الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا مملكة السويد تتدخل في الشؤون السياسية لشمال افريقيا؟

بودريس درهمان

2015 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أصبحت الشعوب تخرج للتظاهر في الشارع دفاعا عن كياناتها السياسية و دفاعا عن وحدتها الترابية، لان الصراع الدولي على مناطق النفوذ اصبح لا يطاق و أصبح يهدد قيم السلم و السلام الدوليين. لقد أصبح هذا الصراع اخطر مما كان عليه الامر خلال نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين.
أصبح هذا الصراع اخطر مما كان عليه الامر خلال نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين، لأن المناطق الاسلامية المنتشرة عبر العالم أصبحت تحتضن بين ثناياها ايديولوجيات هدامة و هذه الايديولوجيات هي أشبه بتلك الايديولوجيات التي نشأت في اوروبا بين الحربين العالميتين و التي اودت الى ظهور نظامين سياسيين خطيرين على البشرية هما نظام الفاشية و نظام النازية.
فكما احتضنت اوروبا فاشيتها و نازيتها، المناطق الجغرافية التي ينتشر فيها الاسلام هي الاخرى اصبحت تحتضن ايديولوجياتها المشابهة لأيديولوجيات الفاشية و النازية.
و تدخل بعض الدول في المناطق التي تعرف نزاعات داخلية او نزاعات على الحدود، و تحت أي غطاء كان، لا يراعي خطورة هاته الايديولوجيات التي تهدد السلم و السلام الدوليين. لهذا السبب يصبح هذا التدخل بمثابة العامل المباشر الذي يساهم في خلق حالة الفوضى و يساهم خصوصا في تقوية هذه الايديولوجيات الخطيرة.
على سبيل المثال، تدخل حكومة السويد و تطرفها في ما يخص كيفية معالجة نزاع الصحراء الدائر بين المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية يثير الاستغراب و الدهشة، خصوصا و ان هذا التدخل يسير ضد المصالح الحيوية لدولة السويد في المملكة المغربية التي عرفت انتعاشا ملحوظا خلال الست سنوات الاخيرة، حيث عرفت انشاء ما لا يقل عن عشرين مقاولة كبرى .
لكن هذا الاستغراب و هذه الدهشة سرعان ما ستزول حينما نكتشف أنه ليس دولة السويد وحدها من تبحث عن مناطق النفوذ في منطقة شمال افريقيا بل حتى دول اخرى من الدول الاسكندنافية هي الاخرى تحاول جاهدة التدخل في منطقة شمال افريقيا و لو ضدا على مصالح مقاولاتها و استثماراتها المالية في المنطقة. لأن أي محلل نبيه سيلاحظ عبر تصفحه لأخبار و مستجدات منطقة شمال افريقيا الحضور القوي لبعض الدول السكندنافية في المجال السياسي لهذه المنطقة، و هذا الحضور الذي ليس بتاتا حضورا من اجل البحث عن توسيع مجال الاستثمارات بقدر ما هو حضور من اجل خلق حالات اللااستقرار السياسي.
بعض الدول السكندنافية، و بتقسيم للأدوار، و منذ على الاقل شهرين و هي تتدخل بشكل مفضوح في المجال السياسي للمملكة المغربية كما تتدخل كذلك في المجال السياسي للجمهورية الجزائرية و بحكم ان المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية هما الدولتان الاكثر استقرارا في منطقة شمال افريقيا فانه من الواضح ان بعض هاته الدول السكندنافية تكون قد أبرمت صفقات دولية لخلق حالات الفوضى من اجل المساهمة في تفكيك منطقة شمال افريقيا للاستفادة من الوضع و ليتأتى لآخرين التحكم في مواردها و لربما وفق بنود سرية سوف لن يتم الاضطلاع عليها الا بعد فوات الاوان.

حسب تقديري المتواضع من الممكن أن تكون احد الاسباب العميقة التي هي وراء هذه الصفقة السرية: استجلاب الموارد البشرية لشمال افريقيا في افق سنة 2025. لأن الدول الاسكندنافية تعاني من نقص مهول في الموارد البشرية و نموها الاقتصادي و المالي لا يتماشى و نموها الديموغرافي الغير متكافئ .
عدد سكان مملكة السويد مثلا لا يتعدى العشرة ملايين نسمة و اخر سنة استفادت فيها هذه الدولة من وفود اللاجئين عليها هي سنة 1992 حيث توافد عليها 84000 لاجئ من لاجئي دول البلقان.
عملت مملكة السويد على دمج هؤلاء اللاجئين الى حدود سنة 2015 حيث عرفت وفود لاجئين جدد قدر عددهم حسب وكالة رويتر للانباء بـ72000 لاجئ. مما يؤكد ان هذه المملكة نسجت لنفسها قانونا غير مكتوب و هذا القانون هو: كل ربع قرن، أي كل خمسة و عشرون سنة يجب استجلاب موارد بشرية في حدود 84000 نسمة. و المنطقة المؤهلة للعب هذا الدور في توفير اللاجئين هي منطقة شمال افريقيا خصوصا المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية.
من الواضح ان الدول السكندنافية و معها حتى الجمهورية الالمانية وجدوا في هذا الحل وسيلة رخيصة لمعالجة معضلة العجز الديموغرافي الذي يعاني منه اقتصادهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE