الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخبط حكام السعودية وآستهتارهم بالكرامة الإنسانية.

جعفر المهاجر

2015 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تخبط حكام السعودية وآستهتارهم بالكرامة الإنسانية.
جعفر المهاجر.
منذ أن أوجد آل سعود دولتهم الظلامية على أرض نجد والحجاز بالقهر والغدر والوقيعة وسفك الدماء . وعلى مدى مئة عام ونيف يقوم ملوك هذه العائلة الباغية الذين شيدوا عروشهم على جماجم الفقراء بأبشع الإنتهاكات الإنسانية من خلال الكبت والقهر والسجون المظلمة الجاهزة لكل شخص يبدي تململه ضد هذه العائلة الباذخة الفاسدة الظالمة التي لم تعرف في قاموسها يوما معنى لحقوق الإنسان لكي يُزج فيها وتنقطع أخباره عن عائلته وعن العالم الخارجي ويصبح مصيره مجهولا.
وبين آونة وأخرى تكشف منظمات حقوق الإنسان من هذه الإنتهاكات الفاضحة في هذه المملكة لكن يتراكم عليها غبار النسيان ، وتزداد وتيرة تلك الإنتهاكات ولا تلقى أي اهتمام يذكر من حكام آل سعود الظلاميين.وقد أصدرت منظمة العفو الدولية مؤخرا بيانا ونددت بالأوضاع السيئة لحقوق الانسان في السعودية مطالبة بمحاسبة الرياض على عدم وفائها بوعودها لتحسين هذه الاوضاع. وقالت المنظمة في بيانها الذي كان تحت عنوان : (المملكة العربية السعودية وعود لم تنجز.)
(ان المملكة تقاعست في كل مرة عن الوفاء بوعودها بمعالجة الأوضاع السيئة لحقوق الإنسان في البلاد. ونقل البيان عن فيليب لوثر مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة قوله : ثبت أن الوعود السابقة للمملكة العربية السعودية, ليست سوى فقاعات من الهواء الساخن. والمملكة تركن إلى نفوذها السياسي والاقتصادي لمنع المجتمع الدولي من انتقاد سجلها السيئ من حقوق الإنسان. وأضاف ان السلطات السعودية تقاعست عن تنفيذ أي من التوصيات التي وردت في المراجعة الأخيرة التي قام بها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المعروفة بالمراجعة الدورية العالمية والتي أجريت عام 2009 . واوضح انه منذ أربع سنوات ذهب الدبلوماسيون السعوديون إلى جنيف وقبلوا بسلسلة من التوصيات من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان في بلادهم. ومنذ ذلك الحين لم تقم السلطات السعودية عن القيام بأي فعل فحسب بل إنها صعدت من القمع. ودعا لوثر المجتمع الدولي الى محاسبة هذه السلطات على ما حدث لجميع الناشطين السلميين الذين اعتقلوا اعتقالاً تعسفياً, وعذبوا أو سجنوا في المملكة العربية السعودية منذئذ. واوضحت المنظمة ان التقرير الذي اعدته تمهيدا لاجتماع جنيف يعطي تفاصيل المداهمات الجارية التي تشمل القبض والتعذيب التعسفيين ، والمحاكمات غير العادلة، والتعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة على مدار الأعوام الأربعة الماضية وأوضح البيان كيف يواجه النشطاء ومؤيدوا الإصلاح في البلاد الإجراءات القمعية التي تشمل إلقاء القبض التعسفي, والاعتقال دون تهمة أو محاكمة والمحاكمات غير العادلة ومنع السفر . ولفت التقرير خصوصا الى وضع اثنين من مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية” التي تأسست في 2009 “وأصبحت واحدة من أبرز منظمات حقوق الإنسان المستقلة في المملكة. وقال انه “في 9 مارس/ آذار حكم على اثنين من مؤسسيها – الدكتور عبدالله بن حامد علي الحامد 66 عاما بالسجن عشرة أعوام, ومحمد بن فهد بن مفلح القحطاني 47 عاما بالسجن 11 عاما. وبعد الإفراج عنهما سوف يظلان ممنوعين من السفر لمدة 10 سنوات على الأقل. كما سجن غيرهم من الأعضاء المؤسسين للجمعية أيضا . واضاف التقرير ان المحكمة قررت أيضا حظر الجمعية ومصادرة ممتلكاتها وإغلاق كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي . واعتبر لوثر ان هؤلاء الرجال سجناء رأي يجب إطلاق سراحهم على الفور ودون قيد أو شرط. فنشاطهم السلمي ضد انتهاكات حقوق الإنسان يستحق الثناء لا العقاب. والطرف الجاني الوحيد هنا هو الحكومة السعودية. واكدت العفو الدولية في تقريرها ان التعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة متفشية في المملكة العربية السعودية وتمارس دون عقاب. وبعض الطرق الشائعة تشمل اللكمات والضرب بالعصي والتعليق من مفاصل ألأقدام أو المعاصم في السقف أو باب ألزنزانة والصعق بالصدمات الكهربائية للجسم والحرمان من النوم لفترات مطولة والسجن في زنازين باردة . وأضاف ان اعتماد المحاكم الهائل على الاعترافات المنتزعة غالباً تحت وطأة التعذيب أو الإكراه أو الخداع قد عزز من هذه الانتهاكات . واوردت المنظمة في تقريرها شهادات جمعتها من اشخاص اكدوا تعرضهم للتعذيب وشرحوا لها بالتفصيل وقائعه. كما لفت التقرير الى ان كثيرا من هذه الانتهاكات ضد مدافعي حقوق الإنسان. لكن كل هذا لم يعترف به آل سعود ويعتبرونها لاتساوي قيمة الورق الذي كتب عليه هذا التقرير.)
هذا هو جانب من التقرير الذي لم يكشف إلا الجزء القليل من إنتهاكات حكام آل سعود في مملكتهم المغلقة ولو تم كشف كل جرائم هذه العائلة بحق الشعب السعودي وشعوب عربية أخرى كالشعب اليمني والشعب السوري والعراقي بكل تفاصيلها لأصيب كل إنسان تهمه حقوق أقرانه من البشر بصدمة ،وما خفي كان أعظم وأشد بلاء وهولا.
وقد أثبت الحادث الرهيب في منى الذي أودى بحياة آلاف الضحايا من الحجيج مدى العنجهية المفرطة ،والتخبط واللامبالاة والتعالي الفارغ الذي أبداه حكام هذه المملكة إبتداء من الملك إلى نائبه إلى وزير خارجيته إلى وزير صحته و كيف أعلنوا إستهتارهم المفرط بأرواح حجاج بيت الله الحرام بعد أن رموا الكرة في سلة الحجاج أنفسهم، وتنصلوا من كل مسؤولياتهم الشرعية والأخلاقية في الحفاظ على أرواح ضيوفهم ومنع حدوث مثل هذه الحوادث المأساوية التي هزت الضمير الإنساني ولم يهتز لها جفن من جفون هؤلاء الأعراب القساة الأجلاف الذين يحكمون شعبهم بالحديد والنار ولا يهمهم شيئ في هذه الدنيا سوى الإبقاء على عروشهم العفنة.
وكل متابع لموسم الحج كان يسمع التصريحات العنترية الكاذبة من المشرفين على موسم الحج وكيف إن إمبراطوريات إعلامهم كانت تطلق أكاذيبها دون خجل مثلما يطلق الحبل على الغارب ، حيث كررت وآدعت عشرات المرات إن المسؤولين في ( مملكة المجد ) قد أكملوا إستعداداتهم وتحضيراتهم التامة لآستقبال الحجيج وتهيئة كل وسائل الراحة والإطمئنان لهم بعد أن هيئوا مئة ألف من قواتهم للحفاظ على سير عملية الحج وتنظيمها، لما تتمتع به كوادرهم الفنية من خبرة عالية ، وقدرة فريدة للحفاظ على أرواح الحجاج ، ولكن كل تلك التبجحات والمبالعات كانت للدعاية فقط وأثبت الوقائع إنها إدعاآت خاوية ، وقطعت الشك باليقين إن أرواح البشر ليست ذات قيمة في عرف مسؤولي هذه المملكة القمعية ، وإن كوادرهم التي كانت على أهبة الإستعداد للتعامل مع أي حدث طارئ ، بعد أن نسجوا حولها هالة من القدرة الفائقة والوعي التام لم تكن إلا زوبعة في فنجان.
ومن مهازل القدر أن يخرج واعظهم الأول الذي تعود لسانه على أن يجعل من حكامه أنصاف آلهة وإنهم أشجار باسقة وارفة الظلال تؤتي أكلها كل حين وهم دائما فوق الشبهات والجميع يعرف بأنه يدعو لهم دائما بطول العمر صباح مساء فلا عجب أن يقول لحاكمه الظالم القاتل أحسنت ، وللمظلوم أسأت وهو الجاهز دائما لتأييد ملكه وحكامه تأييدا أعمى لذا خرج بفتواه البائسة وأعلن (أن القضية كانت قضاء وقدرا.) وكفى الله المؤمنين شر القتال. وهذا هو شأن وعاظ السلاطين في كل زمان.
ولم تكن هذه الكارثة المروعة هي الأولى في موسم الحج فقد فقد أكثر من عشرة آلاف حاج أرواحهم في حوادث مختلفة ناجمة عن الإهمال والفشل اللذان رافقا هذه السلطات على مدى أكثر من ربع قرن ولم يعد موضع شك وتبرير بعد اليوم . وقد شهد وسمع العالم الإسلامي تلك التبريرات الواهية المفضوحة على مدى السنوات الماضية.
ويتساءل شهود الحادث المروع مامعنى ان يتأخر اسعاف الجرحى من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً في شدة ذلك الحرّ .؟وما معنى أن توضع كاميرات المراقبة ووسائل الاتصال الحديثة التي جهّز بها أمن آل سعود، خاصة وان طائراتهم العمودية كانت تجوب سماء المنطقة قبل حدوث الكارثة.؟
وما معنى هذا التضارب في أعداد الضحايا وقد مضى مايقارب الإسبوع على الحادثة والدول تطالب بجثامين ضحاياها والكثير من جثثهم مازالت محتجزة ؟ وقد كشفت إيران إن شخصيات عسكرية وسياسية مهمة قد اختفت .ولابد أن وراء الأكمة ماوراءها بعد أن رافق الغموض الذي تعمدته الجهات السعودية المسؤولة حول العملية ولم تكن السلطات السعودية شفافة في كشف جميع الحقائق المتعلقة بهذا الحادث الجلل. خاصة وإن الكثير من الشهود قد دحضوا بشهاداتهم وسائل إعلام آل سعود وهذا جانب يسير من تلك الشهادات :
يقول أحد الشهود: بعد ساعات من تكدس الجثث والمصدومين جاءت مجموعات من الدفاع المدني وأخذوا يدوسون بأحذيتهم على الاجساد دون ان يسعفوا المغمى عليهم.
ويضيف شاهد آخر: كان بالإمكان انقاذ حياة العشرات بأبسط وسائل الاسعاف الصحي لكن الحجاج تُركوا مكدسين على الارض في درجة حرارة تفوق الـ 44 مئوية .
ويؤكد شاهد ثالث: ان الأمن السعودي قد أغلق العديد من البوابات مما أدى إلى تكدس الحجيج وتدافعهم مع وجود اكثر من 100 الف حاج في الشارع المذكور لم يسمعوا غير صيحات ( ارجع يا حاج) ولم يكن هناك أي مجال للرجوع وسط ذاك الزحام الشديد، وكان السبيل الوحيد هو فتح الطريق امام الكتل البشرية لتكمل مسيرها لكن ذلك لم يحدث لسبب غامض .
ويقول حاج مصري بدا عليه الإضطراب بعد جدل حاد مع موظفي الاستقبال في مستشفى منى الطوارئ يقولون إن اسم جاره البالغ من العمر 36 المفقود ليس مسجلا عندهم.
وقال هذا الحاج لقد زرت جميع المستشفيات ولم اتمكن من العثور عليه، ثم قالوا لي اذهب إلى المشرحة ولم أجده بين الجرحى أو الموتى.
وكان حاج مصري آخر يغادر المستشفى باحثًا عن صديق له يقيم في المنطقة ذاتها من مدينة الخيام في منى وهو يقول أنا لا أستطيع وصف هول ماحدث .وزوجتي الآن منهارة في المخيم ولم يعد بإمكانها إكمال مناسك الحج . أما المصري محمد بلال فكان يصعد وينزل السلالم باستمرار بحثا عن والدة صديقه البالغة من العمر 60 عامًا لكن دون جدوى، ولم يعد بالإمكان الاتصال بها بعد أن أغلق هاتفها منذ الحادث.
لقد أدلى العديد من الذين نجوا شهادات مروعة كلها تدين الأمن السعودي ومن يقف وراءه وتدحض تلك الشهادات إدعاآت آل سعود بأن الحجاج هم الذين قتلوا أنفسهم .!!! وما هي الا أقاويل باطلة باهتة تدل على الإستخفاف التام بالحياة البشرية ولا يقرها شرع ولا قانون . وإن آل سعود مهما آدعوا فإنهم لايستطيعون التنصل من الحادث المأساوي الرهيب ويجب على المنظمات الحقوقية في العالم إدانتهم وتقديمهم للعدالة لو بقي منها شيئ .
ففي كل دول العالم حين يخفق مسؤول في أداء مهمة خطيرة موكولة إليه تتعلق بأرواح آلاف الناس ويفشل في ذلك فلابد أن يعتذر ويعترف بخطئه ويتعرض للمساءلة القانونية أما في مملكة الشر والبداوة والتخلف والصلف والعنجهية فإن الأمر مختلف لأن الجلاد هو الحاكم والحكم ولا يجوز إنتقاده ولو بكلمة بسيطة . ولابد أن تقدم البلدان التي فقدت أرواح مواطنيها الإعتذار لدهاقنة هذه المملكة الظلامية التي لم يعرف أقطابها معنى للكرامة البشرية. حتى الرافعة التي هوت على رؤوس ما يقرب من 400 إنسان وقتلت اكثر من 100 منهم كانت قضاء وقدرا. كما ان وجود آل سعود في الحكم كان بأمر من الله لإنقاذ العباد .!!!
إن تمادي آل سعود بغيّهم وصلفهم وجرائمهم وتصريحاتهم المتشنجة المتناقضة سببه هذا السكوت المريب من منظمات حقوق الإنسان ومن الكثير من اصحاب الاقلام الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس لحكام هذه المملكة الظلامية الذين يسيرون في الفلك الأمريكي الصهيوني، ويملكون المال الوفير، ويظنون خطئا إن أموالهم وحصونهم وقواعد أسيادهم ستحميهم من غضب المظلومين بعد أن تجاوز ظلمهم وآستهتارهم بحقوق الإنسان إلى حدود مرعبة .
وما يحدث في اليمن منذ سبعة أشهر من أعنف الغارات الوحشية التي خلفت وراءها دمارا هائلا وعشرات المجازر البشرية وآخرها مجزرة مدينة مخا التابعة لتعز حيث أجهزت إحدى طائراتهم على خيمتين أقيمتا لحفل عرس ذهب ضحيتها أكثر من 135 ضحية بينهم 80 إمرأة و40 طفلا تدل دلالة قاطعة أن آل سعود قد تحولوا إلى أمراء حرب في المنطقة العربية. ولا أدري إلى متى سيبقى العالم ساكتا على هذه الإبادة البشرية التي يقوم بها حكام آل سعود القتلة الذين أثبتوا بالدليل القاطع إنهم من أشد المستهترين بالكرامة الإنسانية. وإنهم لايملكون المؤهلات لإقامة موسم حج آمن يمر بسلام ويرجع بعدها كل حاج إلى أهله ووطنه سالما.
إن هذه الفاجعة، والفواجع التي سبقتها في هذا الموسم أو في المواسم السابقة، تؤشر بما لا يقبل الشك، بل تؤكد أن النظام السعودي غير كفوء في إدارة شؤون الحرمين الشريفين، وغير جدير بهذه المهمة المقدسة نظراً لإخفاقاته المتكررة في كل المواسم تقريباً وفشله في تنظيم وإدارة جموع حجاج بيت الله الحرام، أثناء أداء مراسم الفريضة، وهذا ما أكده أكثر من مسؤول إسلامي في الدول الإسلامية ولم يقتصر على الايرانيين فقط حتى يوجه باتجاه الصراع السياسي.
وإذا لم تجد حكومات الدول الإسلامية حلا لهذا الإستهتار بحياة البشر من قبل حكام آل سعود فسيشهد العالم الإسلامي المزيد من الضحايا في المواسم القادمة للحج.
جعفر المهاجر.
1/ 10/ 2015م .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل