الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بلادي عمل سياسي أم (بازار) سياسي؟! (6)

محمد عنوز

2015 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


حصل ما حصل منذ نيسان2003 حتى شاهدنا وسمعنا وقرأنا ما لا يخطر ببال إنسان، فالعراقي والعراقية دفعا ثمناً لا يمكن حصره برقم بسبب تعاقب النقم وفقدان النعم بفضل الحكام الجدد ولم يبقى لديه إلا أن ينتفض ويستمد المدد.
إن المدد نستمده، من عمق التاريخ من القائل (فزت ورب الكعبة)، من القائل (هيهات منا الذلة)، من شهداء الحرية والكرامة الوطنية في مختلف مراحل تاريخ بلادنا بغض النظر عن قوميتهم أو ديانتهم أو مذاهبهم أو إنتمائهم الفكري والسياسي، من صمود المناضلين في سجون الطغاة، من بطولة المقاتلين في الهور والجبل، من كل الساعين لبناء دولة تحقق الخلاص من نهج الحروب وأفتعال الأزمات وتعمل على بناء الإنسان بإعتبارة قيمة عليا لابد ان تصان، كما نستمد العزيمة من صبر العراقيين والمقاتلين ضد دواعش هذا الزمان، ارهابيين كانوا أو سراق المال العام.
وللعلم، بدون تلك العزيمة والإصرار على وحدة العمل ووضوح الهدف فلا سبيل أمامنا سوى الهزيمة، وأي هزيمة ؟! هزيمة كل القيم الإنسانية والتقاليد العراقية الأصلية وسيادة ما ترونه من ممارسات تؤشر مخاطر القادم من الأيام، وتدفعنا أن نقرأ على العراق الذي عرفناه السلام، العراق الواحد ... العراق ذو النهرين ... العراق مهد الحضارة ... العراق ... العراق ... نعم العراق.
فإن وقعة الهزيمة سنقول كان هناك عراق !!!!!
ومن دلائل ما نتوجس منه في القادم من الأيام يكمن في طبيعة العملية السياسية وأسس بنائها ومخرجاتها والتي يجترها السلطويون الذين ينبذون، تلك الطبيعة المتناقضة مع جوهر اليمقراطية الحقيقية، وأسس بناء الدولة التي تتجاوز الكفاءة والنزاهة، وما أفرزته العملية السياسية من نتائج يئن منها المجتمع، نعم ينبذون كل ذلك ليل نهار بالأقوال وبالأفعال يقاتلون دونها إلى درجة الإستعداد لفركشة العملية، على قاعدة ( لو ألعب لو أخرب الملعب ).
ومما تقدم، نجد الحال عبارة عن (بازار) سياسي بإمتياز و(بازار) لا مثيل له بالعالم، وليس عمل سياسي متعارف عليه في بلادنا وفي كل البلدان، ولكن القائمين على (البازار) السياسي يريدون تسجيل نشاط (البازار) بإعتباره سابقة تاريخية، كما هو حال بلادنا المعروف عنها الأولى بالبناء الحضاري، وهذا أمر لا خلاف عليه، لذلك حرصوا على تكون بلادنا الأولى بالمهازل أيضاً، حيث الأصلاح عبارة عن إصطلاح، والفساد عبارة عن جهاد، والمنصب عبارة عن مورد، ومجلس النواب عبارة عن مجلس للنوائب، ومجلس الوزراء عبارة عن مجلس للطلقاء.
في حين العمل السياسي في اي بلد ينشد أهله الحياة الكريمة لا تحصل فيه ما يحصل عندنا الآن، إجراءات غربية وصفقات مريبة والغاية تبرر الوسيلة، إنما هوعمل محكوم بتقاليد إجتماعية وقواعد إخلاقية ومبادئ سياسية وآليات عملية ترتقي بالإنسان ولا تجعله أداة صماء تُستَغل للنهب والإيذاء.
إن السلع المتوفرة في (البازار) السياسي أصحبت معروفة لدى المواطنين كافة، فلكل سلعة ثمن، التعيين، والمنصب، والدوام، والمقاولة، وعقد التوريد، وموقع الإستثمار، والإجازة الدراسية، على قاعدة (أدفع تأمن) من يوم الحساب، (أدفع تحصل) على ما تريد !!!
كما إن (البازار) السياسي يتعامل بقاعدة المقايضة، (تغلق ملف نغلق ملف)، (تفتح ملف نفتح ملف)، (منصب لكم منصب لنا)، (عقد لكم عقد لنا)، وهكذا تدار الأمور بوضح التهار، فإذا رفضتا مثل هذا السلوك أصبح علينا ولبس عليهم العار.
في حين العمل السياسي يتعامل على اسس مبدأية ولا تتم مقايضة المبادئ بل تقدم التضحيات دفاعاً عن تلك المبادئ، وفي (البازار) السياسي نجدهم يتقاسمون الحصص ويسمونها إستحقاقات كتقاسم الغنائم، في حين العمل السياسي بتطلب المشاركة بإتخاذ القرار في ضوء برنامج عمل محدد وقابل للتطبيق على يد كفاءات وطنية نزيه .
فماذا في بلادنا؟! أحقاً عمل سياسي أم (بازار) سياسي؟! في ضوء ما يجري يومياً
ويشاهد ويسمع ويقرأ من معطيات هي والمعقول على نقيض تام ........... وإذا بالسلطوين لا يشاهدون ولا يسمعون ولا يقرأون ونجدهم مع اللامعقول على إنسجام تام .......... ليس هذا فحسب إذ نسمع منهم المزاعم بشكل وعود لا يمكن أن ترى النور إلا باليوم الموعود.
خناماً ندعو القارئ لتحديد جوابه وعلى وفق الجواب يتحدد موقفه وموقعه إزاء حال البلاد وجدية الإصلاح !
• جبهة العمل السياسي لصيانة سيادة الوطن وكرامة المواطن !
• جبهة (البازار) السياسي لضمان المواقع وتحقيق المنافع !

1/10/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -