الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدورة 59 لمهرجان لندن السينمائي 1

عدنان حسين أحمد

2015 / 10 / 6
الادب والفن


قراءة في فيلمي الافتتاح والاختتام

لفيلمي الافتتاح والاختتام نكهة خاصة في غالبية المهرجانات السينمائية العالمية التي أصبحت لها خبرة واسعة وعميقة في هذا المضمار. ومهرجان لندن هو واحد من المهرجانات السينمائية العالمية التي يُحسب لها حساب في الإدارة، والتنظيم، وعروض الأفلام، والتكريم، وإسناد الجوائز وما إلى ذلك.
أما افتتاح المهرجان واختتامه فتلك قضية أخرى لابد أن تترك صداها لدى جمهور السينما ومحبيها سواء في المملكة المتحدة أم في خارجها. وقد اختار القائمون على الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان لندن السينمائي أن يكون فيلم الافتتاح "سوفرجيت" أو المنادية بحق التصويت للمخرجة البريطانية سارة غافرون التي سبق لها أن أخرجت خمسة أفلام أبرزها "بريك لين" و "قرية في نهاية العالم". أما فيلمها الجديد فيتمحور حول حق المرأة في التصويت، هذا الحق الذي لم يأتِ للمرأة على طبق من ذهب وإنما بذلت من أجله جهودًا جبّارة تعود إلى عام 1872 حيث طالبت المرأة بحقها في التصويت والاقتراع في المملكة المتحدة. ثم حصلت في عام 1918 على حق التصويت في سن الثلاثين وظلت تناضل إلى أن حصلت على المساواة مع الرجل وأصبحت تصوت في سن الواحدة والعشرين.
لا تقل كاتبة السيناريو أهمية وشهرة عن مخرجة الفيلم فهي التي كتبت سيناريوهات "الساعة"، "بريك لين"، "المرأة الحديدية" و "العار" وسواها من قصص الأفلام البريطانية المهمة. أما اختيار الممثلات فنادرًا ما يجد المُشاهد قصورًا في أداء أي ممثل أو ممثلة في الأفلام التي يتم اختيارها للافتتاح والاختتام. وقد شاركت في "سوفرجيت" نخبة من الممثلات البارعات بدءًا بالبريطانية كاري موليغان التي نالت جائزة البافتا غير مرة ومواطنتها هيلينا بونام كارتر، والفنانة الأميركية المذهلة ميريل ستريت التي حازت على الأوسكار ثلاث مرات، وثمانية جوائز غولدن غلوب علمًا بأنها ترشحت للأولى نحو عشرين مرة كما ترشحت للثانية خمس وعشرين مرة!
إذا كان فيلم "سوفرجيت" يتمحور على حق المرأة في التصويت وهي ثيمة مهمة تُعنى بنصف سكان الكرة الأرضية أو أكثر ربما فإن فيلم الاختتام سيكون "ستـيف جوبز" لداني بويل وهو سيرة ذاتية لستيف جوبز من جهة، وفيلم درامي من جهة ثانية. ثيمته لا تقل أهمية عن فيلم الافتتاح وربما تبزّها في بعض الجوانب، وخصوصًا ما يتعلق منها بالثورة الإليكترونية التي بدأها ستيف جوبز الذي أسس شركة "أبل" عام 1984 وهو أول منْ أنجز نظام ماكنتوش، ثم أعقبه بإنتاج أول كمبيوتر يحمل اسم نيكست، ثم قدّم سلسلة آي ماك و آيبود وآيفون وآيباد ليقدم للعالم برمته خدمة كبيرة لم يقدمها أحد من قبل وهي اليوم في متناول الغالبية العظمى من البشر.
لا تقتصر ثيمة الفيلم الرئيسة على اختراعاته الكبيرة وإنجازاته العظيمة وإنما تتعداها إلى سيرته الذاتية التي تنطوي على الكثير من المناطق الغامضة التي لم تُسلط عليها الأضواء وخصوصًا فيما يتعلق بوالديه البايلوجيين وكذلك ابنته ليزا التي لم يعترف بأبوتها أول الأمر لكنه عاد ورضخ إلى صوت العقل وأدرجها ضمن قائمة أفراد الأسرة التي لها الحق الكامل في ثروته التي خلّفها بعد وفاته. جدير ذكره بأن ستيف جوبز لم يلتقِ بأبيه الحقيقي عبد الفتاح الجندلي،سوري الأصل، حتى ولو لمرة واحدة علمًا بأنهما كانا يقيمان في بلد واحد.
على صعيد الأداء جسّد دور ستيف جوبز الممثل الألماني- الآيرلندي مايكل فاسبندر وهو المعروف بقدراته الفذة في التمثيل. كما شاركته في براعة الأداء الممثلة البريطانية كيت وينسليت التي تألقت في تأدية دور جوانا هوفمان وهي عضو في فريقي ماك ونيكست. وفي السياق ذاته برع الكندي سيث روغن في تجسيد دور ستيف ونزياك، الشريك في تأسيس أبل 1 وأبل 2 وأبدع في دوره.
لقد جمع هذا الفيلم بين الثورة الإليكترونية من جهة، وبعض الموضوعات الذاتية التي تتعلق بحياة ستيف جوبز الشخصية والعائلية. وأن هذه الخلطة المنطقية التي تجعل من الفيلم مادة ضرورية لكل المشاهدين بغض النظر عن مستوياتهم العلمية والاجتماعية.
وفي إطار تكريم الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت التي يقترن اسمها بعدد من الأفلام المهمة من بينها "إليزابيث"، "سيد الخواتم"، "ياسمين أزرق"، "بابل" و "أنا لست هناك" وقد فازت بالعديد من الجوائز أبرزها الغولدن غلوب، والبافتا، والأوسكار، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة. وسوف يُعرض لها فيلمان الأول بعنوان "كارول" للمخرج الأميركي تود هينز وفيلم "الحقيقة" للمخرج الأميركي جيمس فاندربلت. كما حصلت بلانشيت على زمالة من معهد السينما البريطاني.
ربما تكون المهرجانات السينمائية في العالمين الأوروبي والأميركي هي فرصة نادرة لعرض الأفلام الإشكالية التي يصعب عرضها في العالمين العربي والإسلامي اللذين يتحسسان من مفردات المثلية الجنسية، والسحاقية، والمخدرات، والدعارة وما إلى ذلك. ففيلم "كارول" الذي صوِّر في عام 1952 في مدينة نيويورك تدور قصته حول مصورة شابة في العشرينات من عمرها ترتبط بعلاقة عاطفية مع امرأة أكبر سنًا منها. لعبت دور المُصورة الشابة تيريز "روني مارا" فيما جسدت دور المرأة المغرية كارول "كيت بلانشيت" التي انهارت علاقتها الزوجية مؤخرًا ولم تجد بُدًا من إقامة علاقة عاطفية مع المصورة الشابة التي وجدت ضالتها في هذه العلاقة الإشكالية التي تستفز الآخرين آنذاك. بقي أن نشير إلى أن المخرج الأميركي تود هينز قد أنجز العديد من الأفلام السينمائية والتلفازية نذكر منها "السم"، "منجم ذهب مخملي" و "بعيدًا عن السماء".
ينتمي فيلم "الحقيقة" للمخرج الأميركي جيمس فاندربلت إلى نمط الأفلام الاستقصائية التي لا تجد حرجًا في ملاحقة أية شخصية سياسية مهمة في البلد حتى وإن كان هذا الشخص مرشحًا لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية مثل جورج دبليو بوش حيث يُعّد في غرفة الأخبار عام 2004 برنامج 60 دقيقة الاستقصائي الذي يدور حول جورج بوش الذي سيصبح رئيسًا فيما بعد إن كان قد أدى الخدمة العسكرية في فيتنام أم تفادها وتملص منها. وعلى إثر هذا البرنامج يتعرض مُقدم البرنامج دان رذار والمنتجة ماري ميْبس إلى انتقادات لاذعة تكلفهم حياتهم المهنية.
يتضمن برنامج غالا 21 فيلمًا سنتوقف عند بعضها لاحقًا أما الأفلام التي ستُقدم في احتفاليات وعروض خاصة فهي فضلاً عن فيلمي الافتتاح والاختتام وفيلمي الفنانة المكرمة بلانشيت "جراد البحر"، "البرنامج"، "السفّاك"، "الغرفة المحرمة"، "أسماني مالالا" إضافة إلى أفلام أخرى لا تقل أهمية عما أوردناه من عناوين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر