الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس بين السيادة والعبادة

محمد بركة

2015 / 10 / 3
القضية الفلسطينية



اسرائيل تدّعي انها لن تخرق الوضع القائم في القدس ولكن ماذا لم تفعل لكسر "الوضع القائم"؟
من ضم القدس بالـ"القانون" الاسرائيلي لاسرائيل، الى تهجير الناس، الى هدم أحياء كاملة، الى منع البناء، الى فرض الضرائب الباهظة، الى سحب الهويات الى الاستيلاء بالتزوير وبالقانون المزوِّر على بيوت فلسطينية لصالح فرق مستوطنين فاشية، الى بناء جدار الفصل العنصري، الى منع أبناء شعبنا في الضفة والقطاع من دخول القدس كمصلّين، مسلمين ومسيحيين، او كزوار او كتجار، الى الحفريات حول وتحت المسجد الأقصى، الى احتجاز هويات المصلين، الى تشويه برامج التعليم، الى محاولات نشر الجنوح، الى إغلاق المؤسسات الوطنية والثقافية، الى حظر نشاطات سياسية وثقافية، الى محاصرة القدس الشرقية بكتل استيطانية يصل تعداد من فيها الى حوالي200 ألف مستوطن و...و..
كل ما تقدم يشكل خرقا فظا للقانون الإنساني وللشرعية الدولية وللاتفاقيات الموقعة، وهي تشكل بالتالي جرائم تضاف الى جريمة الاحتلال، يجب ان يحاكم عليها الاحتلال وزبانيته.
اما الرد على الغضب والهلع الاسرائيليين الصهيونيين من انضمام فلسطين للمؤسسات الدولية فلا يمكن الا ما قاله الرئيس محمود عباس (ابو مازن) في خطابه
أمس الأول في الامم المتحدة:" من يخشى القانون الدولي والمحاكم الدولية عليه أن يكف عن ارتكاب الجرائم"
ثم يرسل نتنياهو "رسائل طمئنة" الى العالم بان اسرائيل ملتزمة بالمحافظة على "الوضع القائم"!!!!!
هناك مجموعات من المهاويس العنصريين الصهاينة التوراتيين، التي تزداد عددا وهوسا وتأثيرا، التي تسعى جهارا الى هدم الأقصى وبناء ما يسمى بالهيكل مكانه.
الا ان الخطر الأكبر الذي يتهدد القدس والأقصى يأتي من الاجماع القومي الصهيوني بكل تلاوينه الحزبية الذي يعلن " ان القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لإسرائيل".
هؤلاء لا يَرَوْن الخطر الأكبر من كون المسجد الأقصى مكانا للعبادة وحسب بل من كون المسجد الأقصى بمثابة الجاذب الأكبر للحضور الفلسطيني في القدس الأمر الذي يتناقض جوهرياً مع مشروع التفريغ الصهيوني: الجسدي والمعنوي .
الصهيونية معنية بتحويل الصراع حول القدس الى صراع ديني وليس صراعا ضد احتلال غاشم وغير شرعي، لأنها تجني ثلاث فوائد من تديين الصراع : الاول- تصوير الصراع وكأنه بين عقيدتين وبين روايتين دينيتين حيث يتحول الموضوع الى التوفيق بين "حقوق العبادة" بين المسلمين واليهود دون اية صلة مع واقع الاحتلال، الثاني- الاستفادة من الاسلاموفوبيا التي باتت تتأصل في التفكير الغربي بفضل الدمى التي فرّخها الغرب عموما وامريكا خصوصا مثل القاعدة وداعش وغيرهما، الامر الذي يضع الغرب اوتوماتيكيا الى جانب اسرائيل بفعل تديين الصراع، الثالث- تجميع المجتمع الاسرائيلي وراء قيادته المتطرفة التي تحاول الظهور وكأنه تدافع عن حقوق اليهود في العبادة.
لذلك فإن صيانة وحماية المسجد الأقصى ليست واجبا دينيا وحسب بل مركب أساسي وعضوي في حماية الذات الفلسطينية في القدس وفي المشروع الوطني الفلسطيني .
الأقصى بدون ناسه قد يكون معلما اثريا جميلا في أحسن الأحوال ولكنه بناسه وشعبه هو صرح ومعلم ديني ووطني وحضاري يناقض المشروع الصهيوني بشكل كامل.
لذلك ما وضعناه منذ سنوات نجدد تثبيته كل يوم، وبالأخص في هذه الأيام:
قضية القدس ليست قضية العبادة فقط ولو كانت كذلك لما دفعت الحكومة رواتب الأئمة والمؤذّنين في مساجدنا، القضية في القدس هي قضية السيادة وهي قضية إنهاء الاحتلال وهذا هو الإكرام الأكبر للأقصى المبارك ولكنيسة القيامة وكل المقدسات.
حق فلسطين في السيادة في القدس يضمن كرامة المعبود والعبد والمعبد…
الحق في السيادة يضمن الحق في العبادة…








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ