الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استئناف حركة التاريخ من جديد

طاهر مسلم البكاء

2015 / 10 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


عام 1989 نشر فوكوياما الكاتب الأمريكي، الياباني الأصل مقالا ً بعنوان (نهاية التاريخ ) أكد فيه ان ديمقراطية أمريكا الليبرالية تشكل خاتمة التطور الأيديولوجي للأنسانية واننا كبشر بلغنا الشكل النهائي لأي حكم انساني مستندا ً في ذلك الى ماحصل من امر واقع عند انهيار النظام الشيوعي وتسيد أمريكا العالم .
وعقب احداث 11 سبتمبر 2001 دعا بوش الأبن المفكر الأمريكي هنتنغتون الى البيت الأبيض ودعاه بنبي امريكا ،لقد كانت امريكا ورغم احداث 11 سبتمبر ،تشعر بالقوة و انها في قمة الفتوة ،حيث خلى العالم لها بعد انهيار السوفيت ومعسكره الشرقي .
أبرز ماكان ينظّر له وقتها هنتنغتون ان سقوط الشيوعية قد أزال عدوا ً مشتركاً للغرب والأسلام وترك كلا ً منهما ليصبح الخطر المتصور على الآخر ،ودعا الى اليقظة من الخطر الأسلامي :
( الأسلام هو الحضارة الوحيدة التي جعلت بقاء الغرب موضع شك ،وقد فعل ذلك مرتين على الأقل ،في الفتوحات العربية الأسلامية والثانية في توسع الدولة العثمانية ) .
وقع هنتنغتون وفوكوياما وقائمة من مثقفي أمريكا ،بلغت الستين ،وثيقة أيدوا فيه ما أسموها الحرب الأنسانية التي تخوضها أمريكا ضد الأرهاب في افغانستان ،وبعد ايضاح المبررات التي دعتهم لتوقيع هذه الوثيقة ،إعتبر الموقعون ان الغالبية العظمى من مسلمي العالم منقادون بتعاليم القرآن ،ويتمتعون بالأحترام والأيمان وحس السلام ، وأن الأسلام يقف ضد الوحشية ،وان العلماء المسلمين أقروا على مر العصور ،ملتزمين بتعاليم القرآن وبمثل النبي محمد ، ان القتال في سبيل الله (الجهاد) يحرم القتل العمد الذي يستهذف غير المقاتلين .
أغطية للأيغال في الدم الأسلامي :
مع ان بريجنسكي دعا الى عالم متعدد القوى يتشارك في مسؤولية ادارة العالم غير ان واقع السياسة الأمريكية بدى سائر بتأثير أفكار هنتنغتون وفوكوياما و تحت مثل هذه الأغطية وغيرها أوغلت أمريكا وحلفائها الغربيون بدماء المسلمين في مختلف بقاع الأسلام ولاتزال تؤدي هذه المهمة ،فمن افغانستان الى العراق وفلسطين وليبيا والسودان وسوريا ولبنان والصومال واليمن والبحرين وغيرها سواء بصورة مباشرها او بواسطة عملائها في المنطقة قتل ولايزال يقتل الآلاف من النساء والأطفال وتهدم البنى التحتية لدول الأسلام وخاص العربية منها ،وكانت الحجة نشر الحرية والديمقراطية الأمريكية !
ان التفرد والغطرسة وغياب العدالة الدولية أدى الى بروز وولادة تكتلات دولية لموازنة الهيمنة الأمريكية التي كانت الطابع المميز لفترة التفرد الأمريكي بالعالم .
روسيا وخيبة الأمل بالسياسة الأمريكية :
مع ان اعلان موت الأتحاد السوفيتي قد تم بانزال العلم الأحمر من برج الكرملين عام 1991 غير ان روسيا بقيت متأرجحة ولكنها فضلت ان تكون عصية على الأمريكيين الذين حاولوا لفها بعباءة الحلف الأطلسي ،وبرزت للروس حقيقة امريكا واضحة عند ضرب صربيا رغم معارضة روسيا وبدأت تنظر الى انضمام دول السوفيت السابق الى الناتو سياسة موجهة للتضييق عليها ،ومن الممكن ان نقول اليوم انها تمكنت من لعق الجراح وتمكنت من تكوين تحالفات مهمة على الساحة الدولية مثل مجموعة البريكس ،كما ان علاقاتها المتميزة مع الصين وايران مكنتها من منع سقوط سوريا نهائيا ً كما حصل في ليبيا والعراق وهي اليوم بوقوفها عسكريا ً على رأس تحالف ضد الأرهاب، موثوق به من الدول المتضررة يبرز مصداقيتها الدولية أمام نكوص أمريكا وخداعها في مواجهة الأرهاب بالمنطقة ،فهل نعلن عن استئناف حركة التاريخ من جديد بعد ان توقف بالفوضى والهيمنة الأمريكية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية