الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حافية القدمين

نسرين السلامي

2015 / 10 / 5
الادب والفن


صباحا وانا اشق طريقا لي بمحاذاة الشوق على بعد شهقتين من حديقة للذكريات ...فكرت ان اتمعن في الوان الفساتين على الواجهات واتخيل نفسي مساء بفستان ضيق يرسم حدود الخصر والصدر يقف تحت الركبة ويمتد الكعب يشنق راسي ..
اقف امام مراة اشاهد ازدحام الاصابع في دمعة مختنقة ...
واخرج....
فكرت وانا اتمشى بخطوات متعثرة نحو الباب ..كم دمعة ساذرف وانا اقطع المسافة نحوك على طاولة للعشاء...
من احدث قانون الكعوب العالية !!
وكيف ساطالب بحقي في السير حافية عبر مدن الاسفلت..
ايهما افضل ان اقبلك وانا اقف على الكعب العالي ام حافية على رؤوس الاصابع...
ايهما افضل ان اتنفس رائحتك من فتحات المسام ام ان يعبرني عطرك المسافر في شوارع المدينة...
ايهما يشبهنا اكثر ان نجلس حول حلقة لنار دافئة ام تاخذني لامسية شاي باردة الاحاسيس...
اثبت نفسي على المقعد وانظر في عينيك مباشرة ..بيننا تنتصب شمعة ملونة تلمع شعلتها في عينيك ..
تقول في هدوء اشتقتك
ابتسم واتابع حركة يديك الى الطاولة..
لم استطع يوما شرح علاقتي الغريبة بيديك ..ولم تقتنع انهما تصيباني بالدهشة حين تتحركان..ضحكت قائلا:لم يحدث ان اعجب احدهم بيدي انت مجنونة...
يدك..تشبه في تكوينها بيتا للحب..
يدك ..يشبهني صوتها حين تصفع الهواء ..يشبهني نفور عروقها ..وانتمي لتعرجات البصمة فيها ..
تنظر الى عيني وانت تتحدث وانا ادرس شرح الاصابع..حركتها في الهواء ..كم تاخذ من الوقت لتستقر قليلا على شعرك ..على الطاولة ...تخنق كاس ماء .....تعانق فنجان للقهوة ..
هل حدث ان قلت لك ان يدك مثيرة ...
سالتك وانا امد يدي الى كاس الماء على الطاولة ..لم لا نختار الازمنة التي نكون فيها؟ ضحكت بصوت عال :وما ستختارين ؟
اختارك بلا ربطة عنق
واختارني بعقد ياسمين..
اختارك بلا ساعة في المعصم
واختارني حافية القدمين..
اختارك بجلد اسد..
واختارني بجلد نمر..
عندما يحل المساء ..سننام تحت القمر.. ستحدثني عن امجاد اجدادك الحجريين..وساكلمك عن ما جربت خلطه من نكهات الاكل الجديدة..
ستحدثني عن مغامرات صيدك الاخيرة.. وساكلمك عن ينبوع الماء الذي اكتشفته صباحا وانا اجمع حطبا للطهو..سنتذوقه معا..ليصبح ينبوعنا .
ساحمل لك طعام العشاء وستهديني طوقا من الازهار البرية.. ..
ستكلمني عن جرح في يدك ..وساكلمك عن خدش في ساقي ونتبادل وصفات الاعشاب..
ليلا حين تعود النجوم الى عناوينها..
سنجلس حول نار دافئة ستغني لي عن الحب والعشب والمطر ..
وسارقص على الطين المعطر ...لك..
خذني الى غيبوبة كهفك ...وازرعني على ضفاف بحيرة حالمة ..ككل الزهور البرية..
اتفقد وجهي على صفحة الماء كنرسيس ..بلا احمر شفاه ولا كحل في العينين ..بشعر فوضوي..
اداعب وجه الماء بساقي ..تناولني تفاحة بيدك اليسري..تبتسم عيناك في انعكاس الشمس ..
اهمس بلا صوت ..احبك..
تبتسم عيناك وترسل قبلة في الهواء ..تمسك يدي تجرني عبر الشارع لنصل الى اخره حيث السيارة ..
خطوة دامعة واخرى موجعة
اتوقف ..انزع الحذاء من رجلي وامد يدي الى يدك مجددا ..اتقدم خطوات امامك واجرك ...
تكرر مستغربا ستمشين حافية ...
لا يفي هذا الاسفلت بحاجة الطين ..
يربكني ضيق هذا الفستان ..وتختنق رجلي في هذا الحذاء ..لا احب ربطة عنقك ولا صوت حذاءك على الاسفلت.. لا احب تلك الساعة في معصمك ..ولا احب تصفيفة شعرك المرتبة...
كانت ستكون اجمل هذه الامسية...لو سالتك بلغة درويشية : اتاخذني سيدي وتجيب وشعلة من النار تتوهج في عينك ...انني اصطفيك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو