الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استهداف مع سبق الإصرار - ميليس

سليمان عباسي

2005 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


استهداف مع سبق الإصرار( ميليس)
للآسف الشديد نستطيع القول اليوم بأننا أمّة تعيش بالمقلوب , أمّة عقلاءها أقلية وأكثريتها ناقل جيد لكل ما ينافي العقل والمنطق , أمّة فيها الكثير من العقول الاستثنائية أصحاب الاستنتاجات الأكثر من استثنائية .
للمقدمة أسباب وهو تقرير المفوض الألماني دتيليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية المشكلة استناداّ إلى قرار مجلس الآمن الدولي رقم (1595) للتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وهي المرة الأولى التي يدعو مجلس الآمن الدولي فيها إلى تحقيقات في جريمة اغتيال أي شخصية سياسية وغير سياسية في العالم .
لقد جاء تقرير ميليس بعد أربعة أشهر من التحقيقات غير مكتملاّ مستنداّ إلى أقوال وروايات لأشخاص مشكوك بمصداقيتهم مكرساّ لاستمرار الحالة الضبابية لتلك الجريمة بحكم انه تقرير شبهات وليس تقرير اتهام (( والمعروف أنه حتى الاتهام لا يعني بالضرورة الإدانة )), والغريب في الآمر أن الكثير اعتبروا صفحات هذا التقرير حكماّ قاطعاّ بالإدانة رغم أن أهم نقطة في التقرير قوله عن نفسه أنه ليس فصل المقال في اغتيال الحريري وهناك كثير من النقاط بحاجة إلي بحث وتوسع في التحقيقات وعلى هذا الأساس جرى التمديد للجنة التحقيق الدولية حتى 15 كانون الأول 2005 .
والنقطة الثانية المثيرة للاستغراب في التقرير القول بأن التعاون السوري مع لجنة التحقيق لم يكن كافياّ (( هناك تصريح لميليس قال فيه أن التعاون السوري معه كان كافياّ وكاملاّ )) وهي لغة أضحت معروفة ويبدو واضحاّ أنها طريقة للتعبير عن المواقف المسبقة والاتهامات الجاهزة ضد سوريا مع العلم أن اللعبة الأمريكية الهادفة إلي تهيئة العالم للضغط على سوريا هي لعبة مكشوفة للشارع العربي وما هذه النقمة الأمريكية على سوريا إلا بسبب الفشل الأمريكي العسكري والأمني والسياسي في العراق وفشل الاستراتيجية الأمريكية في نشر الفوضى البناءة تجاه سوريا (( من باب العلم بالشيء فإن نظرية الفوضى البناءة تعني تدمير كل شيء وإعادة بناءه من جديد حسب التصور الأمريكي والتطبيق العملي القائم له في العراق بعد الغزو الأمريكي وسقوط نظام صدام حسين .
والنقطة الثالثة المثيرة للاهتمام القول في التقرير بأن عملية بحجم عملية اغتيال رفيق الحريري لا يمكن أن تتم دون علم السلطات الأمنية السورية بحكم تواجدها في لبنان , وسؤالنا البسيط والمنطقي هل كانت المخابرات المركزية الأمريكية بكل ما تمتلكه من إمكانيات هائلة عل علم بتفجيرات آل 11من سبتمبر ؟؟ وهل كانت المخابرات البريطانية الذائعة الصيت على علم بتفجيرات لندن الأخيرة قبل وقوعها ؟؟ أم تلك الأحداث ليست بحجم اغتيال رفيق الحريري رغم تقديرنا الكبير لدوره الإقليمي والدولي وأعماله الخيرية الهائلة التي قدمها لأبناء شعبه اللبنانيين .
أن كل ذلك يجب إن لا تجعلنا نبتعد عن حقيقة إن هذا التقرير وإن كان يؤسس للوصول إلى الحقيقة فهو تقرير فاقد للقرائن الحسية ومفعم بالشوائب مما يشكك بمصداقيته ونزاهته , إن عدم الانتظار لتكتمل التحقيقات والإسراع بنشره على هذه الصورة الضبابية يدفعنا إلى القول أنه جاء نتيجة للضغط الأمريكي وخدمة للموقف الأمريكي تجاه استهداف سوريا وخدمة لبعض الشخصيات السياسية اللبنانية المعادية لسوريا والتي مازالت توجه الاتهام إلى سوريا ومنذ اللحظة الأولى للاغتيال .
إن الأكيد والمؤكد بأنه مهما حاولت سوريا إن تتفادى استهدافها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية فليس بإمكانها ذلك لان الإدارة الأمريكية بمحافظيها المتصهينين الجدد قررت عمداّ مع سبق الإصرار على استهداف سوريا باعتبارها أخر القلاع العربية الصامدة في وجه المشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار


.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: اجتياح رفح سيتم قريبا سواء تم التوصل لاتفاق أم لا


.. بلينكن يعلن موعد جاهزية -الرصيف العائم- في غزة




.. بن غفير: نتنياهو وعدني بأن إسرائيل ستدخل رفح وأن الحرب لن تن