الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يغامر الروس بخوض حرب خطيرة في الشرق الأوسط

عزيز الدفاعي

2015 / 9 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لماذا يغامر الروس بخوض حرب خطيرة في الشرق الأوسط
عزيز الدفاعي
يقول احد أقطاب السياسة العالمية في مقارنته لاختلاف التعامل بشان السياسة الخارجية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا منذ عهد القياصرة ولغاية ألان : ان الأمريكيين يمارسون في سياستهم الخارجية لعبه (البوكر) بينما يبرع الروس في لعبه الشطرنج التي يتعاملون من خلالها مع الصراعات الخارجية بنفس الصبر والدهاء والحذر .
بمعنى أخر ان الأمريكيين يلجئون دائما الى التكتيك في الأجل القصير بهدف الفوز وتحقيق مصالحهم أما الروس فان التكتيك يجب ان يكون جزءا من إستراتيجية بعيده المدى .
الى أي مدى تنطبق هذه الرؤيا على الصراع الروسي الأمريكي الراهن من البحر الأسود حتى البحر الأبيض المتوسط التي ظهرت للعلن خلال الدورة 70 لللامم المتحدة التي حضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد غياب استمر لعشر سنوات واستطاع خلالها ان يخطف الأضواء من جميع رؤساء دول العالم متحديا القطب الأوحد لا بل انه اتهم الولايات المتحدة الأمريكية صراحة بان تدخلها العسكري في الشرق الأوسط هو السبب الرئيسي وراء انتشار الإرهاب وأزمة اللاجئين وإضعاف دول مثل العراق وليبيا وسوريا باتت وحده أراضيها إمام خطر محدق من قبل الإرهاب الذي رفض من خلاله التوصيف الأمريكي بان هناك معتدلين او متطرفين بل ان جميعهم إرهابيون مستشهدا بتدريب المخابرات الامريكيه مؤخرا لمعارضين سوريين وصفتهم بالمعتدلين سرعانما التحقوا وأسلحتهم الامريكيه بجبهة ألنصره ؟

انه فصل جديد من الحرب البارده تطل مجددا لم يتفق خلالها الأمريكيون والروس بسبب تقاطع المصالح لا خلال لقاء لافروف- وكيري الذي لم يحسمه اللقاء المطول بين بوتين واوباما رغم كل التصريحات الدبلوماسية حول التفاهم بينهما بشان محاربة الارهاب ..
. لكن واشنطن اعترفت ان هناك خلافات جوهرية بين الدولتين لازالت تعيق التوصل الى أي اتفاق باستثناء التفاهم على عدم حصول صدام عسكري بينهما في الشرق الأوسط على غرار ما تم التفاهم بين الروس والاسرائليين خلال زيارة نتنياهو الفاشله لموسكو مع إصرار الروس وتصميمهم على محاربه الإرهاب بكل الأدوات والسبل باستثناء التدخل البري فيما أعرب الإسرائيليون وعدد من قاده الناتو عن تخوفهم من أسباب نشر الروس صواريخ مضادة للطائرات بعيده المدى في اللاذقية يصل مداها الى 300 كم بينما لا تمتلك داعش أي طيران ؟

سوريا ظاهريا هي محور الخلاف بين واشنطن وموسكو لكن على الجانب الأخر هناك أزمة صراع أخرى بين الشرق والغرب تتعلق بأوكرانيا وشبه جزيرة القرم حيث اتهم بوتين الناتو بان توسعه من بحر البلطيق الى البحر الاسود كان وراء ألازمه ألراهنه في البلقان.
ومن هنا اعتبر المراقبون الغربيون ان الحضور العسكري المفاجئ والقوي للروس في الشرق الأوسط هو نقله شطرنج نوعيه تبعث برسالة واضحة لواشنطن وحلفاءها ان عليكم رفع العقوبات عن روسيا والاعتراف بما جرى في القرم ... انها استراتيجيه عض الأصابع وربط ملفات الصراع الإقليمية يبعضها ؟

الروس رفضوا حضور مؤتمر مكافحه الإرهاب الذي دعا له اوباما و الذي اعتبروه تأكيدا اخر على تخطي واشنطن للمنظمة الدولية وقدموا البديل هذا اليوم مشروع قانون لمحاربة الإرهاب بكل إشكاله من التجنيد الى التمويل والتحريض ونقل السلاح واستخدام تقنيات التواصل ألحديثه بعد ان اثبت التحالف الأمريكي لحرب الإرهاب بعد مرور عام كامل انه كان فاشلا تماما باعتراف الأمريكيين والغربيين الذين باتوا مقتنعين ان بقاء الأسد أفضل من انتصار التطرف وداعش وتمزق سوريا وقد أقلقتهم أزمة اللاجئين من المنطقة المرشحه لمزيد من التوسع وهنا تقاطعوا مع واشنطن التي لا ترى حلا سوى برحيل الأسد مقابل تعاونهم مع طهران وموسكو في الحرب ضد داعش بينما رد بوتين على اوباما ساخرا بالقول ( انا احترم زملائي الرئيس الأمريكي والفرنسي لكن لا اعتقد انهم مواطنون سوريون لكي يقرروا من يحكم سوريا)!!!

(النيويورك تايمز) كتبت يوم أمس ان ما يجري بين واشنطن وموسكو على مائدة الأمم المتحدة هو( البوكر الدبلوماسي) حيث يسعى كل طرف لإقناع الأخر بتغيير مواقفه من سبل حل الأزمة السورية ليصلا الى تفاهم بضرورة عقد لقاء اخر قريبا يضمن تعاونهما سياسيا وليس عسكريا للقضاء على داعش وهو ما يفسر رفض الأمريكيين الاشتراك في (غرفه تبادل المعلومات الاستخباريه) في بغداد بين العراق وروسيا وإيران وسوريا التي تعتبرها واشنطن تطورا خطيرا يرسم شكل تحالف عسكري ترفضه هي وتل ابيب وأصدقاءهم العرب الذين لم يفيقوا بعد من صدمه الاتفاق النووي الايراني مع الغرب الذي مثل اعترافا امريكيا غربيا بدور طهران الإقليمي على حساب مناؤيها العرب الذين يشعرون ان ادارة اوباما خذلتهم
94 دقيقه من اللقاء بين بوتين واوباما لم تفلح في كسر جدار الخلاف بين القطبين حول قضايا الصراع في اوكرانيا وسوريا والتي غاب عنها ذكر العراق بعد حوالي عامين على اخر لقاء جرى بينهما رغم تفاهمهما على وحده الأراضي السورية
لكن الرئيس الأمريكي الذي يمضي الأشهر الاخيره من فتره ولايته لن يغير في إستراتيجية بلاده لمواجهة الإرهاب في الشرق الأوسط التي تحتاج لموافقه الكونغرس ويصر على ان لا حل في سوريا مع بقاء الاسد الذي يتهمه باراقه سيل من الدماء .... فيما يواصل الجسر الجوي الروسي نقل السلاح والعتاد المتطور الى سواحل البحر المتوسط والاستعداد للمضي في قرع طبول الحرب التي بدا اول ايقاع لها في نيويورك من خلال خطاب بوتين وسيمتد الى الشام وربما العراق وهي نقلات شطرنج جريئه باتت تحرج البيت الأبيض وتقلقه كثيرا فيما لو نجح الروس مع حلفاءهم في توجيه ضربات نوعيه لداعش خلال الأشهر القادمة ستظهر عجز واشنطن وتضعف من فرص المرشح الديمقراطي للفوز بالرئاسة.
لكن في المقابل هناك من يرسم سيناريو أخر قد تتغير من خلاله التحالفات سرا بحيث يدعم الأمريكيون المقاتلين في سوريا والعراق لتوريط الروس في حرب شبيهة بما جرى في أفغانستان بعد عام 1979 ستنال أيضا من إيران والعراق وسوريا وحزب الله .

في عام 1956 لم يجد الرئيس ا الشيوعي اخروتشوف وسيله للتعبير عن رفض الاتحاد السوفيتي للعدوان الثلاثي على مصر سوى ان ينهال بحذائه على منصة المنظمة الامميه متحديا اكبر الإمبراطوريات الغربية وإسرائيل ليفتح بعدها صفحه طويله من التعاون العسكري والسياسي مع العالم العربي . .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل