الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الحريري

تقي الوزان

2005 / 10 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أدعو كل العراقيين من كل الاديان والمذاهب لقراءة سورة الفاتحة أو أشعال شمعة ترحماً لروح الشهيد رفيق الحريري .
رفيق الحريري الذي كان وراء أصدار القرار 1559 من مجلس الامن أو بدعم منه . القرار الاممي الذي ينتصر لاستقلال لبنان ويخرجه من دائرة التبعية السورية . رفيق الحريري الذي رفض التمديد غير المشروع لدورة رئاسية جديدة للرئيس اللبناني الحالي , وترك رئاسة الوزراء انتصاراً للارادة اللبنانية الحرة , ورفض الارادة الغاشمة لسلطة البعث السوري .
أقل من هذه المواقف بكثير تدفع النظام الفاشي لاتخاذ قراره بالتخلص من هذه الشخصية الفذة بأرتكازها على الصخرة اللبنانية الثابتة . كانت معادلتهم اما لبنان او الحريري . ولم يعرفوا أن الحريري هو لبنان . أغتالوا الحريري فأنتفض لبنان .
وجاء القاضي الالماني مليتس مفوضاً من هيئة الامم المتحدة للتحقيق في حادثة الاغتيال . وتمت الموافقة عليه من كافة الاطراف , بما فيها الطرف السوري . وبعد اجراء التحقيق , توصل لتأكيد الشكوك التي رافقت سلوكية النظام السوري خاصةً في السنوات الاخيرة . وأثبت التحقيق مسؤولية الجهاز الامني السوري وتابعه اللبناني عن عملية الاغتيال . ووضع التقرير النظام السوري برمته في النفق المظلم , ولا تكفي الفتحة التي في نهايته لخروج النظام السوري البعثي منها سالماً . بل تكفي لخروج الافراد بما فيهم رئيس الجمهورية بشار الاسد . وفي نفس الوقت يضع في حسابه للذي ينوي الخروج أن ميلتس يقف خلف الفتحة أيضاً . لأن الامم المتحدة مددت مهمته للشهرين القادمين .
نحن الان بأنتظار نهاية العد الى العشرة , بعد ضربة ميلتس التي أسقطت النظام السوري أرضاً . وكيف سيقف مترنحاً بأنتظار ما تقرره لجنة الحكام في هيئة الامم المتحدة . والتي ستنهي النزال بسبب عدم اهلية النظام السوري لمواصلة اللعب .
أذا كان تقرير مليتس قد انتصر للشعب اللبناني وجرم قاتلي الشهيد رفيق الحريري . وعمق من تثبيت الحقوق المشروعة لحرية لبنان واستقلاله . فقد زاد من فسحة الامل التي تراود الشعب السوري الشقيق في التخلص من جبروت النظام الفاشي الذي كبس انفاسه لاكثر من اربعين عاماً . واذا كان تأثير التقرير على الشعب اللبناني والسوري بهذا الحجم فأن أنعكاسه على الوضع في العراق سيكون أسرع في تأثيره الايجابي المنشود .
منذ سقوط توأمه الفاشي في العراق في 9 نيسان 2003 والنظام السوري لم يدخر جهداً في تصدير الموت المجاني للعراقيين . سواء بتوفير الملاذ الامن لبقايا قيادات البعث والمخابرات الصدامية وتقديم الدعم اللازم لهم للاستمرار في اعاقة تقدم العملية السياسية في العراق , أو بأستقبال أغلب المتطرفين التكفيريين في مطار دمشق وتسريبهم الى داخل العراق ليكونوا قنابل موقوته تفجر وسط التجمعات العراقية .
لقد طالب مجلس الحكم المنحل وبعده حكومة علاوي , ثم الحكومة المنتخبة الحالية , ومعهم الحكومة الامريكية وحكومات قوات التحالف بالكف عن هذه الممارسات الدموية . والكف عن كل هذا الحقد والعداء . وأن عدم الاستقرار في العراق سينسحب في النهاية على كل المنطقة , وأول المتضررين هي الشقيقة سوريه . وبدون اية فائدة , جرى نكران كل شئ . مثلما تم نكران اية علاقة بأغتيال الحريري ورفاقه والصحفي سمير قصير وجورج حاوي والاعلامية مي شدياق التي فقدت نصف جسدها .
اليوم جاء تقرير مليتس ليخلصنا من فوهة النار هذه . وسيكون ابرز انعكاساته في هبوط الروح المعنوية لحثالات البعث الفاشي المقبور وعصابات السلفيين . اليوم البعث السوري مترنحاً ومدافعاً عن نفسه وليس لديه الوقت لامداد القتلة خارج ساحته . ومن المحتمل انه سيستقتل سويةً مع هؤلاء القتلة . وهذا احتمال ضعيف لانه يدرك ان هذا سيعجل بانتحاره . ستشل وتقطع اهم امدادات الارهاب في العراق وفي الزمن المنظور . من الان فصاعداً سوف لن نحتاج الى هيئة اجثاث البعث . لأن هيئة الامم المتحده ودول التحالف ستتبنى هذه الفكرة , وسيقلع من جذوره السورية . ستتراجع كثيراً متطلبات حثالات البعث – التي اختطفت اسم السنة – من الحركة الوطنية العراقية . واحتمال كبير قائم لنجاح مشروع عمر موسى لأن مطاليبهم التي كانت ليست لها نهاية , ستكون معقولة هذه المرّة بعد تقرير ميلتس وتداعياته خلال هذا الشهر . وعلى الساسة العراقيين المشاركين في هذا اللقاء ان يدركوا هذا التراجع حتى يجري تحجيمهم وحصرهم في الزاوية التي يستحقونها , ودق الاسفين بين من يدعي النظافة وبين القتلة المجرمين . كثيرة هي تداعيات تقرير مليتس على الساحة العراقية , والتي ستكشفها الايام القادمة .
نأمل أن يتمكن الشعب السوري الشقيق من تحقيق نظام حكم ديمقراطي بأسرع وقت ممكن . ونأمل من الحكومات الديمقراطية القادمة - كما تدل المؤشرات – في العراق وسوريه ولبنان من انشاء الطريق البري الحديث الذي يربط الدول الثلاث ويسمى " طريق الحريري " تخليداً لذكرى هذا السياسي الشريف الذي خدم المنطقة حتى في استشهاده خدمة قل نظيرها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع


.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟




.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش


.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟




.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم