الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هي نعمة أم نقمة ؟!

زيد كامل الكوار

2015 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


من المحير والمزعج في الوقت عينه أن تقف مترددا و محتارا عند أمر لا تستطيع أن تميز شعورك اتجاهه هل أنت منزعج من ذكره أم مسرور ؟ ولا أعلم كيف أبتدئ الكتابة في هذا الموضوع الذي كثر الجدل فيه حتى أضحى ممجوجا يكره سامعه مجرد ذكره لكن وكما قيل ( لا بد مما ليس منه بد ) .
بدأت القصة سادتي منذ اللحظات الأولى للعدوان الأمريكي البربري على العراق بل بالتحديد منذ وطأت أقدامهم الآثمة أرض الأنبياء والأولياء ، فكلنا يتذكر تلك الأيام المريرة التي شهدت دخول قوات الشرك والفساد والوحشية والدنس أرض العراق العربي المسلم الموحد الذي كان يعاني ظلم الدكتاتورية والاستبداد والظلم لعقود طويلة جعلت المواطن العراقي البسيط ينشد الخلاص والحرية بأي ثمن جهلا منه بأن القادم أدهى وأمر . فالكهرباء التي كانت تنير بيوت العراقيين حتى الخامس من نيسان من عام ألفين وثلاثة، لم تكن من ضمن أهداف الغزاة الستراتيجية المهمة ولكن ما أن وطأت أقدامهم الأرض العراقية حتى تغيرت الأهداف والستراتيجيات القديمة وحلت محلها(plan-B) أي الخطة ب أو الخطة البديلة كما يسمونها هم ، فأقدموا حين دخول طلائع قواتهم أطراف بغداد على نشر الشبكة المعدنية الدقيقة على محطات الطاقة الكهربائية التي كانت تعمل بصورة ممتازة إبان تلك الفترة من الزمن ، فقامت تلك الشبكة المعدنية التي أعدت لهذا الغرض بالقضاء على الكهرباء قضاء مبرما لم تستطع ولم تنفع معه كل الحلول الترقيعية اللاحقة كما يقول المثل العامي العراقي ( الشگ چبير والرگعة زغيره ) واستمرت جهود الإعمار على أشدها في محاولة من بعض المخلصين لإعادة الكهرباء إلى ما كانت عليه ولا نتيجة ترتجى من ذلك لأن الذي يحصل في كواليس وزارة الكهرباء ، سر لا يمكن لأحد أن يطلع على حقيقته فهي حقيقة مرة تتلخص في كلمات قليلة ( لقد باعوا البلد لمن يدفع عمولة أكبر ) . ولن يستطيع أحد مهما كان مخلصا ونزيها أن يفعل شيئا مفيدا في هذا القطاع بالذات لأن العمل جار على تهيئة الظروف والأسباب الموضوعية المقنعة لكي يقطفوا ثمرة مسعاهم الخبيث من اثني عشر عاما مضت ، لقد أوصلوا حال الكهرباء من السوء بحيث يئس المواطنون وأصبحوا مستعدين لقبول أي خيار ينقذهم من هذه النعمة التي غدت نقمة وهما يرافق العراقي أينما حل وارتحل في أرض العراق الواسعة ، في هذه الأيام على وجه التحديد طرح الحل الجذري الذي هيأوا الأجواء والمزاج العام لتقبله استنادا إلى معطيات المرحلة الحالية وموجات الحرارة الاستثنائية التي تضرب العراق فتذيب القلوب قبل الجلود في هذا الصيف الجهنمي ، الآن رأوا أن العراقي مستعد لتقبل الحل أيا كانت صيغته أو مصدره أو طبيعته ، فطرحوا بثقة أكيدة موضوعة خصخصة قطاع الكهرباء العراقي باعتباره حلا جذريا وعمليا لإعادة اعمار قطاع الكهرباء في العراق ، وقد مهدوا بحرفية وخبرة السماسرة المحترفين لهذا الموضوع قبل أشهر عدة عندما اقترحوا رفع تسعيرة الوحدة الكهربائية وضمان تجهيزها على مدار الساعة ولكن المدافعين عن المعدمين والمساكين والفقراء علموا أن وراء الأكمة ما وراءها وأن هذا الاقتراح لا يعدوا أن يكون أمرا دبر بليل ، فشنوا حملة احتجاج رفضت ذلك الاقتراح جملة وتفصيلا وشرحت أبعاده السلبية على المدى القريب والبعيد وما سيجر بعده من نتائج وخيمة عديدة ، و اليوم يبدو أن المؤامرة عادت لتطل برأسها البشع من جديد لتصور لبسطاء الناس أن الحل الأمثل هو خصخصة قطاع الكهرباء ، وقد يكون ذلك صحيحا فتتمكن الشركات التي تتشكل عادة قبيل عرض المناقصات والتراخيص ، بالأموال العراقية التي هريت من قبل لتعود الآن كي تستثمر في مشاريع الدولة المسروقة نتيجة تعمد لإفشال عملها كيما تباع فيشتريها المفسدون الذين سيصبحوا مستثمرين قريبا بأسماء أخرى تمثلهم ليختبئوا خلف تلك الأسماء غير المعروفة ، وحين ينجح مشروع الكهرباء ويلمس المواطن نتائج إيجابية في فيه ، ستكون الأرضية صالحة لخصخصة الصناعة النفطية والمصانع والمنشآت الحكومية العملاقة المتوقفة عمدا منذ الكثير من الأعوام للغرض نفسه وهكذا دواليك حتى يباع العراق كله لمن يدفع عمولات أكبر ، هل اقتنعتم اليوم أنهم قد باعوا العراق ، " و








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ