الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أرفع قبعتي لك يابوتين، فماذا يخفي هذا الوضوح؟
فلورنس غزلان
2015 / 10 / 1مواضيع وابحاث سياسية
أرفع قبعتي ، ليس احتراماً لمقامك كرئيس للشعب الروسي، ، وليس تقديراً لمسلكك السياسي منذ اعتليت منصبك وتداولته مع مدفيديف، وبالتأكيد ليس إجلالاً البتة لكرمك " الأخلاقي " وتميزه..بل لصدقك ووضوحك في رسم خطك السياسي ولصدق تعاملك مع من تسميهم " حلفاءك أو أصدقاءك" تقف بجلال وتخطب بهدوء ..وتعرض دون وجل أو خجل من الشعوب التي تساهم سياستك بحقنها بالمزيد من القهر والعذاب...لايهمك أحد ولا تأبه لأحد..تسير بخطى واثقة .فمن يقابلوك..أثبتوا أنهم أقل اهتماماً في عالمنا الضعيف المنهار ..عالم العرب وشرق أوسطنا الموبوء بسرطانات الأنظمة المهترئة بسياساتها العقيمة القديمة، حَصَرَهم تشددك حيال أصدقاءك في خانة "اليك."..فأوباما لا يريد قتالاً بعد اليوم ولا يريد زج أبناء أمريكا بحروب خارجية، مثلك لايأبه لجنوده ..ويخشى عودة الشاشان و غيرهم من الدول الإسلامية الملتحقة مرغمة بروسيا حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي...كما تحرص سيادتك على تثبيت أقدام قواعدك الأكثر أهمية في المياه الدافئة ..قاعدتك الوحيدة في سوريا " طرطوس"، وهاتطورت علاقاتك السلطوية بالنظام السوري ليمنحك كرتاً أبيضاً لإنشاء قاعدة جديدة في اللاذقية أوجبلة، فماذا تريد أكثر؟ ولم لاتزج بكل ثقلك لدعم هذا النظام ؟...لقد قالها أكثر من سياسي ومحلل روسي عبر الكثير من التلفزيونات الغربية والعربية..." نحن لانتدخل في سوريا دفاعاً عن الأسد، بل عن مصالحنا هناك، وبقاءه يخدم هذه المصالح ، وحربنا إلى جانبه سيجنبنا الكثير من المخاطر المتوقع نشوئها في بلادنا أو بالقرب منا ...لهذا نقطع عليها الطريق ونجتثها هناك على أرض سوريا ...خارج حدودنا...قبل أن تأتي إلينا ..وتنشر آفتها الإرهابية"...يذهب سيد الكريملين لمحاربة داعش...وهنا يلتقي مع سياسة سيد البيت الأبيض ...ومع الكثير ممن خطبوا ضد تدخله...الاختلاف يقع فقط في بقاء الأسد أو رحيله...وتوصلت الأطراف إلى بقائه ضمن الفترة الأولى الانتقالية...والتي لانعرف مدتها!!!..لم يبرز هذا التوافق بوضوح وجلاء...لكنه تُرِكَ للبحث في تفاصيله ..في لقاء مزمع قريب بين " كيري ولافروف"....طرفا الدبلوماسية القاتلة ..بابتسامة ومصافحة...تخفي ما يتم توقيعه حسب أجندات تقاسم المصالح، ...تسلط الضوء على الدور الروسي العائد إلى مصاف الند لأمريكا ، وأن يحسب حساب نفوذها في خرائط العالم الجديد، إلى جانب الاهتمام بتحالفاتها ومصالحها الهامة في الشرق الأوسط ...من خلال دورها الأساس في الحل السوري المنتظر طبخه على يدي الطباخَين الماهرَين...كيري ولافروف والمساعدين لهما في مطبخ يعني وطننا ولا نشارك في تحضير حتى أولويات المواد الضرورية له...إنما تنوب عنا كلا من " إيران، تركيا، السعودية، وإسرائيل "، وحين تنهي هذه التحالفات طبختها وتقص جوانح داعش أولاً ...وثانياً ، وثالثاً تفتت وتبعثر كل القوى العسكرية الأخرى من نصرة وفتح الإسلام، وجيش الإسلام وأحرار الشام...ثم تلحقنا بالأسد وبعض رجاله أخيراً ...من خلال توقف القتال بعد أن يُنهك الجميع ...تنضج الطبخة ...وتعود سوريا الممزقة المهلهلة ...المبعثرة جغرافياً وبشرياً، المُحَمَّلة بالحقد والكراهية إنسانياً وثقافياً ليُفرَض على تركيبتها الجديدة التعايش!...مع كل ماستحمله في جعبتها من أمراض أعوام الموت والتهجير، فأي صورة ستتفنن سياسة بوتين ـ أوباما في إعدادها لنا؟ وبأي قدرة سيمكننا العودة للتنقل بين مدن الخراب ومدن العمار المرشومة فوق مساحة سوريا ؟ كنا نقول أن طائفاً جديداً يُعَد لسوريا...لكننا اليوم أمام مخلوق مسخ جديد سيخرج من أكمام حواة السياسة العالمية والمناطقية...مسخ سيطلقون عليه اسماً يشبه سوريا ...ولاينتمي إليها.
ــ باريس 30/09/
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما الذي قدمته إيران إلى لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي؟
.. فرنسا.. مظاهرات في باريس تنديدا باستهداف المدنيين في لبنان و
.. أطفال يروون تفاصيل قصف مدرسة نزحوا إليها في دير البلح بقطاع
.. كاميرا الجزيرة ترصد غارات إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوب
.. كيف استعدت إسرائيل للقضاء على حزب الله؟