الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعشنة الحقيقية على الطريقة السعودية

عناد الشمري

2015 / 10 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


يوم الجمعة الماضية في أحد جوامع العاصمة السعودية الرياض حدث موقف عقب تسليم إمام وخطيب الجامع وفراغه من الصلاة ؛ حيث بادر شاب يافع لم يكمل عامه السابع عشر بعد بسؤال الإمام عما قاله بخطبته عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ؛ وكذلك عن مفهوم الجهاد عند أهل السنة والجماعة ؛ الشاب وببراءة يسأل ؛ وسبب سؤاله يعد أمرا عاديا ؛ لأن الشاب يدرس في المواد الدينية الدراسية مسائل شرعية وفقهية كثيرة وهي في الواقع عماد استدلال منظري وفقهاء ومشائخ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ؛ ولحسن نية الشاب وصدقه طرح سؤاله ؛ وبما أن الإمام الخطيب من جوقة منافقي ووعاظ السلطان ممن لا يفقهون في أمور فقه الواقع اليوم شيئا ولا حتى في العلم الشرعي الصحيح ؛ وممن هو في الأصل يقرأ الخطب المكتوبة ودون أن يخرج عن نصوصها تفاجأ وتلعثم من سؤال الشاب المراهق ؛ والذي هو أي الشاب قد أصاب عقله التشويش من التناقض مما يلقن في المدرسة في المواد الدراسية الدينية وبين كلام الإمام الخطيب ؛ فمواد الدين الإلزامية كثيرة ومتخمة بالنصوص الشرعية عن الجهاد وفضله وعن تمجيد عصور الإسلام الأولى عن الغزو والسبي والأسلمة والتعريب والنهب والسلب والقتل والجنة تحت ظلال السيوف وعن منزلة الشهيد والحور العين .... إلخ ؛ أي أن مادة التأريخ أيضا في المدارس قد تمت أسلمتها ؛ والشاب المراهق طرح سؤالا مشروعا بحالته هذه ؛ إلا أن المنافق الإمام والخطيب وعند عجزه بادر برفع صوته كالعاهرة عندما تضبط في لحظة معاشرتها لأحدهم ؛ وبدون مقدمة رفع صوته متهما الشاب المراهق المسكين بأنه داعشي ؛ وبما أنه من المعروف في مملكة آل سعود أن الجوامع والمساجد ممتلئة برجال المباحث فقد انتفض أحدهم على الشاب صارخا بالمصلين قائلا : إمسكوا الملعون ؛ والملعون الخبيث في الواقع هو هذا المنافق اللعين وكذلك المنافق الإمام الخطيب ؛ وتم ضرب الشاب وتسليمه لأقرب مركز للبوليس؛ الخطيب المنافق لم يستطع النقاش والحوار فاختار طريق القمع جريا على عادة أسياده ؛ الشاب لولم يكن صادقا للسبب الذي ذكرته لكان تواصل مع أي موقع تابع لتنظيم الدولة ؛ إلا أنه بسبب التشويش الذي أصابه وببراءة سأل فكان أن وقع عليه ما وقع من ضرب واعتقال ؛ وهذا الموقف لاشك سيبقى راسخا في رأسه وفي نهاية الأمر لن يكون أمامه إلا طريقين إما أن يكون داعشيا أو يكفر ويلحد ويترك الإسلام للأبد ؛ والأخيرة كثيرة بمثل حالته ؛
هذا نموذج واحد وبسيط من حالات كثيرة تبرز حالات الدعشنة الحقيقية في العربية السعودية ؛ سياسة القمع ودون إحتواء الشباب عامل خطير في بناء أرض خصبة لتفريخ الدواعش ؛ تكفير وتفسيق الآخر ؛ المواد الدراسية ؛ الإهتمام بالأسلمة الشكلية في المجتمع ؛ قمع وسجن وجلد المتنورين والليبراليين وفي ذات الوقت تعظيم وتقدير النفاق الديني ومظاهر التدين والحفاوة والسخاء بالعطاء لكل منافق ومتدين أطال ذقنه وقصر ثوبه ومص سواكه ؛ ثم يخرج علينا بعض عملاء إعلام ابن سعود بدموع التماسيح متحسرين كذبا على الشباب المغرر بهم من تنظيم داعش ؛ والذين يقتلون أقرب الناس إليهم ويكفرونهم ؛ ويفجرون المساجد ويقتلون المصلين ؛ وفي الواقع أن السلطة السعودية داعشية بنفسها ؛ ويكفي منها نفاقها الديني كدليل إدانة ؛ وأما القمع فحدث عنه ولا حرج ؛ وطبعا كل عوامل تفريخ الإرهاب والإرهابيين متوفرة برعاية أو فعل السلطة نفسها ؛ ولم يبق إلا أن تسمى المملكة الإسلامية الداعشية .


تورونتو ؛ كندا ؛ 4 / 10 / 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإسلام السعودي هو داعش وداعش إسلام آل سعود
خالد أبو تيله ( 2015 / 10 / 4 - 15:53 )
صح داعش هو الإسلام بنسخة آل سعود يعني الإسلام السعودي والإسلام السعودي هو داعش والنصرة والقاعدة

اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال