الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من استطاع إليه سبيلا

مدني عبد المجيد الهيتي

2015 / 10 / 4
الصحافة والاعلام


ما سيحصل سيحصل. أنا وأنت ليست لنا السيطرة على الأقدار. كل ما نستطيع فعله شيئين فقط: قبلها، نستعد لما قد يحدث، وبعدها، كيف نتصرف وفق ما حدث. القضاء والقدر بيد الله فقط.
مليونا إنسان، من 200 دولة حول العالم، يتحدثون مئات اللغات، لهم عاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الثقافي على اختلافه، يجتمعون في بقعة جغرافية محددة لعدة أيام لأداء مناسك الحج.
فريضة على كل مسلم أن يؤديها مرة واحدة في حياته (إن استطاع)، ووجود الشرط الرباني هنا أتى لصعوبة الرحلة التي تتطلب جهداً بدنياً كبيراً، عدا عن الكلفة المادية الباهظة. لكن ليس كل من يدخل مكة يخرج منها سالماً معافى. فكما شاهدنا جميعاً ما يقارب الألف حاج وحاجة قضوا نتيجة حادثة التدافع والدهس التي حصلت في منى.
نحن شعوب متدينة، لكن أكثرنا يتمسك بقشور الدين غافلين عن لبه. فعندما يؤمن إنسان بسيط أنه إن مات في مكة يموت شهيدا نظيفا من كل ذنوبه كما ولدته أمه، لن يأبه بنظام ولا بشروط ولا حتى بخطر. سيدخل الحج كما لو كان يخوض معركة، الخارج منها شهيد في الجنة. متناسيا أن من شروط الحج المبرور: «ألا يكون فيه لا رياء ولا سمعة ولا رفث ولا فسوق، ويكون بمال حلال». قد تستغربون، لكن بعض الحجاج يحولون رحلة الحج إلى عملية انتحارية بغية الوصول الى الجنة.
نأتي للمهم.. وهو سبب ارتفاع أعداد الحجاج كل سنة رغم محاولة السعودية ضبط الأعداد، فكثير من المسلمين يحجون مرة ومرتين وعشرة، بل أعرف أشخاصا حجوا أكثر من ثلاثين مرة، بينما المطلوب من المسلم حجة واحدة فقط، تيمناً بالرسول الذي حج حجة وحيدة. فهل يعلم الحاج الذي يكرر حجته أنه يستولي على فرصة إنسان مسلم في بلد بعيد، ادخر أمواله طوال عمره ليستطيع زيارة بيت الله، وبعمله الاناني هذا حرمه من هذه النعمة؟
المؤسف أيضا إصرار بعض الحجاج على اصطحاب أطفالهم أثناء الحج، ضاربين بالخطر الذي يتهدد هؤلاء الصغار، والإزعاج الذي يتسببون به لغيرهم عرض الحائط، فضلا عن كبار السن والمقعدين والمعاقين الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة. والذين يسقط عنهم فرض الحج (لعدم استطاعتهم).
ندرك تماماً أن السلطات السعودية تفعل ما بوسعها لتسهيل الحج، وندرك أنها أنفقت الملايين لتوسعة الحرم المكي بغرض استيعاب المزيد من الحجاج، وندرك أنها خصصت موارد مادية وبشرية هائلة للعناية بالحجيج ولتحسين وتسهيل المناسك عليهم، لكن إلقاء اللوم كله على الحجاج وتبرئة السلطات، فيه ظلم للاثنين.
فبغض النظر عن التسييس الإيراني المغرض للقضية، وبعيداً عن الاشاعات المختلفة التي تداولها الناس، نأمل من السلطات السعودية أن تكون شفافة، بعد انتهاء التحقيقات، وأن تعرض أفلام المراقبة كاملة للكشف عن الأسباب الحقيقية للكارثة، التي نتمنى أن تكون الأخيرة في بيت الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية