الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنطلق حملة بوتن تاج راسك ؟!

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



بلاشك ان الرئيس الروسي بوتن، هو منقذ بلده من أزمة الفراغ الذي تركه (يلتسن) عندما أوقف النهب والفساد وتمزق الجيش ونشوء حالات الانفصال في الاتحاد الروسي، ليعيد لروسيا هيبتها،..
من حق بوتن أن يفكر بعقلية زعيم الدولة العظمى، لأن روسيا من الاتساع الجغرافي والإمكانات الهائلة، إلى جانب قوتها العظمى مرشحة أن تلعب دوراً كونياً مؤثراً
لكني اخشى ان يبدأ المغيبون من العراقين باستعمال لفظ (بوتن تاج راسك) لتعبير عن التقديس والتطبيل له فهو نفس التطبيل الذي يناله الكثير من السياسين كالمالكي والعبادي وغيرهم والهجوم العنيف الذي يناله كل من يحاول انتقاد تلك الشخصيات ، ، بل تم أخذه كحصانة قد يخلقها الأتباع لأي شخص.هذه التبعية التي تعشعش في عقول الأتباع انعكست بشكل جلي وواضح من خلال حروب التيارات السياسية التي تدور رحاها في كل دقيقة دون هدف نبيل قد يرتقي بمجتمعنا للأفضل، بل أن كل فريق يسعى لتصفية حساباته مع الآخر دون اكتراث لمفاهيم سامية مثل التعايش أو احترام حق الجميع في التعبير السلمي عن آرائهم.
لذا تمارس فئات كثيرة إرهاباً فكرياً في شبكات التواصل الاجتماعي وبأكثر الأشكال اللفظية حدة في نقاشاتها، بل وتعد كل فئة لوبي مؤثر ينثر إبداعاته كل يوم في المنشورات والتعليقات ضد أي شخص يحاول أن يفكر بطريقة مختلفة أو يعبر عن آرائه خارج أسوار القطيع.
ولأن هذه الفئات ينضوي تحت لوائها عدد كبير جداً من المرتزقه والمغيبين، للاشارة بالفضيلة لنجمهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نحن فعلاً مجتمع الفضيلة؟
الحقيقة المرة أن التغذية الخاطئة لأفراد المجتمع منذ نشأتهم بوجبات التقديس للشخصيات والآراء والمبادئ التي يعتنقها المجتمع هي ما تشكل لاحقاً اللبنة الأساسية لأي فرد، وفي حالتنا هذه يتم كل يوم شحن الطفل بجرعات متتالية من الأمور التي تصبح مسلمات لديه عندما يكبر لا يقبل التشكيك بها وقد يحارب من أجلها إن اضطر لذلك.المشكلة أن حالة تمجيد الأفراد لهذه الشخصيات السياسية والدينية، تمجيدا للحق او لمن يمثلهم بل أن الافراد يبحثون دوماً عن فكرة مقدسة ليعتنقوها بجمود أو لشخصية يطوفون حولها بخشوع. لذا فإن الأزمة الحقيقية تكمن في النظرة العبودية التي ترى أن أي حالة فكرية خاضعة لمفهوم السيد والخادم.

ن أكثر المصائب خطورة وكارثية وتدميراً التي تعاني منها شرائح لا بأس بها من شعبنا هي تقديس البعض منها لسياسيين ورجال دين والتعامل معهم من موقع الأتباع والعبيد والأدوات, ما يفسد هؤلاء القادة الزمنيين والروحيين ويملأ ويحشو عقولهم العفنة برزم وموبوءات الأوهام وأحلام اليقظة وبكل مركبات عقد التعالي والاستكبار والتوحش المرضية ويسلخهم عن كل ما هو بشر, وبشرية. بنتيجة هذا التأليه المرضي واللا إيماني والانبطاحي الفاضح والمذل, يتحول القادة هؤلاء إلى مخلوقات نهمة لا تشبع, وبشعة ومفترية ولاانسانية فكراً وممارسات وثقافة تتفوق بمرات على همجية ودموية ووحشية الحيوانات المفترسة. في جردة موضوعية على كل السياسيين والقادة من أصحاب شركات الأحزاب العائلية والتجارية, فنحن نرى كبارا من قادتنا السياسيين والروحيين وشرائح لا بأس بها من أهلنا تداهن وتمجد التدخل الإيراني وقبله الاحتلال المريكي وبعده التدخل الروسي هذه البلدان تدخلها وسياساتها تفترس بلدنا ويصادر حريتنا واستقلالنا وسيادتنا, وتقدس سلاحه الغزواتي ودويلاته دون حراك وتتركه يهجرنا من أرضنا ويفكك كل مؤسسات دولتنا ويهدم كياننا ويلغي رسالتنا ويدمر بلدنا وكل مقوماته على جماجمنا التي كثير منها فارغة تنعق بتاج راسك فلان. ولأن من يسكت على علته تقتله, نقول إن وطننا العراق في خطر كياناً وهوية ووجوداً ورسالة, ونعم من واجبنا أن نقاوم ونرد عنه الوحوش الكاسرة, ولكن لنتمكن من المواجهة علينا أولاً وقبل أي عمل آخر أن نحرر أنفسنا من موبوءات التبعية والعبودية للمذهب والقومية ونتوقف عن التذاكي والتشاطر و خلف نفاق التقية والذمية, والأهم نتوب ونؤدي الكافرات عن خطايا تقديس وتأليه السياسيين ورجال الدين, عندها فعلا تبدا مسيرة الاصلاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه