الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللعبة الروسية الإسرائيلية الأمريكية الشيعية لتقسيم المنطقة ..

إبراهيم كابان

2015 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن يتوقع أحد أن يؤل إليه السيناريو السوري بهذا الشكل المرعب بعد الضربات الجوية الروسية على معاقل المعارضة السورية بالتساوي مع ضربات على مواقع الداعش ، في الوقت الذي لم تبادر أمريكا وحلفائها وجميع الدول الداعمة للثورة السورية خلال الشهور الماضية إلى ضرب مواقع النظام بالتساوي مع مواقع الداعش رغم إن حجم الأسلحة المستخدمة من قبل النظام أكثر فتكاً وتخالف العهود والمواثيق الدولية والأخلاقية ، ومع ذلك امتنعت الدول الداعمة للثورة عن القيام بأي نوع من الضربات ضد النظام في الوقت الذي قصفت مواقع إرهابيي الداعش والنصرة ؟!.
وبات السوريون يتساءلون عن هذا السيناريو الطارئ ! ويستغربون من موافقة مجلس الدوما الروسي وليس فحسب بل الدفاع عن النظام السوري بهذا الشكل والحجم الهائل والسرعة الفائقة في تنفيذ الهجمات ، رغم إن الروس دعموا النظام بكل الإمكانيات خلال سنوات الثورة الأربعة الماضية ولكن التدخل العسكري وفي هذا التوقيت هو الذي يثير جميع الأسئلة .
من الواضح إن البقعة الجغرافية التي سيتحرك ضمنه القوات الروسية هي مناطق تواجد الطائفة العلوية وامتداداتها من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام ، وهو ما يشير إلى الحفاظ على وجود النظام ومؤسساته وجيشه وإمكانياته التي ما تزال تحتفظ بها وتحارب عليها ، وفي المقابل عدم تقرب التحالف على مواقع النظام والإبقاء على وجوده كان من الطبيعي إنتاج التدخل الروسي دون موانع ، بحيث نستنتج إن سقوط النظام هو إنهاء للمعادلة القائمة والمفرزة عن الحدث السوري وتقسيمها لكيانات ودويلات ، ولذلك حتى النظام السوري مغلوب على أمره فبدل أن يسقط سيحاول التمسك بأية قشة من أجل البقاء ، إلى جانب المعارضة التي تحاول بشتى الوسائل الحفاظ على وجودها رغم إن الضربة الروسية قصمت ظهر هذه المعارضة وستدفعها إلى الاستسلام لواقع التفاوض مع نظام بشار الاسد .
العملية تتكون من إلهاء تركيا بالوضع الداخلي والتصادم مع الكورد لأن الاستقرار والسلم خلال السنوات العشرة الماضية طورت تركيا على كافة السبل وأصبحت قدراتها الاقتصادية تهدد أوروبا وإسرائيل – وأيضاً إلهاء الخليج بحرب اليمن والصراع مع الشيعة وإيران التي تخدم الأمريكان وإسرائيل من خلال مافيوات الروس ودفع الخليج وإيران إلى سباق التسلح لاستنزاف الخليج .. وخلق حالة الرعب في أوروبا جراء الهجرة المليونية الجارية من الشرق إلى الغرب والأعباء التي تنتج عنها والخوف من أي ضغط روسي ينتج عن قطع الغاز ودفع شعوب الجمهوريات الروسية السابقة إلى الهجرة نحو أوروبا وملفات كثيرة شائكة ؟.
هذه العوامل كافية لأن تتمسك أوروبا وأمريكا بخيارات مصالحها وفتح المجال أمام الروس ليكون اللاعب الثاني وربما الرئيسي في الحدث السوري بعد الخسارة الروسية لعدة دول عربية بسبب الثورات التي جعلت من تلك الدول أكثر ولاءً لأمريكا ؟.
من هنا تبدأ عملية التقاسم في سوريا ، حيث الطرفين الأمريكي والروسي اضطرا إلى الاتفاق على كل شيء وتطبيقها في سوريا وتقسيم المناطق حسب الولاءات والتفاهمات والمصالح ومن ثم الاتفاق بين الطرفين على التخلص من القوى التي تهدد مصالحها والداعش والتيار المتطرف من المعارضة السورية هم على رأس القائمة ..
الأمريكيين سيدافعون عن المنطقة الكوردية / روج آفا / وأجزاء من مناطق المعارضة السورية ، وفي المقابل ستحافظ روسيا على مناطق العلويين والنظام ، وسيدفعان الطرفين السوريين معاً لمحاربة الداعش ؟، ويتكون بعدها حوار وطني يشارك فيه الجميع ، وعلى الأرض سيبقى الوضع الجغرافي مقسم بين الكيانات التي أفرزتها الثورة الحدث السوري خلال السنوات الأربعة الماضية ، وعليها سيتكون السورية الجديدة المكونة من حكم ذاتي كوردي وحكم ذاتي علوي ومثله إدارة درزية – فيما السنة سيخوضون حرباً داخلية كما يحصل في العراق الآن .
الإيرانيين مع هذا الهدف لأنه يقسم المنطقة ويفرز السنة عن الشيعة ويصبح لإيران جيوب ودويلات في المحيط حتى تستطيع في حربها المقبلة ضد السنة والخليج تثبيت إمكانياتها وقدراتها ، فيما الخليج العربي الذي لم يدرك بشكل حقيقي ماذا يحصل فإنه سيخسر سوريا السنية على غرار العراق ، وعملية استنزاف ثروات الخليج ستستمر بسبب إقحامها في هذا الصراع الذي يخلقها أمريكا وإسرائيل روسيا وأوروبا وسيكون دعمها أي الدول الخليجية لبعض الأطراف السنة لضرب أطراف أخرى في سوريا كما الحال في الحراك الثوري والداعش في مناطق السنة بالعراق .
لاحظوا معي إلى العراق اليوم وأين تجري كل معاركها ؟ وإلى سوريا وفي أية مناطق تجري الاشتباكات ؟، كما أنظروا بتمعن في عملية خلق الداعش وتقسميه إلى جبهة النصرة والداعش ؟، وعملية القضاء على المعارضة المعتدلة ؟، وتحويل الائتلاف الوطني السوري إلى واجهة سياسية للمتطرفين بشقيها وذلك بضغوطات التركية التي تلعب دوراً هاماً في خدمة الروس والأمريكان الذين فيما بعد سيقومان بتقسيم تركيا وبنفس السيناريو خدمة لأوروبا وإسرائيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل منطقي وعقلاني للوضع السوري ولكن...
أفنان القاسم ( 2015 / 10 / 5 - 10:04 )
تقسيم سوريا إلى دويلات لن يكون نهائيًا لأن استنزاف ثروات وأموال المنطقة لن يكون حلاً للأزمة في الغرب، إنه حل مؤقت، نصف حل، ربع حل، ثلث حل، والأزمة في الغرب ستتفاقم كعنصر اقتصادي مدمر، وبالتوازي سيبرز العنصر الاجتماعي في العالم العربي، على أساس غير طائفي، إنها معادلة الحرية والعدالة التي فرضت نفسها في الماضي على كل الشعوب في العالم، الشعوب في الغرب أولها، وستفرض نفسها عندنا.

اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى