الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساتي مع أمي

نور الحسين علي

2015 / 10 / 2
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


ه ·

"تعبت وأنا أحاول أقناع أمي بأفكاري الجديدة رّدت فعلي وفعلها كانتا قويتان هي تحاول صدّي وانا أمزق نفسي في الدفاع عن ماهيِتي الجديدة أما أبي كعادته يبتسم ويقول: دع البنت وشأنها هذه "نوكتي" أخذت كوب الشاي الساخن جداً كأنني أود تعذيب نفسي بأرتشافه جلست جنب الشرفة المطلة على شارعاً عريض من غرفتي أطالع حركة السير "هدوء " أحتضنت ساقيّ جيداً بدأت أرّدّ من هي حتى تمنع عليّ التفكير من تحسب نفسها أهي عقلي ام تلك الخلايا التي ستموت نتيجة العصبية الزائدة أم تراها تنزعج من قولي وترديدي كلاماً ينافي ماتريده؟!
لحـضة من هي يا ترى!
كأن التاريخ فلم وثائقي يعرض بشاشة سينما كبيرة يمر من بين عينيِّ أمي أجل امي تمسك بيدي تقول: سأصورك أمسكِ هذه الوثيقة كأنها شهادة تخرج !
انا:ههههه ،ماما انا لم ادخل المدرسة حتى متى سأتخرج؟
هي:لاعليكِ ،لاعليكِ سيأتي يوماً وتحملين الحقيقية وتذكري هذا الموقف!
آوه يا آلهي يفصلني عن موعد تخرجي ستة أشهر لامحالة ستتحقق نبوءة أمي!
كنت أشعر دائماً كأن أمي قديسة او ملاك من السماء خاص في الله بعثها لي ،محبة الرب لي تجسدت في أمي!
درَس الرياضيات كان معقداً كنت غبية لاتفقه بأصول النسبيات شيئاً تعيد الكلام مراراً وتكراراً وأنا انَصت نعم،نعم فهمت وعندما تأتي لـ أختباري أفشل!
تكاد تجهش من البكاء وتررد بلغة لُست أفهمها "أتراها تتحدث بلغة الرب ام لغُة فارسية" حسبت أنها تقول:لما خلقت لي بنتاً غبية كـنورة؟!لاتفقه بقواعد العلميات رقماً!
تذكرت لحظات مرضي الكثيرة الحرارة المرتفعة ،الفلاونز،الربو العقيم،كيف كانت ترفض أن يحملني أحداً وأنا البعيدة من وزنها النحيف؟ تضع مقبس الهواء على نصف وجهي وتبدأ جولتها الإيمانية بالإدعية والإيات القرآنية وأنا أنظر لها وأقول فقط فقط لو أشفى لجعلت الجنة تحت يديك آماه!
كبرت أصبحُت أنسة أطالع أهتمامها بنفسها أريد أن اصبح مثل امي هي قدوتي حقاً اريد أن أدرُس اللغة الإسبانية عندما أغضب أتفوه بالعبارات تلك التي كانت ترددها دائما "خو،پته آوه"مممم لا أتذكر بالتحديد ماكانت! ولكن حتى لو تعلمت الإسبانية لن أصل لجمالها الأوربي أنها مشعة جميلة جداً أصاب بلعنة الخجل عندما أسيرُ معها في مكان يُـصدم الناس عندما أناديها "ماما"ف يبدأون :أمك؟!أحقاً هذه أمك! كأنها أختك او صديقتك
ممممم
☺-;-
هي تضحك وانا ابتسم خجلاً
حتى هذه الكلمات لولاها لم أستطع تدوينها ماضياً كنت أراقبها وهي تقرأ؟
كتُب كثيرة،مجلات،صحفًُ يومية وتدعوني للمشاركة أقريّ هذا "نور ده شوفي هذا صدقة لله شون يحجي،أقري مقالاته كل يوم"!
كنت فخورة بكِ كثيراً بين صديقاتي أيام الاعدادية فعندما يصبح الحديث عن أسماء الآمهات الاغلبية تصمت خجلاً وأنا المتحمسة لدوري بالكلام:أمي تدعى "هدى"وانا نور أذاً نور الهدى!
أشتاق لـ أجتماع الأهل في المدرسة سعيدة أراكض الجميع أمي ستأتي لتسأل عليَّ واوو سأتباهئ بشكلها بزّيها الحضاري بلكنتها غير العربية فتبدأ تنثال الاسئلة عليّ هل أمك عربية؟هل هي كردية!
ويأتي دوري في التفلسف عليهن!
أبتسمت وأنا اكتب هذه الذكريات الجميلة قالت روحي:أليس هناك ذكريات سيئة تجاها مممم قد تكون في وقتها عندما وبختني :لاتصاحبي هذه الفتاة ،الصاحب ساحب هذه الفتاة "عِرمة" "دير بالج تنعدين منها"!
كان حلما أنّ تصبح أبنتها البكر مدرسة لتفخر بين نسوة الحيَّ ويقال:أم المدرسة!
أجبرتني على دخول تلك الكلية التي أدعوها "لغوة عربية" سُـرق أول حلماً لي بأن أصبح قانونية!
"ماما انتِ من برج الحوت وذولة يكونون عاطفين لذلك أخذي حقوقج بعدها دافعي عن حقوق غيرح"هذا ما ترددهُ دائما عندما نأتي بسيرة القانون!
أنـا صنيعة هذه "الهدى"فعلاً ولكنني بدأت بالتمرد على أفكارها ، وهذا دِلّيّل نجاح تدريس المعلم أن يعارضهُ تلميذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل روجت منظمة العفو الدولية لارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب؟


.. برنامج اليوم | حقوق المرأة المطلقة عربيا




.. مصر | معاناة مستمرة للمرأة المعيلة بعد الطلاق


.. إحدى الحاضرات منى الحركة




.. مسرحية حياة تروي قصص لبنانيات من مدينة بعلبك