الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق

يوسف العادل

2005 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ربما لن يستطيع ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري الذهاب بتقريره أبعد من إحداثيات الصراع السياسي المكثف في العراق، ومقتضياته ، لا سيما توظيف هذا التقرير في متابعة الضغوط غير المسبوقة على النظام السوري لكي يغير سلوكه حيال الترتيبات الأميركية في العراق، بدون أن تصل هذه الضغوط إلى عتبات إسقاط هذا النظام الذي يبدو أنه تحصن موضوعياً بعد أن فقد الأمريكان الأمل في إيجاد البديل الجاهز لهذا النظام ، كما فقدوا الأمل في لعبة الفوضى الخلاقة فيما لوأسقطوا النظام وفتحوا الساحة السورية على احتمالات قد تنفلت من إمكانية الاحتواء الأميركي لها، فيمسي المستنقع العراقي،مستنقعاً عراقياً- سورياً...الخ.
إذن كان علي القاضي الألماني ميليس أن يدفن جزءً كبيراً من مهنيته وخبرته وحتى نزاهته في رمال الترتيبات الأميركية في العراق، بشكل خاص وفي منطقتنا العربية بشكل عام، ومن هنا جاء تقرير ميليس ملتبساً غامضاً تتناهبه العموميات التي غابت خلفها الحقائق المطلوب إظهارها جنائياً بعد شهور وآلاف اللقاءات والوثائق والمستندات والأدلة الميدانية التي وضعت تحت تصرف ميليس الذي لم يرتق تقريره رغم كل ذلك إلي محاضرا لشرطة من حيث ضرورة وجود تفاصيل تؤسس لاستمرارعملية الكشف الدامغ عن الجرائم ومرتكبيها.كما لم يرتق إلى أبعد من حدود التوقعات والوعي الاعتيادي لعامة الناس الذين رددوا ماردده التقرير من حيث ضلوع شخصيات سورية ولبنانية في اغتيال رفيق الحريري ، ولن يعتقد أحد غير ذلك .
ومن حيث وظيفة التقرير السياسية سيكون بالطبع هذا الإطار العام الذي لفه، قايلاً للانفتاح مستقبلا على مضامين أخرى تتفرع من إجراءات سيتم اتخاذها في مواجهة النظام السوري لاسيما القراران المزمع التحضير لتقديمهما إلى مجلس الأمن خلال الأيام القليلة القادمة بمبادرة كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا في مسعىً لمواصلة سلسلة الضغوط على النظام السوري وزيادة عزلته.
ويبدو أن تقرير ميليس سيكون الورقة الأكثر جدوى ومردوداً للأميركان للي عنق النظام السوري من كل الأوراق الأخرى التي
تصطدم بهذا القدر وذاك بمصالح الدول الكبرى( روسيا –الصين...الخ)، وثمة واقعتان لهما نفس الدلالة على أن ساحة المواجهة وإبرام الصفقات بين الأميركيين والنظام السوري ستكون على بطاح تقرير ميليس:
• الواقعة الأولى تتمثل بشطب أسماء المسئولين السوريين الذين تدور حولهم الشبهات من نسخة التقرير التي ستسلم إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.ولكي لا يكون الشطب نهائياً جاءت الواقعة الثانية.
• الواقعة الثانية تتمثل بموافقة كوفي عنان على تمديد مهمة ميليس حتى 15/12/2005.
ويبدو أن الفترة الفاصلة بين 21/10/2005يوم صدور التقرير ،وبين 15/12/2005 ستوفر فرصة كافية لالتقاط الأنفاس للطرفين الأميركي والسوري اللذين يتوازنان على حبل الابتزاز المتبادل ، وربما تحل المسائل بينهما بالطرق الودية، فذاك في المستنقع العراقي وهذا في الشأن الداخلي وكلاهما يغذي أزمة الآخر،بنفس القدر الذي يحتاجان به لبعضهما في جميع الملفات العالقة بينهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال