الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ال علوي سلطة احتلالية

كوسلا ابشن

2015 / 10 / 4
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


ال علوي سلطة احتلالية

ال علوي اسرة مجهولة النسب استقرت في بلد امازيغي (تافيلات), يرجع اصلهم الى المدعو علي
ابن الحسن بن عبد الله، الملقب بالشريف، مجهول مكان و تاريخ ولادته ومجهول حتى تاريخ استقراره في الارض امازيغية, ومن اين قدم الى المنطقة, وبالاختصار مجهول الهوية , يدعون ان نسبه يرجع الى شخصية الحسن القاسم الهاشمي القريشي, اعتمادا على حكايات شفوية غير موثقة, تروي انه استقر في سجلماسة في القرن 13, رغم ان ابن خلدون (العصر المريني ) تحدث عن الادارسة ولم يذكر ان لهم ابناء العمومة في منطقة سجلماسة او في المروك عامة, وليس من المستبعد ان يكون هذا الشريف من افراد عصابات عثمانية ( علوية المذهب الطائفي), نشيطت انذاك في قطع الطرق والغارات على القوافل التجارية على الحدود الجزائرية والمروكية, ولسببا ما التجأت الى منطقة تافيلالت( سجلماسة), وبفضل الاموال المنهوبة والمسروقة استطاع شراء ولاء بعض شيوخ المنطقة و بعض المرتزقة وتشكيل جماعة مقاتلة بواسطتها استطاع الغزاة الاستلاء على تافيلالت وحكمها بالحديد والنار.
عصابة اجنبية اللاشرعية اغتصبت اجزاء من البلد الامازيغي وابادة الاف من الفلاحين والفقراء, ومن الاطفال والنساء والشيوخ,وبالتوسع الاستعماري ال علوي عرفت المنطقة مجازر وجرائم بشعة تعرض لها الامازيغ لم يعرفها تاريخ المنطقة, وخصوصا تحت رحمة الطغاة امثال رشيد واخوه اسماعيل وكذا الحسن الفاشي وغيرهم من مصاصي الدماء من بني ال علوي.
رشيد ال علوي من 1666 الى 1672, مؤسس مستعمرة ال علوي, بجبروته وامواله استطاع تجنيد البربر المرتزقة وغزو مناطقة خارجة مجال تافيلالت, وبارتكابه لجرائم ابادة جماعية بسط سلطته على سوس و رضخ اهلها لارادته, واستطاع المجرم رشيد التوسع في المدن والقرى واهمها فاس ومراكش والرباط , والقضاء على قواها العسكرية و محاربة الزعامات الدينية والبطش بها وابادة الامازيغ بدون رحمة .
اسماعيل ال علوي من سنة 1672 الى 1727 , استطاع بغزواته الوحشية والمدمرة للمنطقة الافريقية جنوب الصحراء المعروفة انذاك ب (السودان) ان يستعبد عشرات الالاف من شباب هذه المنطقة ويضم اليهم العبيد الموجودين في المروك ويجندهم في جيش سمي بالعبيد البخاري تابع لاسماعيل شخصيا ومعزول عن المجتمع, وبواستطه غزا وقتل وفتك بالشعب الامازيغي واحتل مدن وقرى الرافضة لتقديم الطاعة للمستعمر ال علوي ورغم وحشية الغزاة ال علوي ومرتزقته ودمويتهم استطاع ايمازيغن الحفاظ على استقلالية المناطق الوعرة والجبلية التي حمتهم عبر الزمان من الحملات الاستعمارية الدموية, ومن هذه المناطق خاض ايمازيغن حربهم التحررية ضد الاستعمار الاجنبي في كل الازمنة .
الطاغية اسماعيل ادرك الدور الفعال للايديولوجية الدينية في تخدير عقول الشعب وتسهيل عملية التحكم فيهم حسب مشيئة الحاكم الاستعماري. لعبت الزوايا الدينية الامازيغية دور فعال في النضال ضد الاستعمار , بحثها لايمازيغن لمقاومة المحتل ال علوي ورفض الخضوع لسلطته, وكان رد فعل الطاغية اسماعيل مهاجمة الزوايا والفتك بمريديها وشيوخها واخضاعها لسلطة الاستعمار ال علوي بتجنيد اتباعه وسلخ الزوايا عن محيطها الامازيغي وتحويل مقراتها الرئيسية الى فاس لمراقبتها واستعمالها في تحقيق اطماعه الاستعمارية وردع النضال الامازيغي التحرري ونشر الاكاذيب والاختلاقات ومن بينها ابداع النسب النبوي المزعوم ونشره بين الجماهير الشعبية الامازيغية اللاواعية والمؤمنة ايمانا مطلقا بالاولياء والانبياء ونسلهم الى درجة التقديس ( ما فعله ادريس بالاغبياء كرره اسماعيل مع احفادهم والنتيجة واحدة ), والنسب المزعوم استغل للزعامة الروحية والدنيوية واخضاع الشعب لارادة المحتل ال علوي واطالة عمره.
الطاغية الثالثة المختارة هو الحسن الفاشي من سنة 1961 الى 1999 , الا ان دوره الفعال في الجريمة المنظمة سبق هذه التاريخ, فعهده القاتم السواد بدأ مع الظهير العروبي ( اكس ليبان), سيقود الحسن الفاشي الجيش باعتاره الابن الاكبر ووريث عهدة الاحتلال, وتحت أمرته ملشيات علال الفاشي ومهدي بن بركة لضرب المقاومة المسلحة والقضاء عليها وتصفية قيادتها وعلى راْسهم اغتيال عباس لمسعدي على يد ملشيات المهدي بن بركة واغتيال حدو اقشيش تحت التعذيب في سجون المحتل ال علوي. في حملته لابادة ايمازيغن ن ريف بين 1958و1959 سيقود الفاشي الحسن جيش قوامه 20 الف جندي لغزو الريف, موزعين على ثلاثة فيالق , مدعمة بالطيران الحربي الفرنسي مصبوغة بالرموز ال علوية و بقيادة طيارين فرنسيين يقصفون القرى بالقنابل وسقوط الاف الضحايا المدنيين في هجوم بشيع وجبان يقوده الحسن الفاشي من هيلكوبتر( جيل بيرول, في كتابه صديقنا ملك المغرب),وجيش ال علوي بأسلحته الفرنسية والامريكية يحصد ارواه الريفين في المداشير وداخل منازلهم التي يقتحمها بمدرعاته وجراراته,لارتكاب ابشع الجرائم وافضعها من قتل الرجال والاطفال واغتصاب النساء وبقر بطون الحوامل لمعرفة جنس الجنين, جيش وحشي في هيئة بشر. قد اشار (جيل بيرول) في نفس المرجع الى احدى الجرائم الوحشية في حق معتقلين اجبروا على الركوع امام الحسن الفاشي, ووضع المرتزق اوفقير في جيب جلابة احدهم قنبلة وفجروها عن بعد. حصيلة ابادة امازيغن ن ريف تعد بالاْلاف بين القتلى والجرحى ومئات المعتقلين لم يرى النور منهم الا القليل. الجريمة البشعة للاستعمار ال علوي لم تفرق بين الرجال والنساء والاطفال والشيوخ, الكل دفع ثمن امازيغيتهم, بين القتل والاغتصاب والاعتقال والاختطاف وحرق محاصيل الفلاحين الفقراء وقتل الماشية وتسميم المياه, جينوسيد بكل مقياس القانون الانساني, لم يحاكم مرتكبيه حتى اليوم, ولن تمحوه الايام من الذاكرة الجماعية الريفية.
لم تنتهي جريمة الحسن الفاشي مع القضاء على انتفاضة الريف, بل نتائجها ظلت قائمة حتى بعد موته والى اليوم .
مورس ضد الريف خصوصا, كل انواع التمييز العرقي والاضطهاد السوسيو- اقتصادي والسياسي والثقافي واللغوي في عهد تربعه عرش الاحتلال, ولم يفلت الفرصة وهو في اعلى الهرم لشن حملة ابادية ثانية ضد الريف, يناير 1984, حتى وان كانت الحصيلة اقل بكثير مما اقترفه من ابادة جماعية وهومازال والي العهد, كما ذكر الريفيين هو بنفسه بذلك في خطاب متلفز بقوله ( احسن لكم ان تعريفوني ولي العهد مما ان تعريفوني الحسن الثاني ), فاستشهاد المئات واعتقال المئات, والتعذيب في مخافر الشرطة والدرك, والمحاكمات الصورية, وتحويل المدن والقرى لايام الى معسكرات, والجنود استولى على الشوارع مدجج بالسلاح والمدرعات تتجول في الشوارع ( لاول مرة شاهدت مدرعة وفي الشارع الرئسي للمدينة 1984) هذه الجرائم بالنسبة اليه لاشيْ , لذا ذكر الريفيين بجينوسيد .
جرائم الحسن الفاشي لا تحصى وهي تعد جرائم ضد الانسانية حسب القانون الدولي. ما كشف عليه من جرائم لا يعد الا نقطة صغيرة في وسط البحر. نهج الفاشي سياسة التمييز العرقي ضد ايمازيغن وانتهاك حقوق الانسان. قسم المروك على اساس عرقي (مروك نافع ومروك غير نافع )مارس سياسة تجويع الشعب وافقاره, شجع الفساد المالي والاداري والنهب الحلالي" الغنيمة", سياسة تفقير الفقراء واغناء الاغنياء, ساد الحكم المطلق والاستبداد ,قمع الانتفاضات بوحشية 1965 و1973و1981و1984و1990 وغيرها وسادت سياسةالاغتيالات والاعتقال السياسي وانتشرت السجون السرية في شتى بقاع البلد واهولها وابشعها تازمامارت.
انسحبت دولة الحماية قبل 70 سنة وما زال البلد تحت سيطرة ال علوي يعد من بين افقر الدول وفي مؤخرة الدول في كل المجالات وفي اوائل لائحة السلط المنتهكة لحقوق الانسان وخصوصا انتهاك للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية واللغوية للشعب الامازيغي.
ال علوي سلطة استعمارية, لا تخدم مصالح البلد ولا الشعب, باعتبارها سلطة اجنبية فمصالحها مع القوى الامبريالية, اما الشعب العبي , فهو بنظرها اداة لحماية هذه المصالح والدفاع عن وجود واستمرارية سلطة ال علوي المقدسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الديمقراطية في الغرب.. -أنا وما بعدي الطوفان- #غرفة_الأخبار


.. الانتخاباتُ الفرنسية.. هل يتجاوزُ ماكرون كابوسَ الصعود التار




.. لابيد يحمل نتنياهو مسؤولية توتر العلاقات مع الولايات المتحدة


.. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف مركز إيواء




.. نتنياهو يبلغ نوابا في الكنيست بانفتاحه على وقف حرب غزة.. ما