف التكنولوجية ومنظومات معلوماتية أ لكترونية يستخدمها الإنسان في جميع أطوار سلسلة الإنتاج - الإستهلاكي . خلال عملية الإنتاج يدخل الناس فيما بينهم في علاقات إنتاجية خاصة في طبيعتها ومستوى تطورها بالمرحلة التأريخية المعينة من تطور القوى المنتجة في المجتمع ، أي أن العلاقات الإنتاجية تعكس الماهية الإجتماعية للقوى المنتجة وبنيتها وطبيعة تطورها . فألتفاعل الموضوعي المتبادل بين العلاقات الإنتاجية والقوى المنتجة يجد تعبيرها في القانون الإقتصادي العام – قانون تناسب العلاقات الإنتاجية لطبيعة القوى المنتجة كمحرك قوي نحو التقدم والإزدهار فى حياة المجتمع . هذا التوافق الهام بين العنصرين الأساسيين لإسلوب الإنتاج رافق التغيرات الإرتقائية نحو تطوير وتحسين طبيعة وأشكال العلاقات الإنتاجية وفقاً لمستوى تطور القوى المنتجة بشكل ديناميكى مستديم . تشتمل كلية العلاقات الإنتاجية على مجموعتين من العلاقات القائمة بين الناس وهما :- 
-;---;-- 1 - العلاقات التنظيمية - الإقتصادية : وهي تنشأ بين الناس خلال عملية تنظيم الإنتاج ، وتعكس وضع الإنتاج بغض النظر عن شكله الإجتماعي - الإقتصادي ، وكذلك خصائص عوامل الإنتاج وتقسيم العمل وتخصصه .
-;---;-- 2 - العلاقات الإجتماعية - الإقتصادية : وهى ناجمة من الشكل المجتمعي للإنتاج و هي تعكس جوهر علاقات الملكية لوسائل الإنتاج وفي مقدمتها الأرض الزراعية . فعلاقات الملكية تحدد طبيعة الإنتاج واهدافه . 
-;---;--
-;---;--إن الإنتاج الزراعي كأحد أقدم الأنشطة الإنتاجية للخيرات المادية التى مارسها الإنسان مع بداية أبسط أشكال التقسيم الإجتماعي للعمل ، بخلاف الإنتاجات الأخرى يتسم ببعض الخصائص التالية :-
-;---;-- 1- بطبيعة وسائل الإنتاج ومنها الأرض الزراعية بمثابة وسيلة الإنتاج الأساسية غير قابلة لتجديد إنتاجها ، وكما أنها تحمل ميزة " المحدودية" من حيث إمكانية توسيع مساحتها الصالحة للإنتاج الزراعي لأسباب طبيعية كألتصحر والتآكل وصعوبات فنية ومالية لإستصلاح أراضي أخرى .
-;---;-- 2- التاثير القائم للعوامل والظروف الطبيعية والمناخية على الإنتاج الزراعي رغم المنجزات المعاصرة للتقدم العلمي - التقني . 
-;---;-- 3 – الطابع الموسمي للإنتاج الزراعي والذي يتطلب تعبئة منظمة رشيدة في إستخدام وسائل الإنتاج من المكائن والمعدات والمواد الضرورية والأيدي العاملة الزراعية .
-;---;--هذه الخصائص تجد تأثيرها على نشوء و تطور العلاقات الإنتاجية والزراعية من النمط الرأسمالي . من البديهي بأن الرأسمالية في الزراعة نشأت و تطورت بفعل القوانين الإقتصادية العامة والخاصة بالرأسمالية . و لكن بخلاف القطاعات الأخرى تميزت العلاقات الرأسمالية في الزراعة في نشأتها وتطورها بوتيرة أبطأ وبنطاق أضيق ، ومتأخرة زمنياً ، مقارنة بالأنشطة الإقتصادية الأخرى . وكما تبين المعطيات بأن الرأسمالية سادت أولاً في الصناعة وثم في القطاعات الأخرى وأخيرا في الزراعة .
-;---;-- من الطبيعي لا يمكن أن تظل الزراعة منعزلة عن الأنشطة الأخرى من الإقتصاد الوطني . ففي ظل ظروف التفاعل المتبادل والتكامل الجاري بين الزراعة والقطاعات الأخرى ومن خلال العلاقات السلعية - النقدية ، تصبح عملية تطور العلاقات الإنتاجية الرأسمالية في الزراعة عملية بديهية موضوعياً . كما أن الرأسمالية المعاصرة تتميز بثروة هائلة لا سابقة لها من القوى المنتجة المتطورة من جانب وبمنظومة متطورة من العلاقات الإنتاجية ، تتناسب مع طبيعة هذه القوى المنتجة كما يتطلب القانون الإقتصادي العام – قانون تناسب العلاقات الإنتاجية لطبيعة القوى المنتجة الذى أشرنا اليه أعلاه . 
-;---;--إن العلاقات الزراعية المعاصرة وبما فيها علاقات ملكية الأرض الزراعية كجزء مركب من العلاقات الإقتصادية كان و يزال لها دورها الفعال فى تطور القوى المنتجة ، وإقامة أشكال تنظيمية متطورة ، رافقت التقدم والإزدهار الموجود في الزراعة الرأسمالية . ومن أجل تحديد المحرك الفاعل لهذا الإزدهار والتقدم ، يتطلب تحديد جوهر المسألة الرئيسية – المسألة الزراعية التى واجهتها و تواجهها جميع البلدان الغنية بالموارد الزراعية ، من أجل بلوغ زراعة متطورة ، من خلال إيجاد الحل الصائب لمسألتها الزراعية . تشير تجربة البلدان الرأسمالية المتطورة ، إلى أن جوهر المسألة الزراعية وحلها يكمن في توفير الظروف المشجعة للتطور غير المقيد اللامحدود كما للقوى المنتجة ، وهكذا أيضا للعلاقات الزراعية المتناسبة في طبيعتها ونوعيتها لمستوى القوى المنتجة المعاصرة .
( يتبع )
الدكتور / كريم شكاكي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة