الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا هل آن الآوان للهجوم المضاد

عصام عبد الامير

2015 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


روسيا هل آن الآوان للهجوم المضاد
في فلم الحرب والسلام للمخرج الروسي سيرغي بونداتشوك الذي أنتج في ستينات القرن الماضي والمستوحى من رواية ليو تولستوي والذي سنحت لي الفرصة لمشاهدته في بداية السبعينات والحائز على جائزة الاوسكار كان هنالك مقطع من الفيلم يصور نابليون بونابرت وهو جالس في عربة زاحفة جليدية ويبدو على وجهه علامات الانكسار والهزيمة و بصحبة جيشه المهزوم يخرج من موسكو المحترقة والتي أحرقها أهلها لكي يحرموا الجيش الفرنسي الغازي من أي فائدة أو معونة يمكن أن تسعفهم من الجوع والبرد
أن التأريخ الانساني يخبرنا الكثير من تجارب الشعوب وسياسات الدول الحروب والنزاعات والثورات ,الاتفاقات ومعاهدات السلام وغيرها أما فلسفة التأريخ تقدم لنا العلل والاسباب وعوامل الحركة والتحولات التأريخية وبخلاف التجربة والمنطق التأريخي كرر هتلر ذات التجربة وهاجم الاتحاد السوفيتي دون أي تهديد من قبل الثاني لالمانيا وحدث الذي حدث أن الحرب كما يقال أنها أحدى الوسائل السياسية أو هي أخرها من أجل الوصول الى أهداف معينة وأذا كانت الحرب كذلك فأن السياسة بالمقابل الوجه الاخر للحرب فيها هجوم وأنسحاب وتوجيه أو تلقي الضربات وفيها هدنة وأساليب للمراوغة والالتفاف أي بالمعنى العلمي أساليب تكتيكية وأخرى أستتراتيجية
وبغض النظرعن فيما أذا كان تاريخ روسيا دفاعيا أو توسعيا لكن مما لاشك فيه أن أصلاحات غورباتشوف كانت الانسحاب التأريخي والهدية التي منحها قائد دولة عظمى الى الغرب بزعامة أمريكا حتى قال الرئيس الفرنسي في حينها مخاطبا زعماء الغرب أن الرجل قدم لنا أكثر مما كنا نحلم به فلا تضغطون أكثر وكفوا عن التدخل السلبي في شؤن بلاد هذا الرجل قاصدا غورباتشوف وحينما سؤل غورباتشوف عن مصير الرأسمالية الغربية بعد حل حلف وارشو( قال سنتركهم تحت مطارق الذات) وقال( أن الذين يمتلكون مصانع الاسلحة سوف لن يحولون مصانعهم الى مصانع لعب الاطفال حينما تتحقق مشاريعنا السلمية ) ولكن ما الذي حصل ؟
فبعد أن قام زعماء الاتحاد بقيادة غورباتشوف ومن جانب واحد بحل حلف وارشو والانسحاب من أوربا الشرقية وجميع مناطق النفوذ في العالم من كوبا الى أثيوبيا وفيتنام ومن ثم تفكك الاتحاد السوفيتي الى دول مستقلة ومتعددة وبعد أن قام الاتحاد السوفيتي ومن جانب واحد وقف التجارب النووية منذ عام 1987
وبعد كل هذه التنازلات من قبل الاتحاد السوفيتي والتراجع امام الغرب وبدون اي تهديد عسكري جدي او ازمة اقتصادية حقيقية له ماذا كانت ردت فعل الغرب بزعامة امريكا ؟
فبدل من تحمل المسؤلية الانسانية والحضارية في قيادة العالم حيث اصبحت امريكا ومن خلفها اوربا القوى العظمى الوحيدة في العالم وبدل من ايجاد الحلول الحقيقية والعادلة للمشاكل المستعصية كالقضية الفلسطينية وبدل من ارساء دعائم السلام وتوفير الفرص للتنمية والتطور للدول المتخلفة بدل من كل ذلك ماذا فعلوا؟
لقد فعلت امريكا والغرب الرأسمالي معها ما يندى له جبين الانسانية فبعد ان وقعوا معاهدة عدم انتشار حلف الناتو بأتجاه الشرق نكثوا العهود والمواثيق ووصلوا الى أوكرانيا , أثناء أنهيار الاتحاد السوفيتي عملوا كل ما بوسعهم من اجل تدمير روسيا فساعدوا على انتشار المافيات وأسهموا في تهريب المخزون الاستتراتيجي من الذهب الى خارج روسيا نكلوا بكل شيء له علاقة بألاتحاد السوفيتي وبدأوا يتصرفون وكأنهم خرجوا منتصرين من الحرب الباردة ليس بالهبة التي قدمها لهم غورباتشوف وأنما بفعلهم هم
سلموا نجيب الله رئيس أفغانستان الى طلبان ليعلقوه على عمود الكهرباء هو وسكرتيره وسائقه, أعتقلوا أريش هونيكر رئيس ألمانيا الشرقية ,جزءوا جيكوسلفاكيا , مزقوا يوغسلافيا , شنوا الحروب على حلفاء الامس كطالبان والقاعدة وصدام بحجج هم خلقوها , أججوا النزعات الدينية والطائفية والقومية وكلنا يعلم أن في رواندا قد تم قتل مليون شخص خلال اشهرفي قتال بين قبيلتين التوتسي والهوتو
أما أخر الجرائم الكبرى التي اقترفوها كانت الحرب على العراق حيث قال بوش الابن اننا في حرب العراق نقاتل القاعدة في العراق من اجل ابعاد خطرها عن بلادنا
فهم يقاتلون القاعدة التي هم خلقوها او ساهموا بخلقها بحجة صدام العميل لهم والذي خدمهم طيلة حياته ومن الذي يدفع الثمن الشعوب ,ملايين القتلى والمشردين والتدمير وجرائم الابادة الجماعية
كنت ولا ازال اعتقد ان روسيا وفي حال استمرار امريكا وحلفائها في التوسع والهجوم على هذا البلد من اجل تفكيكه وازالة الاتحاد الروسي من الوجود لا بد لهذا البلد العريق ان يبدأ الهجوم المضاد كما حصل حينما دخل نابليون الى موسكو المحترقة او كما وصل هتلر على بعد خمس وعشرين كيلو عن موسكو ولكن لم اكن اتوقع الزمان والمكان وهذين عاملين أساسيين في تحديد النجاح او الفشل في اي عملية مهما كانت
فأذا كان الروس قد اختاروا الزمان والمكان المناسب لشن هجومهم المضاد بمعنى اذا استطاعوا هزيمة داعش تلك الاحجية والسر والسحر بقوة هذا التنظيم الذي لا احد يعلم ما سر قوته ولغز سرعة انتشاره ومن هو مموله والذي يقدم الدعم والاسناد له ومالسر الذي يجعل من امريكا تصرح بأن هنالك حاجة لعشرات السنين للقضاء عليه
اذا استطاعت روسيا بهذه الضربة ان تقصم ظهر هذا التنظيم فسينكشف المستور وستنحل كل الالغاز التي اصابت شعوب منطقة الشرق الاوسط بالدوار فمن الحرب على العراق بحجة اسقاط صدام حسين لامتلاكه اسلحة الدمار الشامل الى الحرب على القاعدة الى هجمات الحاي غشر من سبتمبر الى معادات ايران ثم اهداءها العراق على طبق من فضة الى الربيع العربي واسلمة المنطقة سياسيا والى الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الكبير كل هذه الالغاز سوف يتم حلها وستسقط ورقة التوت عن صاحبها ولكن اذا لم تكن روسيا موفقة في اختيار الزمان والمكان المناسب وهم معروفين بلاعبي الشطرنج حين ذلك هنالك كلام اخر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء