الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَوَاسِمُ الْهِجْرَة

علم الدين بدرية

2015 / 10 / 3
الادب والفن


مَوَاسِمُ الْهِجْرَة

علم الدين بدرية

فِي مَوَاسِمِ الْهِجْرَةِ
يَكُونُ لِلْوَدَاعِ طَعْمٌ آخَرُ
لَمْ يُسَجَّلْ فِيْ سِفْرِ الْخَلِيْقَةِ
وَلَمْ تَخُطُّهُ حُرُوفُ الْفِرَاقِ
حِيْنَمَا يَخْتَفِي آخِرُ خُطُوطِ الأُفُقِ عَنِ الأَنْظَارِ
لَنْ يَكُونَ لِي مَلْجَأٌ سِوَى عَيْنَيْكِ
فَإنَّهُمَا وَطَنِي الافْتِرَاضِيّ
وَمَعْبَدُ تَهَجُّدي وَقِبْلَةُ صَلاَتِي
عِنْدَمَا يُتْعِبُنِي الطَّيَرَانُ سَألُمُّ جَنَاحَيَّ
وَأَنَامُ بَيْنَ جَفْنَيْكِ
فَهُمَا مَا تَبَقَّىَ لِي مِنْ وِسَادَةٍ وَفِرَاشْ
حِيْنَ أُسَافِرُ فِي الْبُعْدِ الآخَر
سَتَحْتَوِيْنِي رُوحُكِ الْبَنَفْسَجِيَّةُ إلى الأَبَدْ
فَهْيَ سَمَائِي وَعُمْقُ مُحِيْطِي
لا تَسْأَلِي كَمْ يَعْتَرِيْنِي الْحَنِيْنُ !!
هُنَاكَ حَيْثُ لَمْ يَعُدْ لِي وَطَنٌ
تَسْكُنُ الذِّكْرَيَاتُ
وَتَهْمُسُ النَّسَمَاتُ الْغَافِيَّةُ عَلىَ الشَّاطِئِ الْحَزِينْ
سَيَأْتِيْكِ صَوْتِي مَعْ الْمَدِّ وَالْجَزْرِ
كَهَدِيْرِ الأَمْوَاجِ الصَّافِعَةِ وَجَهَ الرِّمَالِ
إنَّنِي مُسَافِرٌ أَحْمِلُ مِنْكِ رَائِحَةَ عِطْركِ وَنَبَضَاتِ قَلْبكِ وَلَمَسَاتِ شَعْركِ
حِيْنَ أحِنُّ
أَحِنُّ إلى أَرْضِكِ وَمَائِكِ ، إلى شَجَرَةِ التُّوتِ وَمَلاعِبِ الطّفُولَةِ
إِلى جَدَائِلكِ الطَّويْلَة ، إِلى لَوْنِ عَيْنَيْكِ
حِيْنَمَا كُنْتُ أَحْتَرِقُ كَالْهَشِيْمِ
بَيْنَ شَفَتَيْكِ وَأُنَاجِي وَجْهَ الْقَمَرِ بِنُورِ خَدَّيْكِ !!
مُهَاجِرٌ أَنَا
كَدَوَرَانِ الأَرْضِ
كَنَوْرَس قَلِقٍ فَقَدَ بُوصَلَةَ الْعَوْدَةِ
كَرَاهِبٍ يَبْحَثُ عَنِ الْحَقِيْقَةِ
عَنِ الْفِرْدَوْسِ
عَنِ الْجَحِيْمِ
عَنْ قِيَامَةٍ لَمْ تُعْلِنْ بَعْدُ عَنْ مُوْعِدِ الْقُدُومِ
فَيَبْقَى أَسِيْرًا فِي مَعْبَدِ الانْتِظَارِ
يُرَدِّدُ صَلاتَهُ الأَخِيْرَةُ فِي مِحْرَابِ الْبَقَاءْ
لاَ شَيْءَ يُشْبِهُنِي إلاَّ أَنْتِ
وَلاَشَيْءَ يَعْرِفُنِي كَأَنْتِ
هَذَا زَمَنِي الرَّاحِلُ فِي الْغُرُوبِ
يَحْمِلُ صَبْرِي وَالْعَدَمَ وَالْوُجُودْ
لاَ مُسَاوَمَةَ عَلَى الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ
فَهُمَا قُطْبَانِ عَلَى طَرَفِيِّ نَقِيضْ
لاَ مُسَاوَمَةَ عَلَى الْحُبِّ يَا عُمْرِي الْبَدِيلْ
هُوَ لُغْزٌ
كَالْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ وَلِقَائِنَا الْبَعِيدْ
أَنَلْتَقِي يَا سَيِّدَتِي بَعْدَمَا أَصْبَحَتِ الْهِجْرَةُ مَوَاسِمَ الشُّعُوبِ
والْلُّجُوءُ أَحْلاَمَ الأَحْرَارِ والْعَبِيدْ ؟!
رُبَّمَا يَوْمًا مَا سَيَسْقُطُ الطَّائِرُ الْجَريْحُ
وَتَقْذِفُهُ أَمْوَاجُ الْعَوْدَةِ لِيُعَانِقَ شَاطِئكِ مِنْ جَدِيدْ
فَيَقِصُّ عَلَيْكِ
كَمْ شَرَّدَتْهُ الأَزْمَانُ وَالْفُصُولُ
كَمْ أَتْعَبَتْهُ رِحْلَةُ الْحَيَاةِ
وَتَعْتَعْتْ بِهِ أَوْهَامُ الْوُعُودْ !!
بَيْنَ الْوِلاَدَةِ وَالْمَوْتِ ، يَبْقَىَ لِلْهَذَيَانِ لَوْنٌ آخَرُ
يَتَرَاقَصُ كُلّ لَيْلَةٍ ، تَعْكِسُهُ مِيَاهُ الْمُحِيطْ!!
كَصَوْتٍ آخَر تناديني آخِرُ الذِّكْرَيَاتِ قَبْلَ الْمَغِيْبِ
عَادَتْ مَوَاسِمُ الْهِجْرَةِ يَا صَدِيْقَتِي
فَاذْكُريْنِي مَهْمَا طَالَ الْغِيَابُ
وَدَغْدَغَ فُؤَادَكِ لَحْنُ الْحَبِيبْ !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي