الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفلا تستحون

حسين جاسم الشمري

2015 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كنت ابن التاسعة من عمري, فتحت عيناي على اشياء اختلفت فيها كثيرا عن اقراني واصدقاء تلك الطفولة البريئة, لاني كنت اقرأ الحياة بغير ما يقرأون, وكانت احلامي ويقظتي تختلف عما يفكر به الاخرون, فقد حلمت بان اكون طيارا حربيا, وتارة ان اصبح طيارا مدنيا, واخر ما فكرت به ان اكون (اعلانيا) نعم ليس اعلاميا انما اعلانيا هكذا كنت افهمها, وقد علمونا أهلينا كيف نكون صادقين وكيف نصبح امناء ولا نسرق ولا نتجاوز على حقوق الاخرين ولا ندخل بيوت الجيران بدون استئذان, وكان ياماكان في قديم الزمان انهم قالوا لنا (ان من يسرق يذهب الى النار, من ينافق يذهب الى النار , من يرائي يذهب الى النار)... كلها نار في نار حتى اصبحنا لا نملك غير قوة التسامح والابتعاد عن كل تلك المتاهات, ومرت الايام وافصحوا لي باني كنت (وكيحا) اي بالمعنى مشاغب في صغري, لكن كل ما اعرفه من طفولتي اني كنت حساس لدرجة الحرف وليس الكلمة وعندما كان احدهم يوبخني فاني اسهر مع النجوم واحسبها كلها.... كبرنا وكبرت معنا الايام وبقيت معنا تلك التوصيات ...وللحظة افكر بان السارق يذهب الى النار لان امي قالت لي ...اياك والسرقة... وكل تلك المآثر والنصائح قد صبت بمصالح حياتي واخوتي لانها جاءت من منبع يريد لنا الخير في الحياة وفي الاخرة.
وعندما كبرنا وكبرت معنا احلامنا وجدنا انفسنا تائهين في معترك منزلق, لاننا نرى بام اعيننا ان السارق واللص والمرائي والمنافق والمتسلق, كلهم اصبحوا في مقدمة الناس ويعتلون المنصة ليكونوا قادة الامة العصماء.
كل ما افكر به الان...لو احدهم شتمني او عرَاني او قدم لي اهانة على طبق من ذهب ,,هل سأنام ليلتي او تغمض لي عين ..؟
لان هذا يعني ان تربية أبي لي قد ضاعت,,,وحرص امي وكلماتها قد نهبتها الايام..فكيف انتم تنامون يا من تحكمون الخضراء ومن حولها أفلا تستحون... كيف تتحملون الكلمات البذيئة يا اعضاء مجلس النوائب.. كيف تتحملون الشتائم والسباب الذي ينعتونكم فيه كل يوم وكل جمعة..ألا تسمعون تلك الاقاويل والأهازيج, والفضائح التي تعلنها الفضائيات ووسائل الاعلام وقد وصلت وقاحتكم بانكم تتهمون فلان وعلان فيما بينكم بما تَنعتون.
الانسان الناصح والذي تربى باخلاق الاسلام يتأثر بكلمة حق فما بالكم انتم يا من تلتحفون بالدين ...ألا تعتبرون... اينكم والدين ..أينكم والاخلاق.. لكن لا حياة لمن تنادي ...الا لعنة الله على كل ظالم وسيكون (ويلٌ) الذي احضره الله للساهون عن صلاتهم لكم.
ولنا معكم وقفات وليس وقفة يا اَمعات العصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس