الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة الكروان من صيدا إلى العتبة الخضراء (7) فايزة أحمد,ملحمة الحب والغناء

صفية النجار

2015 / 10 / 3
الادب والفن


وفيما كانت ابنة بحر صيدا ,الصبيّة اليافعة , تملأ حارة الجامع العمري الكبير والجوار شدواً وطرباً ,مطلقةَ لأحلامها العنان ,تأكل وتشرب وتتنفس الغناء,ولاشيء غير الغناء,حتى قادتها قدماها لمبنى الإذاعة اللبنانية ,تطرق أبوابها وتعرض "جوهرتها الثمينة" بكل ثقةٍ واقتدار ,فتصبح أصغر مطربة معتمدة فيها,,ولمّا تكمل بعد ربيعها الثاني عشر...
في تلك الأثناء كان الصبي اليافع ,ابن بحر الإسكندرية ,يذرع شاطيء"جليم" جيئةً وذهاباً أمام فيلا الموسيقار "محمد عبد الوهاب"ممنياً نفسه بمشاهدته والحديث إليه,,وبعد مغامرةٍ فيها مافيها من الغرابة والطرافة والمفاجآت,بما يصلح أن يكون درساً تاريخياً ومثالاً حياً للتواضع والعطاء تنهل منه الأجيال القادمة,, سيصبح بعدها الصبي من "أصدقاء" الهرم الفني الأكبر ,,رحلة من العطاء والرعاية والتبني الروحي من الأستاذ,, ودرساً في الوفاء للمعلم الأول من التلميذ ستستمر مدى الحياة حتى أن صبينا ,وصبينا من بين كل أحباء ومريدي عبد الوهاب هو الذي "سيلحده" ويواريه الثرى بيديه,,
كانا يسيران في نفس الطريق,,صبية وفتى عاشقان للموسيقى والطرب,,يطلان على نفس البحر ويطيّران عبر نسيمه أحلاماً تليق بربيع الحياة,,
وضاقت سماء الشام والعراق بأحلام الكروان بعد نحو ثماني سنوات من الحلّ والترحال بينهما , ففرد الجناح,وحطّ في أرض المحروسة,,وفي خمسة أعوام لا أكثر(من العام 1956 حتى العام 1961),,صارت "فايزة أحمد" من الأصوات المعدودة التي يشار إليها بالبنان في عالم التطريب ,,خمسة أعوامً غنت فيها لأساطين اللحن والكلمة,,كما غنت لشعراء وملحنين واعدين ,, عشرات الحفلات والتسجيلات والرحلات لأرجاء الوطن العربي,,كانت سنوات زخم ونشاط وعمل دؤوب,,
وصبيّنا صار شاباً وسيماً فارساً دارساً للحقوق,ملحناً معتمداً في إذاعة الإسكندرية, مستمسكاً بحلمه الذي لم يفارقه يوماً, ,حتى وقعت عليه عينا "يوسف شاهين"مكتشف "عمر الشريف" والمخرج الذي سيصير عالمياً بعد قليل,,في إحدى سباقات الفروسية بنادي "سموحة" بالإسكندرية,,كان يفترش النجيل ويتابع السباق,,وقال "لبطلنا" أنت,,,,هل تحب أن تعمل في السينما,,
وانتقل الشاب المجتشد بالموسيقى للإقامة في القاهرة .مع عوده الذي لا يفارقه,,وهناك بدأ الاستعداد للعمل في فيلم "الناصر صلاح الدين" ,,إلاّ أن القدر كان له ترتيباً آخراً,,,
المخرج"هنري بركات" يختار الشاب" محمد سلطان" ليشارك مع "فريد الأطرش",,,فريد الأطرش تحديداً,,للعمل في فيلم "يوم بلا غد"مع مريم فخر الدين ,زكي رستم ,زيزي البدراوي ويوسف فخر الدين, حدث هذا أواخر العام 1961
وكان من المعروف عن فريد الأطرش عشقه للخيول,وكان مهتماً بحضور سباقات الفروسية,,فالتقت الميول,كان "محمد سلطان"كان قد حصل على بطولة الجامعات والكليات العسكرية في سباق الفروسية في سنته النهائية في كلية الحقوق,,ونشأت صداقة بينهما,,حتى كان يومُ ,دعا فيه فريد المعروف بكرمه وبحبه لجمع الأصدقاء وإقامة الحفلات في بيته,دعا فريق العمل في الفيلم للعشاء,,إضافةً إلى مَنْ؟
كانت أولى كلماتها له , ,بعد أن أجرى فريد التعارف بينهما,,إذ كان مرتدياً بدلة كحلية اللون بأزرار نحاسية,,
إنت بتشتغل طيار؟
وافترقا ,بلا موعد
وبعد مرور ستة أشهر ,وبينما كان "سلطان"يتناول غداءه برفقة صديقة ألمانية ,في مطعم "دي روز" بشارع سليمان باشا,,دخلت "فايزة"برفقة الصحفي بجريدة الكواكب"سيد فرغلي"
هاتوا الفل مع الياسمين
رشوا الورد على الصفين
غداً قد نلتقي
لواصل التحليق مع الكروان ,الذي انطلق من صيدا
وحطّ في العتبة الخضراء
ليبدأ مع سلطان ملحمة الحب والغناء
,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب