الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((فلسفة العلاقات بين البنى السياسية الفوقيّة، والتحتيّة...)) . قراءة في الخطاب الأخير لرئيس الوزراء، وعلاقته بمستجدات الساحة الدولية .

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 10 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


منذ بداية دعوة الإصلاحات إلى ما قبل الخطاب الأخير للعبادي؛ لم نرَه بهذه الحديّة في لغة الخطاب الإصلاحي؛ بينما كان العكس ما يجب حصوله أيّ: أنْ نراه منتفضاً قوّياً في أوّل حزمة إصلاحية؛ لكنّه كان يراوح، أو يسير بطيئاً في وقتٍ بُحّ صوت المرجعية، والشعب في أنْ يكون قوّياً، وشجاعاً في تنفيذ الإصلاح الحكومي، ومحاسبة رؤوس الفساد الكبيرة .
.
هذا الأمر يعطيك مؤشراً خفيّاً في عدم ثقة رئيس الوزراء بالدعم البرلماني، وبالكتل المشاركة في السلطة؛ لو عزم على المضيّ في إصلاحه أنْ تنقلب عليه، وتتخلّى عن دعمه كما فعلوا ذلك مع سلفه الذي كان حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة آنذاك؛ لذلك فالعبادي أراد سنداً قوّياً يستند عليه، ويكون بمأمنٍ من مكائد الكتل الخسارة من هذا الإصلاح؛ لأنّه يعرف جيداً بأنّ دعمها إعلامياً فقط يراد منه تضليل الشارع العراقي .
.
لو رجعنا لسيناريو الحكومات السابقة؛ لوجدنا بأنّ العامل الرئيس لضعفها كان خارجياً؛ بفعل الحرب على سوريا، وضغوط الأطراف المتنازعة فيها على الحكومة، فكانت أمريكا تطلب من رأس السلطة بمنع وصول السلاح لحكومة بشار عبر العراق، ومن الجانب الآخر كانت إيران تستمر بدعمها العسكري للأسد، ولهذا فقد المالكي دعم أمريكا لحكومته، ولأنّها تعرف جيداً أزمات العراق السياسية، فقد استثمرتها في إزاحته من السلطة .
.
تطوّرت الأحداث الدولية على القضيّة السورية؛ بدخول روسيا السافر مجريات الساحة الشرق أوسطية، وتشكيل تحالف سمّي بــ(التحالف الرباعي)، وحقيقته ثلاثي؛ لأنّ العراق رسمياً لم يحسم أمره من هذا التحالف الذي بدأ يتوسع بإعلان الصين، وكوريا الشمالية رغبتيهما بالانضمام إليه .
.
هذا التطوّر المفاجئ ولّد ضغوطاً كبيرة على حكومة العبادي التي تواجه تحديات حقيقية اقتصادية، وأمنية كبيرة، وهذه الضغوط وضعت رأس السلطة بين نارين؛ إذ لو رحبّت الحكومة بتدخل روسيا في قصف الدواعش في العراق كما في سورية؛ لخسر العبادي دعم أمريكا الاستخباراتي، والعسكري، وليس من الصواب خسرانه في هذه المرحلة الحرجة؛ لأنّ الحكومة لا تدرك آثار ذلك .
ولو رفضت هذا التدخل الروسي؛ لأصبح العبادي في مواجهة وجهاً لوجه مع الفصائل المقاومة التي ربّما تهدّد بترك العبادي، وأمريكا يواجهان الإرهاب في العراق؛ لذلك كان تصريح العبادي دبلوماسياً في ترحيبه بدخول روسيا جبهة محاربة داعش، وهو يعني (التحالف الدولي)، وهذا غير وارد، ولا موضوع على طاولة النقاشات؛ لكنّها محاولة الهروب من تلك الضغوط، وقد فهمت روسيا، وإيران رسالته، وأعلن بوتين استعداده عن توجيه ضربات جوية لأوكار داعش في العراق لو طلبت الحكومة العراقية ذلك .
.
يبدو لي أنّ كلّ هذه التفصيلات، وزيادة قد سمعها العبادي في زيارته الأخيرة لأمريكا، ولا أستبعدت طلب أمريكا من العبادي استهداف المالكي ليس اعتقاداً منها بأنّه فاسد، بل لأنّه أصبح يمثل ذراع إيران في العراق، ومن ورائه فصائل المقاومة التي ستكون بالتالي في مواجهة العبادي .
هذا التفكير الأمريكي المعقّد ربّما سيجرّ العراق إلى الوقوع في أزمات سياسية، وأمنية كبيرة الهدف منها تمزيق جبهة الفصائل ليتزعزع النفوذ الإيران، ويقوى النفوذ الأمريكي في العراق، وبعد ذاك التفكير بسوريا التي أصبحت أمريكا محرجة في ملفّها بعد التدخل الروسي الذي خلط عليها الأوراق .
هذه هي أهم خلفيات الدولية لخطاب ريئس الوزراء العبادي الذي كانت للأحداث الدولية (البنى الفوقية) أثر واضح في صياغته، وإنْ كان معظمه يدور في فلك الشؤون الداخلية للبلاد (البنى التحتية) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا