الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دورس *الربيع* العربي

محمد البوزيدي

2015 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


من دورس *الربيع* العربي

قبل سنوات قليلة مضت، اجتاحت منطقتنا العربية أحداث ووقائع تكتلت وامتدت لتشكل ما يطلق عليه البعض بالربيع العربي والذي اقترن بمصطلح جديد ظهر فجأة من رماد التاريخ عنوانه *الثورة *.
لقد تابع الجميع كيف صنع الإعلام عامة والفضائيات خاصة ثورة حقيقية في أذهان الجميع ، وبين عشية وضحاها أصبح مصطلح التغيير شعار من لا شعار له ،وفأس معول حاد كسر وحطم كل القيود الذاتية والموضوعية ،وأصبح الجميع يلحظ تغييرات شتى تحيط بمختلف أنحاء الوطن العربي الذي كان قد وصل ولا يزال مرحلة من الركود والقهر والعهر السياسي جعله متفردا وحالة شاذة في العالم.
وبعد فترة على *الحقبة* التاريخية التي مرت يمكن التوقف عند ملاحظات مازال مثار جدل بين المحللين لدرجة انها ليست دروسا نهائية بل يمكن اعتبارها نظريات مازالت تجرب على موائد التجارب الإنسانية و التييمكن اختصارها في نقاط اهمها :
1. إرادة الشعوب التي اعتقدنا أنها لا تُقهر، ثبت فعلا أنها تقهَر هي نفسها من طرف ذاتها مدنيين وعسكريين،فلم تكن الجيوش التي توهم الجميع أنها مع الثورة في مصر صادقة في قناعاتها،ولم تكن الجماهير التي خرجت للمطالبة بإسقاط مبارك حقيقية فعلا، فهي من صوتت على رمزه احمد شفيق في الانتخابات الرئاسية التي نظمت بعد ذلك، وهي التي اعتصمت للمطالبة برحيل مرسي، وهي التي لم تحمي خطف الجيش لفترة من عمر مصر بغض النظر عن موقفنا من جماعة الإخوان المسلمين . كما أن انتخاب الشعب التونسي الشاب لكهل كان من رموز بن علي ضدا على مناضل يساري خبر السجون والمنافي يطرح أكثر من أسئلة عميقة عن طبيعة تفكير الشعوب .
2. إن المبدأ الرئيس الذي يتحكم في سلوك الدول الغربية هو المصالح المتنوعة واللحظية خاصة الاقتصادية منها فرغم كل الصهيل الذي رافق فترة 2011 لكنها عادت إلى سابق عهدها من التوافق مع كل نظام يحمي مصالحها.
3. غياب رؤية قوية لليسار في بلداننا العربية وتجلى ذلك في الغياب الفعلي على الساحة تنظيرا وتنفيذا .
4. الدور الكبير الذي أصبحت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي في إثارة الأسئلة الحارقة ونقل المشاهد الحقيقية للواقع العربي.لكنها تم تمييعها رويدا رويدا لدرجة أصبحنا نرى وقائع غير حقيقية ويتم تجييش الرأي العام بأحداث كاذبة مما قد يفقدها مصداقية الرقابة المجتمعية التي امتلكتها في مرحلة سابقة .
5. غياب دراسات نقدية علمية لما وقع وما يزال يقع في بلداننا ،دراسات بعيدة عن العاطفة وتنطلق من الواقع لتحليل ما يجري بكل هدوء وموضوعية .
فهل يتحرك المفكرون بأقلامهم لوضع ماجرى وما يجري من تبعات قاسية على مشرحة البحث العلمي الدقيق أم سيواصلون ترفهم الفكري المرتبط باللحظة والعاطفة التي تضيع كثيرا من الأمانة العلمية على المتلقي الحالي والأجيال القادمة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس