الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب الرئيس ابو مازن و الخيارات المفتوحه......(1)

محمد بهلول

2015 / 10 / 4
القضية الفلسطينية


من السهل تقديم وصف دقيق للواقع ؟،لكن من الصعب حتما ايجاد حلول و مخارج ،فالحلول و المخارج هي نتاج القدرات و الامكانيات الذاتيه بتاثيراتها الخارجيه السلبيه منها و الايجابيه مربوطه بالهدف،و ليس ارتكاز على اماني و رغبات و احلام طوباويه.
غالبيه من تعاطى مع خطاب الرئيس تثمينا زائدا عن اللزوم او انتقادا مبني على موقف سياسي مسبق او خصومه تنافسيه و حتى تحليل موضوعي لم يتوقفوا كثيرا امام السؤال الاهم ،ما هو المتوقع من الخطاب؟...و ماذا كانوا يطلبون؟
المحللون الموضوعيون(المحايدون نوعا ما)اجمعت ارائهم ان الخطاب مخيب للامال،و تبين من خلال التعليل،انهم يريدون سله متكامله من الخطوات و الاجراءات يعجز عنها الواقع الفلسطيني في اوج نهوضه الوطني و في ظل موازين قوى عربيه و دوليه متوازنه نسبيا،و الاعجب انهم طرحوا اجراءات و شروط تتعلق بالوضع الفلسطيني و بعضها مرتبط بالشانين العربي و الاقليمي و هي اصلاغير متوافره لدى الرئيس و السلطه و منظمه التحرير.
خلال تقييم خطاب الرئيس المفترض من المقيميين ،تحديد القدرات و الامكانيات الدقيقه فلسطينيا و عربيا و اقليميا و دوليا المتاحه امام الرئيس لتقديم اجابه واقعيه ،لا انفعال عاطفي شعبوي ينتهي مفعوله مع انتهاء لحظه النشوة،بل و يجر ويلات و كوارث يصعب لاحقا التحكم بها او السيطره عليها.و الواقع الفلسطيني يحمل عشرات الامثله لعل اسطعها الموقف اثناء حرب الخليج الاولى.
بالعوده الى خطاب الرئيس امام الاحتفال السبعيني للامم المتحده،اقل ما يقال فيه،انه خطاب متقن و ذو رسائل متعدده،تحمل من الوضوح الساطع بقدر ما تحمل من الالتباس الغامض،مفتوحه على خيارات متنوعه،؟تستند الى ردود الافعال اكثر مما هي افعال قائمه بحد ذاتها.ان الخطاب ليس مباراه في الانشاء انما هو انعكاس عن واقع الحاله الفلسطينيه بكل تشعباتها الداخليه و الخارجيه ،بما هو مسؤوليه عن اداره شعب و الانفتاح على خياراته المستقبليه.
بالمكان هو خطاب يتوجه الى الراي العام العالمي دولا و شعوب بتجديد رساله السلام الفلسطينيه المستنده على العدل و الحقوق وفق قواعد المصلحه الوطنيه الواقعيه و هي السياسه المعتمده منذ صيف 1974 .انه خطاب متزن و مسؤول و واقعي و ليس خطاب اعلامي و شحن عاطفي و شعبوي.
الاساس في الخطاب هو احراج اسرائيل و اظهار مسؤوليتها و تفلتها الدائم من عمليه السلام لتحصين ما تحقق من تاييد عارم في اوساط الراي العام العالمي شعوبا و زياده اعداد في الدول وا لمؤيده للحقوق الفلسطينيه.و المتابع للصحافه الاسرائيليه في الايام الاخيره يدرك المتاهه و الحيره ما بين قدره اسرائيل على تعطيل عمليه السلام و الحفاظ على مرموقيه حضورها الدولي.
بالمقابل ان اي خيار فلسطيني لا يستند على الاساس الدولي (شرعيه و قانون)يجعله في ظل الانقسام الدولي و الصراع الاقليمي المحتدم حاليا في موقع الطرف في الاحلاف و المحاور و يهدد فعليا و اعلاميا الخيار الفلسطيني المستقل المستند على المصلحه و الحقوق الفلسطينيه.
الاحراج في خطاب الرئيس لا يطال الاسرائيلي فحسب بل صوب و بالمباشر على الاميركيين المنحازون الى الطرف الاسرائيلي مما يخرجهم من معادله الرعايه و الاشراف الحصريه على عمليه السلام و المفاوضات باشكالها المتعدده،كما يحرج الامم المتحده ذاتها و يقدم استراتيجيه جديده لها على اعتاب سنينها السبعين ما بين البقاء اداه طيعه بيد الانقسام الدولي(شلل وظيفي)اول التحول الى منظمه وفيه لاهدافها حريصه على وظائفها باستنادها الى الشرعيه و القانون الدوليين و الغاء كل مظاهر تعدد المعايير و انتقائيه الملفات و غض البصر و اختلاف الاساليب.
الانتقاد الواضح للامم المتحده في طيات الخطاب و من دون كلام و افصاح مباشر له ارتباط واضح بالمعركه العالميه ضد الارهاب و فشلها المحتوم ان لم تعالج القضيه الفلسطينيه و هذا ما هو حاصل على ارض الواقع ،حيث تحولت الحرب على الارهاب الى صراع محاور و احلاف نتيجتها المنطقيه زياده اعداد المتطرفين و تعاظم قوتهم و تاثيرهم.
الخلاصه المنطقيه لخطاب الرئيس (في الجانب العام )ان للسلام كما للحرب طرفان على قدر متساوي من المسؤوليه و الالتزام،فعل و رد فعل ؟،بقدر ما يكون الفعل مؤلمابقدر ما يكون رد الفعل اشد ايلاما،هذا عنوان السياسه الفلسطينيه الجديده اذا جاز التعبير و التي ما زالت قادره على اعطاء الفرص لتجاوز ما هو قادم.
الاستخدام المتدرج لاوراق القوه الفلسطينيه لا ابرازها دفعه واحده في الميدان هو معيار الاتزان في السياسه الفلسطينيه حرصا على المكتسبات الفلسطينيه في زمن الانشغال العالمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية احتجاز مغاربة في تايلاندا وتشغيلهم من دون مقابل تصل إلى


.. معاناة نازحة مع عائلتها في مخيمات رفح




.. هل يستطيع نتنياهو تجاهل الضغوط الداخلية الداعية لإتمام صفقة


.. بعد 7 أشهر من الحرب.. تساؤلات إسرائيلية عن جدوى القتال في غز




.. لحظة استهداف الطائرات الإسرائيلية منزل صحفي بخان يونس جنوبي