الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغدير مواساة وضمير..وليس تسلط ولبس الحرير.

احمد محمد الدراجي

2015 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لسنا هنا بصدد الخوض في تفاصيل وحيثيات حادثة الغدير التي اجمع عليها المسلمون بمختلف مذاهبهم وطوائفهم وكيف فسروها وإنما بصدد الوقوف على التفسير الذي ذهب إليه الشيعة على أنها يوم تنصيب الإمام علي للخلافة فكان يوم الغدير عندهم هو يوم وضع الأسس الصحيحة لاختيار الخليفة وتوسعت دائرته فيما بعد لتشمل من يمثله في عصر الغيبة وهو المرجع الديني، لكن التاريخ الشيعي اثبت أن ثمة انحراف حصل في تطبيق ذلك المعنى على مصاديقه سواء كان على مستوى الخليفة( الإمامة) أو من يمثله، وصار الاختيار خاضعا لضوابط ما انزل الله بها من سلطان، فتصدى للزعامة الدينية أو السياسية من لا يفقه في أمور الدين والسياسة شيئا، وقاد البلاد والعباد من سيء إلى أسوء كما هو حال العراق وشعبه اليوم.
فالغدير والخلافة والرئاسة في نظر علي "عليه السلام" وسيلة لإقامة الحق والعدل والمساواة ودفع الظلم والجور ، وقد عبر عن هذه الحقيقة في جوابه لأبن عباس فقد روي: عبد الله بن عباس "رضي الله عنه" : (دخلت على أمير المؤمنين "عليه السلام" بذي قار وهو يخصف نعله ، فقال لي : ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها ، فقال "عليه السلام" : والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا )، أما الزعامة والرئاسة في نظر منتحلي التشيع فهي غاية ووسيلة للتسلط والتجبر والتغطرس والتعالي على الناس والظلم والسرقة والفساد وسلب الحقوق وتكميم الأفواه والإقصاء والتهميش....
علي بن أبي طالب، المرجع والخليفة والرئيس، يتفقد الناس، يتجول، يبادر إلى حمل القربة، يلاعب الأطفال، يُسجر التنور، ويُسعر النار، ينعم في دولته الجميع دون إقصاء أو تمييز، ولا عجب من أن نسمع عن الإمام علي "عليه السلام"هذه المناقب والمواقف، لكن العجب كل العجب من الرموز الدينية والسياسية والرؤساء والقادة، فأين هم من علي بن أبي طالب؟!!!، هل سمعتم أنهم، تفقدوا العوائل الفقيرة والمحرومة، وشاركوهم المعاناة والمأساة؟!!!، ملايين العوائل تعيش الفقر والجوع والحرمان، أكثر من ثلاثة ملايين نازح يعانون من حر الصيف، وصقيع الشتاء، وذل العيش، وآلام ومعاناة النزوح والتهجير، والرموز برداً وسلاماً، في قصورهم المشيدة، وبروجهم العاجية، منعمون مكرمون آمنون،تركوا الناس يدفعون فاتورة المواقف والقرارات الفاشلة والسياسات الطائفية التي تبنتها تلك الرموز ، فأين هم عن النازحين؟!، لماذا لا نسمع صوتا حقيقيا، ولا نرى موقفا صادقا، ولا دعوة ولا مبادرة جادة لإغاثتهم؟!، وهم يمتلكون السطوة والنفوذ والهيمنة والمال والإمكانات.
مشهد مغاير يرسمه المرجع العراقي الصرخي الحسني الذي ما انفك عن المطالبة الحقيقية الصادقة بكل حق مسلوب، وحرية مغتصبة، ورفض كل ظلم وفساد وقبيح، يطرح القضايا والمشاكل التي ترتبط بمصير الوطن والمواطن، من اجل معالجتها بصورة جذرية وحقيقية صادقة، ومنها ما يتعلق بأزمة النازحين التي تناولها في خطاباته ومحاضراته وبياناته ومنها الحل الذي طرحه في مشروع الخلاص حيث طالب بـــ: ((قال 2ـ إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى )).
وفي خطوة لم يسبق لها نظير عبر فيها المرجع الصرخي عن التجسيد الحقيقي ليوم الغدير الذي يثمل عنده عيد لكل الناس لأن السنة في نظره هم أتباع أهل البيت "عليهم السلام" ، تلك الخطوة تمثلت بزيارة المهجرين والنازحين و تقديم يد المساعدة لهم على قدر قلتها وبساطتها بسبب الإمكانيات المادية الضعيفة التي اعتمدت على تبرعات أتباع هذه المرجعية العراقية العربية في عموم العراق فمرجعية الصرخي لا تملك أموال العتبات المقدسة ولا أموال الخزينة العراقية وليس لديه وزارات ووزراء ولا سفراء ولا محافظين ولا مدراء عامون ولا قادة ولا آمرين وليس لديها دعم خارجي وليس لديها علاقات لا شرقية ولا غربية كما هو الحال عند بقية المرجعيات.
http://www.al-hasany.com/vb/forumdisplay.php?f=427
مواقف المرجعية العراقية من المهجرين والنازحين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس يقول إن إسرائيل ألحقت الهزيمة بح


.. وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد هزيمة حزب الله.. ماذا يعني ذلك؟




.. مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة: أكثر من 300 ألف إنسان يعيش


.. أسامة حمدان: جرائم القتل ضد شعبنا ستبقى وصمة عار في وجه الدا




.. حرب وفقر وبطالة.. اللبنانيون يواجهون شقاء النزوح ونقص الدواء